رأي القدس العربي : «تحرّكات» مشبوهة أم «انقلاب» أجنبي؟
الشريط الإخباري :
وضعت السلطات الأردنية وليّ العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين، قيد الإقامة الجبرية، كما اعتقلت نحو 20 مسؤولا أردنيا في إطار تحقيق حول مخطط لإطاحة الملك عبد الله الثاني. الحدث كبير، بالمعاني السياسية والأمنية، لأنه يتعلّق بأعضاء في العائلة المالكة الأردنية، ومسؤولين كبار، لكنّ توصيفات هذا الحدث، شابها بعض الغموض.
بدأ الأمر بتصريحات لـ«مصدر أمني أردني» أوردتها وكالة الأنباء الأردنية، تقول إنه «بعد متابعة أمنية حثيثة، تم اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسباب أمنية» وأطلق بعدها الأمير حمزة تصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيها إن رئيس هيئة أركان القوات المشتركة الأردنية حذره باسمه وباسم مدير الأمن العام ومدير المخابرات من الخروج من منزله، ومن التواصل أو اللقاء مع أي شخص» منكرا كونه مشتركا في أي مؤامرة خارجية، ومنددا، في الوقت نفسه بـ«الخراب والفساد» اللذين آل إليهما الأردن، كما قامت الملكة نور، والدة الأمير حمزة، أمس بوصف الاتهامات بأنها «بهتان آثم» وأنها «تصلي لتسود الحقيقة والعدالة لجميع الضحايا الأبرياء».
بعد التحرّك والتصريح من جهة أمنيّة قام أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية، بإطلاق تصريحات تحدث فيها عن «تعقب اتصالات بين الأمير حمزة وجهات خارجية حول توقيت اتخاذ خطوات لزعزعة أمن الأردن» وأن أجهزة الأمن «طلبت إحالة الضالعين في المخطط إلى محكمة أمن الدولة».
فيما اكتفت بعض الصحف الأردنية، كـ»الدستور» شبه الرسميّة و«الغد» المستقلة بنشر البيانات الرسمية، فإن صحيفة «الرأي» الرسميّة استنكرت فكرة الانقلاب وقالت إن «البعض يسعى إلى توهم محاولة انقلابية في الأردن، ويحاولون الزج بالأمير حمزة في أمنياتهم السقيمة» وأن «كل ما في الأمر أن بعضا من تحركات الأمير كانت توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره».
كان لافتا أن الصفدي أكد على توصيف ما جرى بـ «تحركات للأمير حمزة والشريف حسن وباسم عوض الله» لـ«تجييش المواطنين ضد الدولة» والتواصل مع «جهات خارجية» ومع «المعارضة الخارجية» والأمر يتعلّق بزيارات الأمير لمحافظات المملكة ولقاء وجهاء عشائرها وانتقاداته لسير الأوضاع في المملكة، وبـ»اتصالات مع جهات خارجية» وكذلك بخشية الأجهزة العسكرية والأمنية الأردنية من الخطر الممكن الذي قد يتحقق من الرابط بين وليّ العهد السابق أي حراكات داخلية أردنية، وخصوصا إذا كان هناك رعاة إقليميون أو دوليون لنشاط الأمير السياسي، وهو ما قد يشكّل خطرا داخليّا، يضاف للأخطار الخارجية العديدة التي تعاني منها المؤسسة الملكية الأردنية.
أشارت جهات متعددة إلى أن الشريف حسن بن زيد، الذي هو من الأشراف الهاشميين، أي من أفراد العائلة الحاكمة الأردنية، يحمل الجنسية السعودية، وأنه شغل منصب مبعوث الملك عبد الله الثاني إلى الرياض، وأن باسم عوض الله، كان له ظهور إعلامي بارز خلال السنوات الماضية حيث أدار جلسة حوارية في منتدى استثماري في السعودية، كما أنه يدير شركة مقرها في دبي.
رغم تأكيد الأجهزة الرسميّة الأردنية على «خطورة» ما يحصل، غير أن نفي وزير الخارجية الأردني اعتقال قادة عسكريين يخفّف كثيرا من فرضية «الانقلاب» ويوجّه الأنظار إلى أن الأمر يتعلّق بضغوط داخلية وخارجية أثارت، لفترة طويلة، قلق المؤسسة الملكية، وحان الوقت لمواجهتها.