"تغريدة" أطلقها ضاحي خلفان ثم مسحها.. صراع نخب ام ترتيب اوراق ؟؟
الشريط الإخباري :
في خطوة تعكس تزايد الخلاف داخل النخبة السياسية الحاكمة في الإمارات، هاجم رئيس مجلس الوزراء الإماراتي حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم من سماهم «مغردين» إماراتيين اعتبرهم يسيئون لسمعة البلاد معتبرا أن «سمعة الإمارات ليست مشاعا لكل من يريد زيادة عدد المتابعين»، ومهددا بأنه لن يسمح بأن يعبثوا «بإرث زايد الذي بناه لنا من المصداقية والحب واحترام الشعوب»، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية الإماراتية هي المعنية بإدارة الملفات الخارجية «والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية».
كان واضحا أن أحد أكبر المعنيين بالكلام هو ضاحي خلفان تميم، نائب قائد الشرطة في إمارة دبي السابق، والذي ردّ بدوره على بن راشد بتغريدة تمثّل أسلوبه المعتاد بالقول إن كان المطلوب منه «شخصيا» الاعتذار «لكل التنظيمات الإرهابية التي شنت حملات تشويه مسمومة ضد الإمارات»، فهو «في أمر الحكومة»، وهي تغريدة خطيرة لأنها تعكس كمّا من التهكم من حاكم دبي وتخطيئا واضحا لرأيه.
رغم حذف خلفان لتغريدته لاحقا فقد ظهر أن معناها يتجاوز الاستخفاف برئيس الوزراء الإماراتي / حاكم دبي، وقد وضّحت تغريدة لاحقة لوزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، هذا الجانب بالقول إن «التغريد من أجل الوطن يزيده ولا ينقصه. يبنيه ولا يهدم ما تم بناؤه»، وهو رد واضح وصريح على حديث بن راشد عن «المنجزات التي تعب الآلاف من أجل بنائها»، وبالتالي فهو انتصار لخلفان وأمثاله وإعلان عن كونهم يمثّلون «الجهة السيادية العليا» في الإمارات، التي يمثّلها ولي العهد الممسك بزمام الأمور، محمد بن زايد، وأخيه، وزير الخارجية عبد الله بن زايد.
يوضح الرد أيضا أن أمثال خلفان يخدمون هذه «الجهة السيادية» وليس أي «جهة أخرى»، كما أن «خرجاتهم» التطبيعية مع إسرائيل، والمهاجمة لشعوب وزعماء وجهات سياسية تتم، على الأغلب، بالتنسيق وبرضا وليّ العهد وبطانته، وكذلك وزارة الخارجية التي اعتبر بن راشد أنها الأولى بالحديث عن الملفات الخارجية وليس أولئك المغردين.
لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يطالب فيها حاكم دبيّ بتذكر إرث مؤسس الدولة زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كان أحد الناشطين الفاعلين في التقريب بين الدول العربية، والإشراف على تسويات ومصالحات، والاستثمار في المشاريع التنموية التي تخدم شعبه وشعوب المنطقة، كما أنها ليست المرة الأولى التي يمارس فيها بن راشد النقد المبطّن للسياسة الخارجية للإمارات، وهو ما يفسّر رد عبد الله بن زايد رغم أن كلام بن راشد يفهم منه دعم وزارة الخارجية وليس النيل منها، ولكنّها المرة الأولى التي يهاجم بن راشد «الوكلاء» فيرد عليه أولئك «الوكلاء» صراحة ثم يتبع ذلك دعم «ولاة الأمر» و«حملة السيف» لأولئك الوكلاء ضد الشخص الذي يفترض أن يكون أعلى من الرادّين عليه رتبة أو مقاما.
فهل على «إرث زايد» و«المصداقية واحترام الشعوب» السلام؟
القدس العربي