الجزائر… إجهاض أول سيارة وردية
الشريط الإخباري :
هناك من يصر على تجويع الجزائريين وبهدلتهم في الطوابير اللا منتهية، رغم معاناة المواطنين في هذا الشهر، وانتظاره بفارغ الصبر أن تنزل أسعار المواد الاستهلاكية، ولا أمل في ذلك، رغم الوعود. نعم هي لوبيات الاحتكار تريد تجويع الناس، تقول «الشروق»: «80 في المئة من الأسواق التضامنية لم تفتح بسبب تقاعس الأميار (أي رؤساء البلديات) حيث أن أسعار الخضر والفواكه ما زالت تحرق جيوب المستهلكين في عز شهر الصيام، وما زال لوبيات المضاربة يفرضون منطقهم في التجويع وافتعال الندرة ورفع الأسعار بطرق التوائية، عجزت وزارة التجارة على ضبطها، رغم الاجراءات المستعجلة ورمضان يشارف على بداية عده التنازلي.
أحاديث عن كسر عظام بين الوزير والمضاربين والمواطن يدفع الثمن، هو حال الأسواق اليوم، فلا الوعود تحققت ولا الأسعار انخفضت ولا المضاربون توقفوا عن سرقة جيوب المواطنين.
كما أن «عملية جني محاصيل البطاطا تشهد تعطيلا مبرمجا مع «سبق الاصرار والترصد» في العديد من الولايات. فقد لجأ السماسرة إلى تخزينها تحت الأرض بالتواطؤ مع المضاربين للمحافظة على اسعارها». البطاطا لوحدها تبين كم نحن جشعون نأكل لحم بعضنا نيئا. كم ينعدم الضمير والرحمة وطرق التضامن عندما تلقى في مؤسسات وبين يدي أفراد لا يهمهم أي شيء فقط الربح وجيوبهم. وتواصل «الشروق» في سردها لسيناريو البطاطا الأكثر سوءا إذ أن «الديوان الوطني المهني للخضر واللحوم شرع في إخراج كمية معتبرة من البطاطا من 11 ولاية» لكن ليست كل الولايات ولا يكفي مثل هذا الحل إن لم يعمم، وإن لم تتدخل مختلف السلطات لردع هذه اللوبيات وتفكيكها وتحجيم سلطتها.
وحتى رؤساء البلديات لهم يد طويلة في ما يحدث حيث أنها عطلت مشروع الأسواق التضامنية التي أطلقتها وزارة التجارة مع الجماعات المحلية والتي كان يعول عليها في التخفيف عن المواطنين من خلال عروض وتخفيضات تتماشى والقدرة الشرائية للمواطنين، فمن أصل 1541 بلدية لم يتم تجسيد سوى 256 سوق تضامني».
التضامن الذي لم تستطع الوزارات ومختلف الهيئات احداثه يمكن للأفراد من أصحاب النوايا الحسنة إحداثه، وهذا ما تناقلته منصات التواصل الاجتماعي عن السيدة «بن منصور» مديرة ثانوية «أمحمد مرزوقي» بـ»السباعات» في الرويبة شرق العاصمة» والتي قامت بحملة جمع تبرعات في وقت قياسي لإجراء عملية جراحية بقيمة 30 مليون سنتيم لتلميذة فقدت بصرها جراء إصابتها بالسكري بعد وفاة والدتها ليحتفل الجميع بنجاح العملية. فألف تحية للسيدة المديرة والحمد لله على عودة التلميذة إلى أحضان المؤسسة وجعل الله في ميزان كل من كان سببا في الشفاء».
الحاجة الفرجانية تحج بلا مناسك
فرجانية هيشري، شكلت «ترندا» على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التونسية والعربية. فأصبحت نجمة تونس الأولى، كما علق بعض رواد التواصل الاجتماعي على ما صنعته. كما علق آخرون: «عاجل الحاجة تضرب بقوة في قلب كل الشعب التونسي». تشتغل في مكتب فلاحة منذ 30 سنة ومن خلال برنامج «القفة» الذي يبث على قناة «حنبعل» تبرعت بسبعة ملايين وثلاثمئة دينار(ما يعادل 7300 دولار) وقالت إنها ادخرت هذا المبلغ ورقة ورقة للحج، لكن «ريتكم تتعاونوا فالناس أولى بالفلوس هذه خذوهم وعاونوا فيهم الزواولة». «حجا مبرورا وذنبا مغفورا يا فرجانية».
وهناك من علق أنها بصنعها هذا لقنت درسا لرجال الأعمال. ولقنت درسا للرأسمالية والناس الطماعة». «هذه نحتت من قلبها وأعطته للمحتاجين وقت هي وأهلها في أشد الحاجة. ربي يبارك وإن شاء الله قصر في الجنة يا فرجانية».
