العين البزايعة : مع راية الهاشميين نبدأ المئوية الثانية والقرن الجديد بهمة ورجولة واستمرار بناء الوطن وتعزيز اركانه ..
الشريط الإخباري :
بقلم / العين : مصطفى عبدربه البزايعة
أعبر اليوم عن سعادتي بمئوية الدولة الأردنية إنه يـوم المجد والفخر فيه نتذكر أعوام مضت حفلت بإنجازات وتقدم وازدهار،منذ بدأ الحسين الأول – طيب الله ثراه - في توحيد المملكة ووضع أسس الدولة الحالية حيث كان العهد في المحافظة عليها والاهتمام بالإصلاح والتحديث والتطوير والارتقاء بالشعب، مرجعاً إلى الأذهان ما قام به المؤسس من أعمال بطولية قاد بها البلاد في مراحلها الأولى، وأكمل من بعده ملوك حفظوا الله والعهد كما حافظوا على جمع الصف ، حتى تولى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه ، مقاليد الحكم، وعملوا على مواكبة التطوير والارتقاء على جميع الأصعدة للوصول بالمملكة إلى مصاف الدول التي يشار إليها بالبنان.
ويحق للأردن والأردنيين الإحتفال والأحتفاء بأختتام المئوية الأولى لدولتهم، بعد ان عاشوا ووطنهم ١٠٠ عام من الزمان في خضم ظروف قاسية وصعبة ومؤلمة إلى أن رست سفينتهم على شواطئ المئوية الثانية والقرن الجديد بهمة ورجولة وعنوان لا يضاهيهم فيه احد بعد أن استمر البناء والتقدم والازدهار بسواعد الرجال وهمة الابطال ووفاء النشامى.
إن المعاني التي تحملها هذه المناسبة نستحضر فيها جميعاً ذكرى ملحمة بطولية قادها الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين _رحمه الله _ ، لإرساء قواعد دولة فتية نشرت الأمن والأمان في ربوعها تحت راية الهاشميين مزدانة بسيف يجرح الطغاة والإرهابيين، وأنوه بأن هذا البطل شيّد أعظم حضارة يساهم في بنائها اليوم جميع أبناء الوطن.
وهنا لا بد من ذكر الركن الأساسي في إنطلاقة الثورة العربية الكبرى فكانت (معان) عاصمة الأمير عبدالله المؤسس ومركز التحرك والتجهيز وفتح أبناء معان قلوبهم قبل بيوتهم وأعلنوا استعدادهم للتضحية بإرواحهم قبل أموالهم عندما استقبلوا الأمير عبدالله ومن على جنبات الطرق لوحوا بالبنادق والسيوف
الأردن كان بطلاً وصمد رغم أن موارده قليلة بل كانت معدومة ومع هذا وذاك أستطاع أن يتخطى الأمواج والعواصف والحرائق التي أشتعلت في محيطه وعلى حدوده الشمالية والشرقية والغربية وحتى الجنوبية وكان أشبه بالجزيرة التي تتلاطمها الاعاصير على أطرافها إلى أن داخلها كان آمنآ مستقرآ برعاية الله أولآ ومن ثم بفضل قيادته الشرعية الحكيمة التي قاد ربانها المجاذيف والأشرعة بمهارة عالية وبدعم شعبي مخلص ومساندة من جيش قوي مصطفوي وسيطرة للأجهزة المخلصة الوفية بالرغم من صغر البلد حجماً وفقره لمردودات نفطية او ثروات طبيعية ولم يسقط ولم يترنح بل سار على طريق المئوية الثانية بكل ثبات واقدام ورجولة واحتوى المفاصل من هجرات ٤٨ و٦٧ من فلسطين كما خرج من فتنة ٧٠ بنجاح وأستقبل بعدها اللاجئين ٢٠٠٣ من العراق والهاربين من الفوضى الشعبية المسلحة من سوريا ٢٠١١ ورغم كل ذلك بقي هرما شامخا مساندا لكل أمته العربية
نبدأ بالاحتفال بحلول مئوية الدولة الأردنية ، وبداية المئوية الثانية للدولة الأردنية ، ونهضة وطننا ، والتي منذ أن أسسها الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين – رحمه الله – ،ما زالت مستمرة على طريق البناء، والعطاء بأيدي أبنائه الملوك الكرام، يشاركهم هذه الجهود المباركة أبناء هذا الوطن المخلصين، وبهذه المناسبة العظيمة لا يسعنا سوى أن نحمد الله سبحانه وتعالى على ما حبانا به من نعمة الأمن والأمان، والنهضة السريعة التي تعيشها المملكة مما يدفعنا لبذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذه النعمة، وتطوير أنفسنا؛ لمواكبة هذا التقدم بما يتناسب مع مكانة بلادنا ودورها الفاعل، والمؤثر إقليميًّا ودوليًّا، .
وكان أهل معان الأوائل في مبايعة الهاشميين وبقوا على عهدهم معهم منذ انطلاقة الرصاصة الأولى فكان ولائهم مطلقا حاضراً مع صهيل الخيول ودوي المدافع وازيز الرصاص للهاشميين فهذه معان الشامخة التي دونت في صفحات الوطن ستبقى على عهدها ووعدها،
.. هاشمية الهوى.. أردنية الهوية .. تزهو بالوفاء والولاء على صوت العزوة والعشيرة الواحدة الموحدة خلف سليل الدوحة الهاشمية في مئوية الدولة الاولى وستلحقها بالثانية والثالثة والى ان يرث الله الأرض ومن عليها
في مئوية الدولة الأردنية الهاشمية حري بنا أن نقف مستشعرين ومستحضرين نعم الله علينا من الأمن والأمان والوحدة والرخاء والتطور والنماء في هذا الوطن الذي سطر ملاحمه الملك الباني الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- ورجاله المخلصون، وأكمل مسيرته من بعده جلالة الملك عبدالله الثاني ، مؤكداً أن هذه النعم تدفعنا للشعور بالفخر والاعتزاز والانتماء لهذا الوطن، ومواصلة العطاء لإكمال مسيرته موحداً عزيزاً شامخاً في ظل قيادة حكيمة من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين.
"في هذه المناسبة العظيمة نستذكر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا الغالية يذودون بأرواحهم فداء لدينهم ووطنهم، سهروا حتى نأمن، فلهم منا صادق الدعوات"
إن مئوية الدولة الأردنية يوم عزيز علينا يحمل في طياته إنجازات بكل فخر واعتزاز، سجلها التاريخ بعبارات من نور، حيث استطاع الهاشميين المحافظة على إرث اجدادهم ، ومنذ ذلك اليوم والمملكة تعيش في عزة ومجد وإباء وتطور وازدهار ونماء، ذلك لأن هذا الوطن العزيز حظي بحب الجميع، حكاماً وشعباً على مر الزمن، ولا عجب في ذلك، إلى أن قيمة الوطن لا تضاهيها قيمة، فالإنسان يعيش عمره في حل وترحال، ولكنه يحمل بين جوانحه الوطنَ الذي منه خرج، وندعوا جميع الأردنيين إلى ترجمة حب الوطن إلى ملحمة من العمل الدؤوب، تبذل فيها أقصى الجهود والطاقات في البناء والتطور على كافة الأصعدة، لتحقيق النهضة الشاملة التي تكفل للوطن اعتلاء صهوة المجد، واحتلال المكانة اللائقة به بين الأمة.
أن هذه المناسبة فرصة ثمينة لغرس معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة، في نفوس الشباب والجيل الحالي والقادم، ليشعروا بالفخر والعزة، هذه المناسبة هي حقيقة خالدة سجلها التاريخ وأثبتها الزمن، وأصبحت تؤرخ لأمة عريقة وكيان جديد، ظهرت معالمه بقفزات سريعة في التطور حتى غدت المملكة الأردنية الهاشمية صاحبة مكانه عالمية ، بل تتميز على كثير من الدول بتراثها وبدفاع الهاشميين عن المقدسات الإسلامية وهم أصحاب الوصاية الهاشمية.
واجد هنا لزاماً على كل أردني أن يقف في هذه المناسبة متأملاً ومسترجعاً مسيرة سنوات من البذل والعطاء يشحذ بها الهمم ويحقق الأهداف ويتابع الإنجازات، وادعوا في الوقت نفسه لقراءة هذا التاريخ من جديد، ومقارنته دائما وعلى مر السنوات بمقاييس التطور وحساباتها، وكيفية تجاوزها بمزيد من الانطلاق نحو القمة.