ماذا يقول الأعداء : الأردن ليس “في الجيب” والسلام معه أهم لإسرائيل من “إبراهيميات الخليج”

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
وقع الانفجار في منشأة نطنز النووية الأسبوع الماضي بعد يوم من بدء الإيرانيين، لأول مرة، ضخ الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي من الطراز الجديد، والتي ستسمح لهم بتخصيب اليورانيوم بنجاعة أعلى. وكان ضخ الغاز ذروة يوم عيد وطني في إيران: "يوم التكنولوجيا النووية”، الذي يعدّ فخار النظام الإيراني الواقف على شفا الانتخابات للرئاسة، بعد شهرين. الواقف خلف الانفجار استثمر تفكيراً عميقاً في توقيت العمليات كي يخلق حرجاً للنظام الإيراني ولمحادثات النووي في فيينا. وقطع الانفجار عملية التخصيب الإيرانية ووضع الإيرانيين، مثل الأمريكيين والقوى العظمى، على مفترق طرق.

حيال كمية التفكير والجهد الذي تبذله إسرائيل في التهديد الإيراني يقف بشكل مذهل وغريب صفر الجهد الذي تبذله إسرائيل كي تحمي وتعزز مراسي استراتيجية، ووجودها لا يقل حرجاً عن التهديد الإيراني.

مؤخراً وقعت في الأردن دراما سلطوية، مع إمكانية كامنة لهزة إقليمية، ولم تعرف إسرائيل عن هذا شيئاً. لسنوات يشعر مسؤولون من أجهزة الاستخبارات والأمن في إسرائيل بأنهم أبناء بيت في القصر. "قفزت إلى الأردن”، هكذا يهمسون بين الحين والآخر بغمزة، "التقيت الملك”. من لم يقفز – لم يحسب. ولكن، ماذا تساوي كل هذه العلاقات مع رجال الاستخبارات والجيش الأردنيين إذا كان في ساعة أزمة تهدد استقرار النظام – تجد إسرائيل نفسها متفاجئة، والاستخبارات الإسرائيلية تقرأ عن ذلك في الصحيفة.

من الصعب تعريف ما حصل في الأردن كمحاولة انقلاب، فلا وجود لأي عسكري بين الـ 15 معتقلاً، ومشكوك أن يكون ممكناً تنفيذ انقلاب في دولة مثل الأردن دون تعاون الجيش. أما ما حصل حقاً، أغلب الظن، فهو تنظيم سياسية معارض للملك عبد الله بقيادة الأمير حمزة، مما كشف هشاشة النظام. ثمة تعبير آخر لسياقات اجتماعية داخلية في الأردن، ليست كلها سرية. ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل فوجئت. الغرور الإسرائيلي، واللامبالاة النابعة من فائض الثقة بالذات – يضرب مرة أخرى. لا تزال إسرائيل واثقة بأن يكفي أن يقفز رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان”، والموساد وربما رئيس هيئة الأمن القومي، إلى الأردن، للحظة، كي ينهي الأمور في صالحنا على التو.

لقد كان رد الفعل الإسرائيلي العلني مكالمة هاتفية بادر إليها وزير الدفاع غانتس للقصر وأعرب فيها عن التأييد. أما ديوان رئيس الوزراء؟ فلا شيء. في بلفور واثقون بأن الأردن في جيبنا وأمن النظام الأردني متعلق بنا. رئيس الوزراء نتنياهو والملك عبد الله لا يتحدثان منذ سنوات طويلة، ويكتفيان بتوجيه الإهانات المتبادلة بين الحين والآخر، ما يقوض المصلحة المشتركة. غير أن هذا ليس موضوعاً شخصياً؛ فاتفاق السلام مع الأردن –مثل اتفاق السلام مع مصر– حجر أساس في أمن دولة إسرائيل. الأردن يمنح إسرائيل عمقاً إضافياً من 350 كيلومتراً حتى حدود العراق، ويشكل حاجزاً في وجه التوسع الإيراني وتوسع الجهاد الإسلامي. إيران تنتظر أزمة سلطوية في الأردن كي تسيطر عليه أيضاً.

إذن، بيد واحدة تستثمر إسرائيل في العلاقات الأمنية مع الأردن وضرب المصالح الإيرانية في المنطقة، وباليد الأخرى تفعل كل شيء كي تمس بمكانة الملك وتفتح الباب لإيران. إن الحكومة الوطنية – اليمينية – القومجية في إسرائيل تفهم بصعوبة أن التعاون مع الأردن في المسائل المتعلقة بالحرم ليس موضوعاً دينياً من ناحية النظام الأردني، بل هو موضوع وجودي. والحديث في إسرائيل عن إمكانية نقل المسؤولية عن الحرم إلى السعودية هو كالبصقة في وجه الأسرة المالكة الأردنية. غير أن اتفاق السلام الإسرائيلي الأردني مهم لأمن إسرائيل أكثر بأضعاف من الاتفاقات مع دول الخليج.

بقلم: أليكس فيشمان

يديعوت 18/4/2021
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences