الشريط الإخباري :
الشيخ صايل مهدي غصاب السميران السرحان
إنَّ حادثة مستشفى السلط الأليمة التي راح ضحيتها عدد من الأردنيين و الأردنيات الذين كان أهلهم و ذووهم يمنون النفوس بخروجهم من المستشفى سالمين غانمين قد أقضت مضاجع الأردنيين ، و على رأسهم سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله و رعاه ، الذي ما إن تناهى الخبر الفاجع إلى مسمعه حتى سارع على الفور إلى الموقع بزيه العسكري ، و في وجهه و عينيه و صوته الحزن و الغضب ، الحزن على الأرواح التي فقدناها ، و الغضب على كل من كان سببًا في هذا الفقد الموجع ، و هذا هو عهدنا بالهاشميين الذين يحزنون و يتألمون لحزننا و ألمنا و يغضبون لغضبتنا .
و المتتبع لحديث جلالته خلال ترؤسه اجتماعًا لمجلس السياسات الوطني على خلفية هذه الحادثة في اليوم التالي يدرك أن جلالته كان يتحدث من القلب بحرقة ، و مع كل كلمة زفرة من حزن و ألم مقرونة بنبرة صوت خلفها عتب و غضب ، و يلحظ المتتبع كذلك أن جلالة الملك بدأ حديثه بالترحم على الأهل الذين فقدناهم ، و هذا هو ديدن ملوكنا يشاطروننا الحزن و الألم عند الفقد بكل ما عرف عنهم من الرحمة و الرأفة و لين القلوب .
ثم يؤكد صاحب الجلالة على أن المواطن أغلى ما نملك ؛ إذ قال : ( ليس مقبولًا أن نخسر أي مواطن أردني من إهمال موظف ) ، و هنا يبعث برسالة واضحة لكل مسؤول أو موظف كبيرًا كان أم صغيرًا مفادها ( يجب أن تكون على قدر المسؤولية و إلا فاترك المكان و غادر و أفسح المجال لغيرك من الأردنيين الأكفاء الذين يخافون الله و يحبون الوطن.
وفي حديثه أعلنها جلالته حربًا ضروسًا على الفاسدين و المهملين الذين استهتروا بالأردنيين و أرواحهم ، و قالها لهم صريحـــــــــة : ( يكفي ) ، و أعادها أخرى تأكيدًا على حجم الألم الذي يعتصره و يعتصرنا ، و على أن الوضع ما عاد يطاق ، و أكد جلالته على أن ثقافة الأردنيين منذ عهد الآباء و الأجداد الشرف و الرجولة و الكرامة ، و ليس من ثقافتهم الإهمال و الفساد .
و مع دخولنا المئوية الثانية لبناء الدولة الأردنية دعا جلالة الملك عبد الله الثاني أبناء شعبه إلى التحلي بالصبر و الوعي ؛ درءًا للفتنة و احترامًا للآباء و الأجداد ، و موروثهم القائم على الصدق و العدل و الأمانة و الإخلاص و حب الوطن ؛ حتى يكون بمقدورنا الانتصار على وباء الكورونا ، و على التحديات الاقتصادية التي تعترض طريقنا ، و على كل من تسول له نفسه المساس و العبث بأمننا و استقرارنا و مقدراتنا .
يا صاحب الجلالة ، و الله لقد أثلجت صدورنا بحديثك النابع من القلب ، و هدَّأتَ من روعنا و غضبنا ، و نحن نبادلكم الحب بالحب ، و نفتديكم بالمهج و الأرواح ، و نحرس عرشكم بأهداب العيون ، و نسير خلف قيادتكم الهاشمية المظفرة نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى ، و نستلهم منكم العزم و البأس و الصبر و العزة و الكرامة .
حفظ الله الأردن و مليكه و أهله من كل مكروه ، و أدام عز قائد المسيرة سيدي و مولاي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم .