قرارات حكومية ضــرورة ولـيــست خـيـــارًا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

نيفين عبد الهادي

كوثر صوالحة 

 أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، المهندس صخر دودين، الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة للتعامل مع تطورات وباء كورونا.

وأوضح دودين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء الصحة والداخلية والاوقاف ورئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، امس الأربعاء، في دار رئاسة الوزراء، أنّ الإجراءات الجديدة شملت فرض حظر تجول شامل أيام الجمع من كل أسبوع في جميع مناطق المملكة، مع تعليق أداء صلاة الجمعة في المساجد، وقداس الأحد في الكنائس حتى نهاية الشهر الحالي.

كما شملت القرارات تمديد ساعات الحظر الليلي اعتباراً من يوم السبت المقبل الموافق 13 من آذار الحالي وحتى اشعار آخر، بحيث يبدأ من الساعة السابعة مساءً للأفراد والسادسة مساء للمنشآت، وينتهي عند الساعة السادسة صباحاً، باستثناء القطاعات التي تتطلّب طبيعة عملها خلال ذلك، كالقطاع الزراعي إذ يسمح لها بالحركة منذ الساعة الخامسة فجراً.

ولفت دودين إلى أنه سيسمح للمطاعم بتقديم خدمة التوصيل للمواطنين في المنازل خلال ساعات الحظر الجزئي الليلي حتى منتصف الليل، منوهاً إلى أن جميع القرارات المتعلقة بالحظر الشامل والجزئي ستخضع للتقييم والدراسة حسب مستجدات الحالة الوبائية.

كما شملت تخفيض سعة تشغيل وسائط النقل العام من 75 بالمئة إلى 50 بالمئة حتى نهاية الشهر الحالي، مشيراً إلى أن هذه القرارات ستخضع للتقييم حسب تطورات الوضع الوبائي.

وجدّد دودين التأكيد على أن الحكومة لن تفرض حظرا شاملاً لمدد طويلة خلال هذه المرحلة، لافتا إلى أن الحكومة قررت أيضاً تقليص ساعات الدوام لموظفي القطاع العام، ويحدد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مدد هذا التقليص بالشكل الذي يراه مناسباً.

وفيما يتعلق بالأمّهات الموظّفات في القطاع العام اللاتي لديهنّ أطفال في الصفوف الثلاثة الأولى أو رياض الأطفال، أكد دودين أنه تقرر اعتماد عملهنّ عن بُعد وذلك من ضمن نسبة 30 إلى 50 بالمئة المقررة سابقاً من دوام موظفي القطاع العام.

وأشار وزير الدولة لشؤون الإعلام إلى أن الحكومة قررت إغلاق عدد من القطاعات حتى نهاية الشهر الحالي، وذلك بهدف الحد من انتشار الوباء وكسر سلسلة العدوى في المجتمع.

وتضمنت القطاعات حسب دودين، النوادي الليلية والبارات وصالات الديسكو، والكاونتر الذي يقدم مشروبات روحية داخل المطاعم السياحية، والمسابح الداخلية الموجودة في المنشآت الفندقية والمجمعات السكنية السياحية والفنادق، والمراكز والأكاديميات الرياضية، والأندية الرياضية، والحمامات الشرقية، إضافة إلى نوادي الفروسية والحدائق العامة، بما في ذلك المحلات التجارية الموجودة فيها.

على صعيد متصل، أعلن دودين أن مجلس الوزراء قرر تكليف جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وأمانة عمان والبلديات باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعفاء القطاعات المغلقة بمقتضى أوامر الدفاع من رسوم التراخيص وضريبة الأبنية والاراضي (أي المسقفات) خلال العام الحالي، بما يتناسب مع مدة الإغلاق.

وأكد دودين أن الحكومة مستمرة في سياسة الانفتاح والتواصل المستمر مع جميع وسائل الإعلام بهدف إيصال رسائلها للمواطنين ولتجنب انتشار الإشاعات، مشددا على أن وحدة الجرائم الإلكترونية ستتعامل بشدة مع التسريبات التي تتمّ للوثائق والقرارات.

من جهته، قال وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، امس، إن القطاع الصحي لا زال قادرا على الصمود أمام فيروس كورونا المستجد.

واضاف عبيدات، في المؤتمر الصحفي، ان الإجراءات التي تقوم بها الحكومة لم تكن عشوائية، بل أتت بعد دراسات وبائية واحصائية أظهرت أن تطبيقها سيكون في صالح احتواء الوضع الوبائي وكفح تطوراته».

وأوضح عبيدات، «رغم الزيادة الكبيرة في قدرات مستشفياتنا وقطاعنا الصحي وخاصة في الأشهر القليلة الماضية، فإن هذا القطاع ما زال قادرا على الصمود أمام هذا الضغط الوبائي الكبير».

وأشار إلى أن الموجة الحالية، ستحتاج عدة أسابيع للسيطرة عليها، قائلا، «حربنا معها، هي حربكم أنتم قبل أن تكون حرب الحكومة ومؤسساتها، فالبيوت والأهل والأحبة جميعهم معرضون لخطورة هذا الوباء».

وأكد أن الحكومة تعمل ليل نهار من أجل توفير اللقاح الواقي من الفيروس، في خضم تسابق عالمي محموم من جميع دول العالم لتوفيره.

من جانبه، قال وزير الداخلية مازن الفراية ان أزمة فيروس كورونا تميزت بالتغير المستمر بطبيعته وتحوراته وسرعة انتشاره ما تطلب من الحكومة أن تكون مرنة في التعامل معه.

واضاف الفراية انه «ليس من المعقول حضور المئات لتشييع الجنائز واقامة بيوت العزاء ونحن بهذه الظروف»، مشيرا إلى أننا  نسجل 4 اصابات جديدة بكورونا كل دقيقة.

واشار الوزير إلى أنه اصدر أوامره للحكام الاداريين بتطبيق قرارات الحكومة بكل حزم، داعيا المواطنين إلى وقف النشاطات غير الضرورية والكف عن حضور مراسم الدفن في المقابر ووقف إقامة مراسم الزفاف والاحتفالات وعدم التزاحم في بيوت العزاء ودفن الموتى.

من جهته، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد الخلايلة إن تعليق صلاة الجمعة بدءا من يوم غد الجمعة ولغاية 31 آذار الشهر الحالي، قرار صعب الا أن فقد الأحبة أصعب في ظل انتشار وباء كورونا.

ودعا الخلايلة إلى تحمل هذا القرار ولغاية نهاية الشهر الحالي حتى لا يتأذى المصلون، مشيرا الى أنه اذا جاء احد المصلين مريضا للصلاة سينتشر المرض ويتسبب بأذى الآخرين.

واكد أن حرمة المؤمن عند الله اعظم من حرمة الكعبة، سيما واننا نفقد الأحبة والأهل جراء هذا المرض، مشيرا إلى أن الصحابة علقوا الصلاة اثناء الوحل والمطر فكيف بنا وينتشر بيننا وباء قاتل.

ولفت إلى أن الأعذار التي تبيح التخلف عن صلاة الجمعة من الفقهاء فيها تهدئة للنفوس، موضحا أن العلماء قدموا الأعذار التي تبيح التخلف عن صلاة الجمعة للمريض والخوف من المرض وممرض المريض، والخوف على الأهل، وحتى لا يؤذى المصلون، ودعا الله ان يكتب لنا الاجر في تحملنا وصبرنا.

وذكر الخلايلة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، أنه اذا مرض العبد أو سافر كتب له من الاجر مثل ما كان يعمله صحيحا مقيما، مضيفا اننا سنحصل على الاجر بإذن الله لأننا نتخلف عن الذهاب الى صلاة الجمعة لغاية سامية ومقصد شرعي عظيم من مقاص الشريعة الاسلامية وهو الحفاظ على حياة الناس.

من جانبه، قال رئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن مطران الروم الأرثوذكس خريستوفوروس عطا الله إنَّ على الجميع واجب مقدَّس عليهم أن يقوموا به لحماية الإنسان في هذه البلاد من وباء فيروس كورونا المستجد.

وأكد المطران عطا الله أهمية الابتعاد عن المظاهر السَّلبية التي تمت مشاهدتها في الأشهر الماضية.

وبين أنَّ مجلس رؤساء الكنائس ملتزم بقرار الحكومة وسيتم اغلاق الكنائس وتعليق قداس يوم الأحد، وستنتقل هذه الصلوات إلى البيوت حتى تنقضي هذه الأيَّام الصعبة.

وأشار إلى أنَّ الدعوات اليوم تتوجه إلى الله بأن يقف مع كوادرنا الطبية والتمريضية والأجهزة الأمنية، وأن يحمي الله الوطن من شر هذا الوباء.

ودعا المطران عطا الله الى اقتصار العدد في الجنازات على الأهل بعدد لا يزيد على 20 شخصا، خاصة وأنَّ الأعداد الكبيرة المشاركة في الفترة الأخيرة كان كبيرا جدا وهذا مؤشر خطير جدا.(بترا)

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences