فيصل الزعبي : كلماتك أثلجت صدورنا ونفديك بالمهج والأرواح

بسم الله الرحمن الرحيم 

   تمٌر على الادرنيين كافة غيمه وما أشد سوادها وما أحزن لياليها.

حملت في طيتها حزن للاردنين عامة وأهل السلط خاصة، راح ضحيتها عدد من ابنائنا الاردنيين، حادثة مستشفى السلط.

وقد خيم الحزن في مضاجع الاردنيين كافة، وعلى رأسهم سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظة الله ورعاة،

وما أن تناهى الخبر الى مسامعة الى ان لبى نداء الوطن وكان من المسارعين الى موقع الحادث ليقف مع أهلة وشعبة، ويحمل في نضراته الحزن على الارواح التي فقدت، والغضب على كل من كان سببًا في هذا الفقد الموجع، وهذا ما عهدناه بالهاشميين جنباً الى جنب مع شعوبهم. 

     ومن استمع لحديث جلالته خلال ترؤسة اجتماعاً لمجلس السياسات لادرك أن صوت جلالته يحمل في طياته مزيجاً من الحزن وحرقة القلب مقروناً بنبرة صوت خلفها تعبٌ وغضبٌ، وقد استهل حديثة بالترحم على اموات فاجعة السلط، وهذا يدين جلالته انه يشاطر اهلنا واهالي المتوفين الحزن والالم للفقد، وهذا ما عهدناه علية من رحمة ورأفة ولين القلب.

    وآكد جلالته ان المواطن أغلى ما نملك؛ إذ قال: (ليس مقبولاً أن نخسر أي مواطن أردني من إهمال موظف)

وهذا الكلام يبث برسالة واضحة الى كل أصحاب القرار في البلد يجب أن تكون على قدر كافٍ من المسؤولية وألا أترك زمام الامور لمن هم أكفاء منك من ابناء الوطن العزيز.

   وقد أكد جلالته بقول كلمة (يكفي) ليس مرة بل اعداها مرارً وتكرارً وهذا دليلٌ على الالم الذي يعتصر داخلة واحساساً بالشعب الاردني العظيم،

الذي عدهناه ان ثقافة منذ عهد الاباء والاجداد والسلف السابق ان الشرف والرجولة والكرامة عنوان نضعة على جبيننا، وما لنا في الفساد والاهمال صلة.

يا صاحب الجلالة، والله أن كلماتك أثلجت صدورنا بحديثك النابع من القلب، وهدَّأتَ من الحب روعنا وغضبنا، ونحن نبادلكم الحب بالحب،ونفديكم بالمهج والأرواح، ونحرس عرشكم بأهداب العيون، ونسير خلف قيادتكم الحكيمة المظفرة نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى، ونستلهم منكم العزم والبأس والصبر والعزة والقوة والكرامة. 

   حفظ الله الاردن ملكاً وشعباً من كل مكروه، وآطال الله في عمر جلالته،  وأدام عز قائد البلاد المفدى سيدي جلاله الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.

فيصل أحمد فرحان الزعبي 

أبو محمد