سألتها الصحافية «كم المبلغ»؟ ردت «مانعرفش». أعمل وأخدم في الفلاحة. خذيهم الكل مبروكين عليكم. نحب نعطيهم لربي. (الصحافية تريد أن تبكي). بنت سيدي ثابت وبنت عايلة. كأني حجيت. عمري 60 سنة.
ما أبخل على إخواتي والناس. 30 سنة نلم فيهم.
الحاجة الفرجانية دون أن تذهب إلى مكة، اللهم أكتب لها حجة كاملة لقد أخجلتنا حتى من أنفسنا. هكذا يصنع البسطاء الأحداث وهكذا يقتطعون من قلوبهم وأجسادهم ليدخلوا السعادة على الغير. ولأجل هؤلاء تظل الدنيا بخير ولن يتمكن الجشع السياسي والاجتماعي والفني أن يشكل نمط حياتنا ويتحكم بآمالنا ويحولها لخيبات. شكرا فرجانية.
التاكسي الوردي… حلم لم يكتمل
لأول مرة في الجزائر، وتحديدا في ولاية البليدة، سيارات أجرة مخصصة للنساء. سيارات تعلوها كتابات بالإنكليزية وهي شعار المشروع: «موف سرفيس» أسفل عبارة: «أني وير…أني تايم» في أي مكان وفي وقت.
مؤسسة ناشئة. تصرح إحدى المشاركات في المشروع، لقناة «دزاير نيوز»: «جاءت الفكرة كون أن نساء كثيرات لا يستطعن أن يركبن سيارة أجرة سائقها رجل، أي لا تستطيع المرأة التنقل براحتها. وكذلك مشكلة النقل وأسعاره غير المعقولة، لذلك جاءت هذه المبادرة». سائقات نساء من أجل النساء في أي وقت وأي وجهة. والخدمة تتم عبر كامل الولايات. وتم اختيار السائقات بعد امتحان سياقة اضافة الى المقابلة الشفوية. المبادرة لاقت إعجاب الكثيرين خاصة النساء. ولأن المشروع في مدينة البليدة، مدينة الورود تم إطلاق أسماء الورود على السائقات مثل: ريحان، ورد، سوسن. عند اتصال أي زبونة بالخدمة يحدد مكان تواجدها ويتم الاتصال بالسيارة القريبة من مكان الزبونة لأخذها فالوقت هو رأسمالهن. أما عن مواقيت العمل في رمضان، فتكون من الثامنة صباحا إلى ساعة قبل موعد الافطار. وبعد الافطار إلى وقت قبيل وقت الحجر. بينما العمل في الأيام العادية فتوزع السائقات على فرقتين: الأولى تعمل من السادسة صباحا إلى الواحدة ظهرا والفرقة الثانية تعمل من الواحدة ظهرا الى العاشرة ليلا. مبادرة جيدة وآمنة، لكن مبادرة اللون الوردي لم تكتمل واجهضت، والسبب يقول عنه أحد المسؤولين لقناة «النهار»: «إن خلق المؤسسة الناشئة عن طريق سجل تجاري لكراء السيارات، أي بدون وثائق وبدون رخصة، ويعتبر صاحب المشروع مخالفا للقانون وغير شرعي، حيث أوقفته السلطات الأمنية طبقا للقانون وتم استقباله (مصالح وزارة النقل في الولاية) وأبلغناه أنه في حالة استيفاء الشروط، قدم الملف ثم سنساعدك في الوزارة، إن شاء الله، لمنحك رخصة استثنائية لفتح الشركة. لسنا ضد هذه الشركة لأنها تعتبر إضافة بالنسبة للقطاع «حاجة مليحة للولاية» لكن يجب أن يكون (النشاط) مقننا. في إطار القانون والمسافر محمي. وعن سؤال الصحافي له عن الفرق بين كراء السيارات والتاكسي (سيارة الأجرة) رد المسؤول: «كراء السيارات انت تذهب وتستأجر (تكري) سيارة وتستعملها لمدة معينة بسائق أو بدون سائق، لكن صاحب المشروع يقوم بنشاط سيارة الأجرة ويتصل به الناس من أجل نقلهم إلى مكان معين».
ووعد ذات المسؤول»أنه في حالة أن صاحب المشروع سوى وضعيته فإن أبواب الوزارة مفتوحة». مثل بقية الوعود. يظل المواطن يجري على أمل تحقيق الوعود بميكروفونات مختلف القنوات والفضائيات.
لكن الواقع شيء آخر تنخره البيروقراطية، فلا مشروع ولا لون وردي، ربما حتى تتكرس المساواة بين الجنسين ولا يشار للجنس الضعيف باللون الوردي المكرس للتفريق بين الرجال والنساء. نعم لا أحد يمانع لكن عندما تصبح العلاقات سوية ويكف التحرش بالنساء لأتفه الأسباب، لكن في الوقت الحالي تحتاج المرأة لنقل آمن ولتنقلات مريحة ومهما كان لون السيارة بني أو بنفسجي!
مريم بوزيد
كاتبة من الجزائر