الأردن في وداعٍ صاخب لـ«الترامبية» و«الفتنة» خلطت أوراق «الإقليم»

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
اتصالان تزامناً لا يمكن إخراجهما من السياق المرحلي الجديد الذي يتشكل في المنطقة. وهو السياق الذي يدل على أن المؤامرة التي استهدفت أمن وزعزعة استقرار الأردن وخلطت جميع الأوراق مؤخراً وكشف النقاب عن تفاصيلها، هي بالنتيجة محطة أو مرحلة لها علاقة بالتداعيات الإقليمية التي تتخذ أكثر من شكل مباشرة بعد أسابيع قليلة من حسم نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ورحيل إدارة وطاقم الرئيس الأسبق دونالد ترامب.

المؤامرة

المؤامرة في الأردن تكشف بشكل جزئي واضح وملموس، وبالتصريح هذه المرة وليس فقط بالتلميح، عن تداعيات لها علاقة بالقضية الفلسطينية بملف ضغط على الأردن من أجل مدينة القدس، والأهم عن تفاصيل وجذور للأزمة لها علاقة هذه المرة بالإدارة الأمريكية الجمهورية السابقة وبضغوط عنيفة على الأردن والقيادة الأردنية وصلت إلى حد التآمر على المستوى الداخلي.

هل نشهد خارطة تحالفات وبناء قواعد لعب جديدة؟

اتصال الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مساء الاثنين، له ما يسوغه، وهو الاتصال الذي أعقب بيانات قطرية أعلنت التضامن مع الأردن، لا بل دعت إلى مساعدة الأردن اقتصادياً بعد الآن. الاتصال اللاحق كان أيضاً بتوقيع الأمير القطري، لكن هذه المرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونوقشت خلاله – حسب البيانات الرسمية – التطورات في المنطقة والعلاقات المحتملة مستقبلاً، والأهم المستجدات التي كان المشهد الداخلي الأردني في عمق بؤرتها هذه المرة.
اتصالان من الوزن الثقيل بالمستوى السياسي للتنهئة بحلول شهر رمضان المبارك لا يمكن عزلهما إطلاقاً عن مسار الأحداث التي صدمت جميع الأطراف مؤخراً، وكان الأردن في عمقها، حيث حالة تمحور واضحة الملامح قد يكون هذه المرة لها علاقة بانحيازات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس جو بايدن للعودة إلى مرحلة الاصطفاف والتحالف كما كانت في الماضي قبل بصمات الرئيس ترامب الموحشة على جميع الأطراف وفي منطقة الشرق الأوسط.
قالها بوضوح رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة وهو يقدم إحاطة، الاثنين، لمجلس الأعيان والنواب، حيث تفاصيل أظهرتها التحقيقات فيما حصل في الأردن عن خلفية سياسية لها علاقة بإضعاف الملك عبد الله الثاني بسبب موقفه من القضية الفلسطينية وأزمة القدس. يضيف القطب البرلماني خليل عطية، عبر «القدس العربي» موقف الأردن والملك من إحباط مشروع الضم الإسرائيلي، الذي تم التعبير عنه لاحقاً بالأزمة التي أعقبت منع طائرة رئيس وزراء اليمين الإسرائيلي نتنياهو، من عبور الأجواء الأردنية.
في الأثناء يمكن ببساطة ملاحظة حجم تطور مستوى الاتصالات مؤخراً بين الأردن وقطر، ويمكن في الأثناء أيضاً ملاحظة تطور الاتصالات بين قطر ومصر، ولم يعد خافياً على المراقبين والمحللين والخبراء أن المشهد الأردني الأخير قد يكون جزءاً من تداعيات مرحلة إقليمية مستجدة بعد الحقبة الترامبية التي حاولت توتير جميع الأطراف.

عناصر لا يمكن إسقاطها

والعامل السياسي في أحداث الأردن الأخيرة والمؤامرة الأمنية لزعزعة الاستقرار وتوفير فرصة لبدائل عن إدارة الدولة وزعامتها في الأردن هي من العناصر التي لا يمكن إسقاطها من الحساب السياسي أيضاً، فالمؤشرات جميعها تقود إلى استنتاجات تؤكد لا بل ترجح بأن بعض الأطراف الخليجية يشتبه بها الأردن في بياناته الرسمية وهو يلمح للجهات الخارجية التي تغلق حسابات التضامن مع الأردن الإلكترونية.
اليمين الإسرائيلي أيضاً بصورة وملف الانتخابات الإسرائيلية الأخير في عمق الأزمة الأردنية الحالية، التي تم تجاوزها بوأد الفتنة وباعتقال شبكة من المسؤولين والأشخاص من الواضح أنهم حاولوا توريط الأمير حمزة بن الحسين بمخططاتهم، فيما لدى بعضهم على الأقل ارتباطات خارجية ترغب السلطات الأردنية بتفسيرها أو قراءتها على أساس القناعة بأن نمو ظاهرة المعارضة الخارجية وتسريباتها وارتفاع منسوب متابعتها كان أيضاً من ضمن خيوط المؤامرة، وهو نمو لا يمكنه أن يكون معزولاً عملياً عن سياقات المخطط الذي استهدف الأمن الأردني. ملامح إقليمية سياسية لا يمكن إسقاطها من حسابات الشبكة التي أعلن الأردن عن كشفها بصرف النظر عن تفاصيل الحيثيات الأمنية والمحلية والقانونية، ولاحقاً القضائية، في السياق.
هي ملامح قد يكون من الطبيعي اليوم القول بأنها يمكن أن تقود لخارطة اصطفافات وتحالفات جديدة، أو بناء قواعد لعب واشتباك مختلفة هذه المرة، فالإدارة الأمريكية برئاسة بايدن في أعرض وأهم وأكبر جملة تضامنية مع الأردن. وأمير قطر يعلن بعدة مستويات التضامن الشديد، وأطراف عربية أخرى ومعها إسرائيل تطلق عبارات تضامنية إنشائية وكلاسيكية توحي بأن بعض الأطراف في تلك الدول على الأرجح قد تكون تورطت في مخطط له علاقة بصفقة القرن.
وبالتالي، باللغة الأمريكية في اليومين الأخيرين، سيكون هناك مخطط له علاقة -بصورة مرجحة- بالحقبة الترامبية، عنها وأوجاعها.
بسام البدارين
القدس العربي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences