في الأردن: إحلقوا رؤوسكم في النهار فقط… وهل تذهب الفضائيات العربية للنار؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
صالونات الحلاقة «غاضبة وحردانة» من الحكومة في الأردن، بسبب عدم السماح لها بالعمل عشية عيد الفطر السعيد، بعد الإفطار، حيث موسم مالي ثري، لأن الشعب «يحلق شعره» بكثافة في أواخر رمضان.
المسؤول الأبرز في وزارة الصحة عن الفيروس كورونا، وعندما سألته فضائية «المملكة» عن المسألة قرر «وصفة وطنية» عنوانها «ينبغي على المواطن الأردني أن يتخلص من عادة حلاقة الرأس بالليل والقيام بالأمر بالنهار».
تلك لعمري قسمة منصفة، فصاحبنا الأمين العام للوزارة قرر إبلاغنا نحن الشعب، صاحب الشعر المنكوش، أن كل المحلات وقبل كورونا في جنيف مثلا تغلق الساعة السادسة مساء، بما في ذلك صالونات التزيين والحلاقة.
شعرنا لوهله أن»عطوفة الأخ» من طراز «تزهو بكم المناصب» فهو يحاول «تدريب أهل منطقة سقف السيل» في العاصمة عمان بالتصرف إستهلاكيا، بنفس طريقة سكان حارات جنيف!

جنيف وعمان

حسنا قد أتحمس للفكرة، لكنها تحتاج لسنوات ضوئية، والمطلوب فقط أن يجد نحو 5 آلاف حلاق من أهل البلد مؤقتا فرصة لتدبير الخبز لأولادهم، لأن بلدية «جنيف» مثلا دفعت «تعويضات» للبشر جراء الإغلاق الفيروسي، وبشكل سخي.
عموما، فلتخسأ جنيف وشقيقاتها، فعمان أهم ولو كنت مكان المذيع الزميل المبدع عامر الرجوب لسألت ضيفي: مدينتك التي تتغنى بها جنيف، هل فيها «باص سريع» تبنيه من «9 سنوات» بدون أمل وبسرعة تخطف الأبصار وتتسبب بخسائر للقطاع التجاري أكثر من كلفته؟!
هل يوجد في جنيف «بائع هرايس» تخلت عنه الدولة أو راعي أغنام يتجول بين أكثر القصور والفلل رفاهية، أو متسولات على الإشارة الضوئية من شريحة «متعددي الجنسية» وعابري القارات؟!
هل جنيف مدينة «خالية من ثاني أوكسيد الكربون»؟
الأشقاء في سويسرا، أصلا محرومون من «التحول الديمقراطي» الذي يعيشه أهل عمان، فالبلدية فيها عدد موظفين أكثر من عدد الكراسي المخصصة لهم، ويديرها مجلس نصفه معين بدون انتخاب والنصف الثاني معين أيضا، لكن بانتخابات معدلة هندسيا، والحمدلله.
أصحاب المعالي والعطوفة، نتوسل إليكم لا تحدثونا عن جنيف فآخر النهار المواطن ينبغي «أن يحلق» قبل العيد، بينما ساكن جنيف لديه مال ونظام رفاه يمكنه من حلاقة رأسه عدة مرات في الشهر.

الفضائيات و«نار جهنم»

أعجبني التعليق التالي لصديق أردني كتب لشاشة «الجزيرة» عبارات لطيفة كالتالي «عزيزتي قناة الجزيرة . كلنا نعرف مصداقيتك وحرصك على المهنية، لكن لو قلت «فلسطين المحتلة» بدلا من «إسرائيل» مش رح تروحي عالنار».
بعيدا عن النار والجنة أضم صوتي للأخ سائد العظم، وحقا لا أجد مبررا لأي شاشة عربية تحاول الإبتعاد عن حقيقة أن الكيان الإسرائيلي «غاضب ومحتل» لأرض الشعب الفلسطيني.
حتى حركة «ناطوري كارتا» لا تعترف بشرعية الكيان، والعربي الوحيد، الذي تمنى لو حصلت كارثة جبل الجرمق في غزة يحمل الجنسية الإماراتية ويعمل مع «الشيوخ» أما التلفزيون السعودي الرسمي فيكثر من عرض مشاهد لـ»صقر قريش» على أذرع الفرسان ويتعامل مع «قضية فلسطين» بحياد، فلا يقول إسرائيل ولا فلسطين.
وعليه يمكن أن نستأذن الزملاء في الفضائيات لتذكيرهم أن الكيان يحتل فلسطين حقا، ولا يمثل شركة تنقب عن النفط والغاز فقط، والإحتلال هنا «إستعماري» محض وليس مجرد رحلة إستشكاف!
وبما أن الشيء بالشيء يذكر أحيطكم علما أني سمعت إسم المغضوب عليه المدعو جاريد كوشنر مرتين فقط منذ بداية شهر رمضان، الأولى عندما ذكره مسؤولون أردنيون سرا وعلانية، باعتباره الرجل الذي قاد «مؤامرة الفتنة» الأخيرة على الأردنيين شعبا وقيادة.
وفي الثانية ضمن وصلات الترويج لبرنامج الزميل عمرو أديب على «مصر مباشر». هل تلك صدفة؟!

جونسون وورق الجدران

فضحنا بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، بعدما تصرف بطريقة تشبهنا نحن سكان العالم الثالث.
محطة «سي أن أن» فردت تغطية مفصلة في بند «المنوعات» لقصة «ديكورات وورق جدران» شقة السيد رئيس الوزراء أبو شعرات أقصر من لسانه السياسي.
قصة «إستغلال الوظيفة» لتركيب ورق جدران بمبلغ لا يكفي لشراء سيارة أو حصان لأصغر طفل من فئة «الأمراء والشيوخ» عندنا، هي على الأرجح مؤامرة.
يقف رئيس حزب المعارضة العمالي وينظر بعينين حادتين لجونسون قائلا: ركز معي على كلمة «بداية» نريد أن نعرف من دفع كلفة ديكورات شقتك في البداية؟
لم يتردد لاحقا المتهم جونسون، فصوره وهو «يشتري» بضاعة من بقالة عربية إنتشرت كالنار في الهشيم على منصات العرب، حيث يلاحظ الجميع أن صاحبنا يتجول بدون مرافقين وحرس ومواكب.
أنا كمواطن عربي أطالب بإعادة جونسون إلى جذره السلوكي العربي، حيث أوطان يمكنه أن يقتلع فيها الجدران برمتها على حساب الخزينة وبعطاء سعره ثلاثة أضعاف الكلفة الحقيقية، دون أن يرمش «جفن الدولة» اليابس.
ودون حتى معارضة تستجوب أو تسأل على أساس «مربعات» الأمن القومي وضرورة عدم نشر الغسيل أمام أعداء الأمة، حتى لا يكسب الإحتلال الإسرائيلي تماما، كما يحصل عندنا!
بسام البدارين 
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences