شحادة الدرابسة: النجاح لا يأتي إلا بالمثابرة.. والقلق “سمة” المبدع
الشريط الإخباري :
أحمد الشوابكة
عمان – يندفع المخرج شحادة الدرابسة نحو البحث المستمر لتحرير الأشياء من انجمادها مثل: اللغة، الفن، السياسة، الفلسفة والتقنيات، ومنحها فضاء أوسع، فالفكر النقدي هو أساس مجتمع حر وثقافة وذوات واعية ومدركة للعالم المحيط بها، وفق حديثه لـ”الغد”.
يقول "أبتعد عن العمل التقليدي، وأسعى للبحث الدائم عن التجديد والاتقاء بالعمل الإخراجي، فينتج وعاء صحيا يمتاز به ويدافع عنه في كل عمل يخرجه، بالصور المشهدية التي يراها”.
ويضيف "أنا كثير البحث والقلق، وحتى أستطيع أن أقدم مشهدية يجب أن ترتقي للمستوى المطلوب الذي أجسده في رؤية إخراجية تعطي حافزا تفكيريا يجلب الملتقي للمتابعة، وليس من أجل المشاهدة”، مبينا "أريد خلق بيئة مناسبة في كل أعمالي الإخراجية لتقديمها للناس في مختلف أيديولوجياتهم، وهذا ما أصبو إليه”.
وخرج الدرابسة من رحم البيئة التي تتسم بالبساطة والطيبة وفق ما قاله "إن هذه البيئة عملتي الإصرار والإقدام نحو ما أصبو إليه في إبراز مكنوني الإبداعي في عالم الإخراج والثقافة، لكونها أرضا خصبة يخرج من رحمها العديد من المبدعين في مجالات الإبداع كافة”.
ويوظف الدرابسة فكره في أعماله الإخراجية والفنية كافة، حتى أضحت صورة متكاملة تؤدي إبهارا بصريا في كل لقطة يلتقطها بعدسة كاميرته التي وصفها بـ”الجزء المتكامل لحياته”.
ويقر الدرابسة بأن العملية الإخراجية لأي عمل تقوم بإخراجه ترتكز على الفكرة والمضمون، فماهية الرسالة تحدد تقنيتها، بذلك تعلن عن نفسها برؤية علمية حقيقية بقراءة صحيحة متوازنة، مؤكدا أن الإبداع يتحدد من ثقافة الفعل إلى رد الفعل، وليس ثقافة الحوار البناءة والهادفة، فغياب الحوار بين المبدعين يشتت الفكرة ويخلق حالة اللاوعي، بالتالي تعثرت القدرات والأفكار، ولم نبن بيئة سليمة وصحية، بل ستكون بيئة طاردة للمكنون الإبداعي.
ويتابع الدرابسة باهتمام أي عمل يقوم بإخراجه بالفكرة والمضمون، فماهية الرسالة تحدد تقنيتها، بذلك تعلن عن نفسها برؤية علمية حقيقية بقراءة صحيحة متوازنة.
ويوضح أنه بدأ بطرح تساؤلات إشكالية الأعمال الفنية الإخراجية على ذاته، وكيفية استنباط الواقع من دون ضغوط أيديولوجية مسبقة، مضيفاً "أن هناك عنصرا آخر وأساسيا أصبح محورا مهما وهو كيف علي أن أتعامل مع أي تجربة إخراجية في تناول عناصر العمل الفني برمته مع الذاكرة المصورة عبر المسار الفكري والذهني والزمني؛ لتنفيذ ذاكرة مصورة متلائمة مع العناصر كافة لأي عمل سواء درامي أو فيلم وثائقي أو أغنية مصورة على نظام الفيديو كليب أو برنامج تلفزيوني”.
ويحاول الدرابسة الحاصل على درجة البكالوريوس في المسرح من جامعة اليرموك والدبلوم في الإخراج السينمائي من فرنسا، أن يجسد العلاقة الديناميكية والجدلية بين العالم المحيط به وعالمه الداخلي وفق رؤى إخراجية متوائمة مع الحدث، مدركاً أهمية التعامل مع الحاضر ليصبح في اللحظة نفسها ماضياً حياً وليس منقرضاً، حيث يتداول في كل لحظة، وليس هامشياً أو مركوناً على أرفف الذاكرة البشرية، وبالتالي يتناسى ولم يبق له وجود، فالأرشفة مسألة مهمة في عصب حياة الناس، وهي مرجعية لتسجيل الأحداث، وما ينقصنا فعلياً لتسجيل أدق التفاصيل، وحتى يبقى العمل مقبولا من قبل الملتقي أو المشاهد.
ولا ينكر الدرابسة أن الإخراج السنيمائي كان خافياً في داخله، وعندما تعمق به، بدأ بتطويعه في مجمل أعماله الإخراجية، وبخاصة الأغاني المصورة على نظام الفيديو كليب، وفق ما ذكره.
ويؤكد أن عالم الإخراج فن مبني على علاقة الفكر- بالعين، وبالكاميرا، لاكتشاف مستويات عدة للذاكرة من آني إلى زمن ذهني، موضحا "وهذا أتبعه في أعمالي الإخراجية ضمن رؤية سينمائية مشبعة”.
ويشير إلى أن طبيعة الأردن وما يضمه من كنوز أثرية وسياحية، تجعله مكاناً مثالياً لتصوير العديد من أعماله الإخراجية للفنانين الأردنيين والعرب على نظام الفيديو كليب، ما أسهم في تحقيق هدف التسويق السياحي الأردني بأسلوب درامي، مقراً بأنه "كثير القلق والبحث في عمله”، وهذا على حد تعبيره "أسهم في إنجاح رؤيته الفنية”.
ويعتقد أن النجاح لا يأتي إلا بالصبر والمثابرة والجهد الحثيث، معتبرا أن القلق "سمة ضرورية للمبدع أينما وجد”، مشيراً إلى أنه شكل على مدار عمله في قالب الإخراج حالة فنية إبداعية، تبهر المتلقي لأعماله الإخراجية.
ويتكلل ذلك في أغنية المطرب المصري محمد منير "يا طير يا طاير” التي أخرجها على نظام الفيديو كليب ولاقت شهرة واسعة، إضافة إلى أغنية "شعب الحرية” للمطرب اللبناني علاء زلزلي، وهي أغنية وطنية لفلسطين، أخرجها على نظام الفيديو كليب وأغنية "دق الماني” للمطرب الأردني أحمد عبندة، وأغنية "يا علا” للمطرب بشار السرحان وأغنيتي "أمشي وروح” و”احلوت الدنيا” للمطرب الأردني حسين السلمان، وأغنية "إيد بيد” لمجموعة من المطربين الأردنيين وهم: "سلوى العاص، الراحل متعب الصقار، زين عوض، يحيى صويص، عبد الرحمن القيسي، أمل إبراهيم، وبيسان”.
كما أخرج العديد من البرامج والمسابقات محليا وعربيا، وأشهرها محلياً؛ "الهوا هوايا”، و”ألبوم الأغاني”، والمسابقات: "كل العرب”، "عيش الأردن”، و”عينك على جريدة الغد”، إضافة إلى مهرجانات الأغنية الأردنية ومهرجان الأغنية العربية ومهرجان أغنية الطفل ومهرجان جرش ومهرجان الأغنية الوطنية.
كما أخرج العديد من الأفلام القصيرة والبرامج العربية، وتولى العديد من المناصب الإدارية في عدد من القنوات العربية مثل؛ قناة دجلة العراقية وقناة ليبيا الاقتصادية.