لجنة المتابعة الوطنيَّة : كان الأحرى برئيس الوزراء أن يخجل من الشَّعب المنكوب ...
تصريح مِنْ لجنة المتابعة الوطنيَّة
يوم أمس (السَّبت 13 آذار 2021)، جثم الحزن بكلكله على صدور الأردنيين جميعاً، ما إن تناهت إليهم أنباء جريمة مستشفى السَّلط الحكوميّ الَّتي أودت بحياة عددٍ من المواطنين مِنْ مرضى كوبيد 19.
السَّبب الرَّئيس لهذه المأساة – كما هو واضح حتَّى الآن – هو الإهمال الإداريّ الَّذي أدَّى إلى الفشل في تأمين المتابعة الحثيثة لحاجات المرضى من الرِّعاية الصّحّيّة والمستلزمات الطِّبِّيَّة بما يحفظ حيواتهم ويضمن شفاءهم.
وزير الصَّحَّة بادر إلى تحمّل قسطه من المسؤوليَّة الأخلاقيَّة عن هذا الحادث الأليم وأعلن تقديم استقالته.
أمَّا رئيس الوزراء، فقد كان مهتمّاً، وسط هذه المناسبة الأليمة، أن يعبِّر عن خجله من الملك بسبب الحادث! كان أحرى به أن يخجل من الشَّعب المنكوب، ومِنْ أرواح الضَّحايا الأعزَّاء الَّذين فقدوا حيواتهم على مذبح الفشل الإداريّ.
لا ذنب لهؤلاء الضَّحايا ولأسرهم الثَّكلى سوى أنَّهم ائتمنوا على صحَّتهم وحيواتهم مسؤولين غير أمناء وغير أكفاء ولا يملكون من المؤهِّلات الحقيقيّة سوى اتقانهم لتسخير العلاقات والوساطات وإثبات الولاء للنِّظام كمؤهِّلات أصبحت ضروريّة لتبوّء المناصب والمراكز.
وإذ ينجح المسؤولون في امتحانات الولاء للنِّظام بجدارة، فإنَّهم يفشلون في امتحانات الولاء للوطن والشَّعب بالجدارة نفسها.
والنَّتيجة الكارثيّة لهذه السِّياسة اللاوطنيّة يمكن رؤيتها في كلّ مكان وليس في قطاع الصَّحة وحده. ومَنْ يدفع الثَّمن باهظاً في النِّهاية هو المواطن.. مِنْ رصيد صحَّته، ومِنْ مستوى معيشته، وعلى حساب نوعيَّة التَّعليم المتوفِّر لأبنائه.
وتقع مسؤوليّة هذه المأساة وغيرها من المآسي الّتي شهدناها في السَّنوات الأخيرة، بشكلٍ أساسيّ، على عاتق سياسات الليبراليّة الجديدة الَّتي قلَّصت حجم الأموال المخصَّصة للصَّحة والتَّعليم وسواهما من الاحتياجات الضَّروريّة للمواطنين، ما أدَّى إلى تقليص حجم الكوادر العاملة في هذه المجالات، ونقص مستلزماتها وتجهيزاتها وأدواتها.
وإنَّ ما جرى أمس إنَّما هو امتداد لسياسة تدمير الدَّولة، وتحطيم هياكلها وبُناها، وتحويلها إلى دولة فاشلة. ولا يمكن إلا لعقلٍ قاصرٍ (أو مغرض) القبول بحصر مسؤوليّة هذه الجريمة الشَّنعاء والجرائم الأخرى المماثلة في اهمال مدير غير كفوء فقط.. أو حتَّى دائرة أو وزارة.
ختاماً، نتقدَّم مِنْ أهالي ضحايا هذه الجريمة النَّكراء ومِنْ شعبنا الأردنيّ المنكوب بعمومه، بأحرّ مشاعر العزاء والمواساة، ونرى أنَّه يجب إجراء تحقيق شامل وشفَّاف ومهنيّ، لتقصِّي الأسباب الحقيقيّة، البعيدة والقريبة، الجزئيّة والعامَّة، لهذا الحادث الأليم، وتحميل المسؤوليّات بقدر الصَّلاحيّات ومستويات التَّقصير والإهمال؛ كما يجب العمل بجدِّيَّة وبشكلٍ ممنهج مِنْ أجل إعادة النَّظر في إدارات الصِّحة، وتشديد الرِّقابة على عملها، والتَّأكد مِنْ تعزيز قدراتها.. خصوصاً في ظلّ جائحة كورونا وآثارها المأساوية.
لجنة المتابعة الوطنيّة – عمّان 14 آذار 2021