الكرك: تسمية وترقيم شوارع بأسماء غريبة يثير استياء المواطنين

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
هشال العضايلة

الكرك – أثار قيام بلدية الكرك الكبرى بتسمية وترقيم شوارع مختلف مناطق المدينة والبلدات التابعة لها، بأسماء غريبة عن الواقع استياء مواطنين في جميع مناطق المحافظة، معتبرين أن هذه الأسماء لا تمت للكرك بصلة.
فقد ظهرت أسماء من قبيل شارع جزر المالديف وشارع المقاهي وغيرها من التسميات التي لا علاقة لها بالواقع، ما دفع المواطنين للتساؤل عن أسباب التسمية، وامتناع البلدية عن تسمية الشوارع بمدينة الكرك مثل غيرها من المدن الأردنية، بأسماء المواقع والبلدات والمدن الأردنية أو أسماء شخصيات وطنية ومحلية، كان لها دور وتاريخ في الحياة العامة.
وأكد مصدر في بلدية الكرك أن مشروع الأسماء الذي وضع على الشوارع، بدأ العمل لأجله قبل ستة أشهر خلال فترة مسؤولية المجلس البلدي السابق الذي تم حله، مشيرا إلى تجهيز مخططات الشوارع وأسمائها وعرضها على المجلس البلدي السابق الذي بدوره أقرها.
وأكد المصدر، أن مشروع التسمية والترقيم الذي أطلقته البلدية والذي جاء ضمن برنامج دعم اللامركزية ممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وسوف يتم الانتهاء منه نهاية الشهر الحالي، مشيرا إلى أنه سوف يتم إجراء عملية تقييم لكل ملاحظات المواطنين بخصوص التسميات، والتعرف آرائهم في كل موقع من مواقع التسمية.
وبين انه سيتم تبديل الأسماء التي وضعت على الشوارع ولم تلق استحسانا وقبولا من المواطنين في أي منطقة من المناطق، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى التي نفذت تضمنت ترقيم المباني وتسمية زهاء 1500 شارع بأسماء مختلفة، مؤكدا أنه سيتم في مرحلة ثانية تسمية باقي مناطق البلدية.
وفور وضع الأسماء الغريبة على الشوارع اقدم ناشطون وسكان بالشوارع التي تمت تسميتها بإزالة هذه الأسماء وشطبها، في حين استبدل آخرون تلك الأسماء بأسماء يعرفها المواطنون.
وكانت غالبية شوارع مدينة الكرك وبلداتها التابعة للبلدية، تخلو لوقت قريب من التسمية ألا أن البلدية بدأت قبل نهاية العام الماضي بإطلاق مشروع تسمية شوارع المدينة وبلداتها، ضمن برنامج دعم اللامركزية والحكم المحلي الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وعبر العديد من سكان مدينة الكرك وبلدات تابعة للبلدية عن سخطهم من تنفيذ المشروع بالشكل الذي جاء به، مؤكدين ان الاحتجاج ليس على المشروع باعتباره حالة مميزة تخدم المواطنين والضيوف والزوار القادمين للمحافظة، إلا أن الرفض جاء بسبب أسماء الشوارع التي تم اختيارها بشكل غير منطقي وعشوائي واثار استياء حتى على المستوى الوطني بين العديد من الناشطين بمختلف مناطق المملكة.
وطالبوا بلدية الكرك بالعمل فورا بوقف عملية التسمية والترقيم واستبدال الأسماء التي وضعت على الشواخص واليافطات بأسماء يعرفها المواطنون الأردنيون، مثل أسماء الشهداء وأسماء شخصيات وطنية وعربية بديلا لأسماء مدن أجنبية، وجزر لا يعرفها أغلب الأردنيين.
وقال الناشط ناصر الحباشنة، إن عملية تسمية الشوارع بالأسماء التي نفذتها بلدية الكرك تشير إلى غياب الوعي والإدراك بأهمية تسمية الشوارع بمضامين ليست لها صلة بالواقع أو الحياة الاجتماعية والسياسية الأردنية أو تاريخ الوطن والمنطقة، وخصوصا محافظة الكرك التي تملك آلاف الأسماء التي نعتز بها ويمكن أن تكون أسماء لشوارعنا بدلا من مدن وبلدات غريبة.
وأشار إلى أن على البلدية وقف المشروع فورا وتشكيل لجنة من الشخصيات والهيئات الثقافية والشعبية بالمحافظة لاختيار اسماء الشوارع التي يمكن أن نضعها على شوارعنا، مؤكدا حرص الجميع على ان تمثل التسميات الاعتزاز بالأسماء التي توضع عليها.
وتساءل "هل فقدنا أسماء تخصنا حتى نستدعي أسماء من كل دول العالم، وليست لها قيمة معرفية أو غيرها”.
وأكد المواطن كمال بقاعين، أن هناك حالة من الاستياء والاستغراب في الوقت نفسه من مجموعة الأسماء المختارة لتسمية شوارع مدينة الكرك وضواحيها، لافتا إلى أنه كيف يمكن تسمية شارع باسم شارع المقاهي لأحد أهم شوارع ضاحية المرج بمدينة الكرك، فيما لا يوجد في الشارع أكثر من ثلاثة مقاه.
ولفت إلى أن شبانا بالكرك يقومون بإزالة الأسماء من العديد من الشوارع، تعبيرا عن رفضهم لما جرى ويقومون باستبدالها بأسماء أخرى لها تاريخ محلي ووطني، وهو الأمر الذي يتم بمختلف المدن، لافتا إلى أنه كان من الأفضل لو قامت البلدية باستشارة المواطنين بتسمية الشوارع واتخاذ قرار من المجلس البلدية بخصوصها، ليكون حولها أكبر حالة من التوافق ولا تشكل استفزازا للمواطنين.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences