القانوني رايق المجالي يكتب : الخيارات
الشريط الإخباري :
لم يصل الموقف الرسمي إلى ما وصل إليه الموقف الشعبي من وعي أولا ثم من من قدرة وإصرار على الصمود والمقارعة بالإرادة والصبر والرهان على نهج المقاومة ومجابهة كل الخطط والمؤامرات التي أحيكت وتحاك ضد فلسطين وعندما نقول ضد فلسطين فبالضرورة ضد الأردن فلا يمكن الفصل بأي شكل أو منطق بين الأردن وفلسطين فحتى غياب معلم في الأردن عن صفه وإعطاء حصة تتأثر به فلسطين كل فلسطين والعكس صحيح.
والعدوان الذي تتعرض له المقدسات وغزة وشعب فلسطين الصامد والمقاوم ما دام الإحتلال قائما هو عدوان مباشر على الأردن وشعبه ومستقبله وهو في كل لحظة يستمر فيها إحتلال الأرض إعلان لحرب إبادة على الأردني والفلسطيني..!
وعند الحديث عن الخيارات وليس فقط بعد بدء الجولة الحالية من الصراع بل منذ وجود هذا الصراع فماذا بقي من خيارات لم تلجأ إليها المملكة الأردنية أقرها المجتمع الدولي المنحاز للكيان الصهيوني ولم تجرب آثارها الكارثية على الشعب الواحد في دولته شرقي النهر وأرضه المغتصبة غربي النهر.. ¿! ¿!
قالوا أن الحل في السلام الذي سيجلب الأمن والأمان والرخاء فعقدت المؤتمرات وسارت المفاوضات ووقعت المعاهدات، فماذا كان بعد بعد ذلك...؟؟؟
... ألم تتغير الأوضاع غربي النهر وشرقيه لتصبح بعد السلام المزعوم أسوأ مئات أو آلاف المرات من الأوضاع قبل إطلاق عملية السلام وعلى كل صعيد..؟؟؟
هل يمكن أن يذكر لنا مكسب واحد جلبه هذا السلام على الشعب الفلسطيني والأردني...؟؟؟
وقع اليهود على بنود هي في الأصل مجحفة بحقنا ولا تضمن إلا أمنهم ورخائهم ونحن من ألزمته المعاهدة بضمان هذا الأمن والرخاء لهم ومع ذلك لم يلتزموا ولو بالحفاظ على الكذبة التي حاولوا إقناع الشعوب والعالم بها، فتغول الإستيطان ونهشت الأرض شبرا شبرا، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشبان، وتجلت بكثافة الإعتداءآت على المقدسات وأصبحت إسلوب حياة يومية تتعرض له ويعيشه أهلنا في الأرض المقدسة وهذا غربي النهر.
أما بالنسبة لنا شرقي النهر فلم تأتي المعاهدة بأي سلام في أي ملف ولم نشهد في كل يوم بعد التوقيع عليها إلا التراجع في كل شيء ولا حاجة لطرح الأمثلة وتعدادها فواقع غروب الشمس ودخول الليل والظلام الدامس لا يحتاج إلى إثبات حتى لو وضعت المصابيح في كل شبر فوق الأرض.
لم تتوقف المؤامرات ضد الوطن الأردني نظاما وشعبا من القريب والبعيد.
لم تزيدنا الأيام نتيجة التوقيع على ما سمي بالسلام وهو في الحقيقة إستسلام إلا فرقة وتشرذما وتصارعا على كل شيء حتى أصبح لكل جماعة هوية وعلما وسلاما وأغنية.
قصفونا يوميا بالفساد الذي نخر العظم وأحال الوطن لمزرعة فيها الشعب مجرد قطعان هي الثروة التي تجلب وتحلب وحاربونا بالجوع والإذلال وداسوا كل قيمة ومبدأََ حتى يرفع هذا الشعب راية الإستسلام ويقر ويعترف بهزيمة أبدية لا يرفع بعدها رأسه إلا لموس الحلاق.
راهن عراب السياسة على حمائم الاستسلام وتحالف معهم وشيطن كل مقاوم وصامد وقطع كل سبل الاتصال والتواصل معهم، وراهن على الحبر والورق ولعن الدم والبندقية والصاروخ، فحصدنا الخيبة تلو الخيبة والخيانة تلو الخيانة.
عملوا على غسل الدماغ الأردني وتربية أجيال على أن قضيتهم هي رغيف الخبز الذي لا يأتي إلا بالركوع والخنوع ونسيان فلسطين وترك هذا الشأن لأهله وبذلوا في سبيل ذلك من الجهد والمال ما لو بذل لتنمية العالم الثالث لما وجد اليوم بين شعوبه فقيرا واحدا.
ماذا حصدوا وحصدنا من خيارات السلام والتفاوض وتبادل السفراء وبماذا نفعتنا الوسائل الدبلوماسية والشرعية الدولية وكل خيار يطرح في هذا الإطار..؟؟؟
ماذا نفعنا البساط الأحمر الذي فرشناه في طريق سماسرة وتجار الأوطان وماذا أمنا من شيطنة المقاومين وملاحقتهم ونبذهم وإغلاق كل الأبواب بيننا وبينهم... ¿! ¿! ¿!
لمن الكلمة اليوم بإذن الله ونصره..؟؟؟
أيهما الأعلى صوتا هل هو الدم ام الحبر..؟؟؟
أي الخيارات نفعنا وسينفعنا وأي خيار غير الكرامة والشرف والصمود يحرك العالم ويسوق كل القوى إلى طاولات الدبلوماسية لتضمن التهدئة وسلام الكيان..؟؟؟
أي الأوراق السياسية أقوى من ورقة المقاومة..؟؟؟
ماذا سنخسر أكثر مما خسرنا...؟؟؟
جوع وإقتصاد مدمر عشناها ونعيشها ولم تجعلنا نركع ونقبل بصفقة القرن ووعودها الكاذبة مجددا.. ¿!
تآمر عربي وشبه حصار في كل شان ولم يجعلنا نقتتل وننقلب على أنفسنا ونظامنا بل زادنا كل ذلك إلتفافا ووقوفا وراء ما يعلنه رأس النظام جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من رفض لصفقة القرن ومن تمسك بفلسطين والمقدسات وبالشراكة والوصاية والدور الأردني التاريخي والديني لحماية فلسطين والمقدسات والأرض الشعب.
عن أي خيارات تتحدث الحكومة وأي جهة والشعب الأردني يثبت في كل يوم أن الخيار الوحيد هو الصمود والمقاومة مهما بلغ الثمن وهذا الشعب العظيم المؤمن هو أول وأكثر من بذل الدماء والارواح بكل حب من أجل فلسطين والأردن..؟؟؟
نحن شعب لا يخشى خسارة مما يخوفوننا منها وبها وقد دفعناها على مر الأيام حتى أصبحت الشهادة والموت عقيدة وعبادة وعادة أبناء هذا الشعب..!
خيار الأردني معلن وواضح وضوح الشمس كخيار كل شيخ وطفل وإمرأة وكل شاب على أرض فلسطين " بالروح بالدم نفديك يا أقصى"..!!!
الأردني لم يعد يرى الخيارات غير المقاومة والصمود والفداء إلا (كالخيارات) التي تنتجها المزارع مستعينة بأنواع الهرمونات لتنضج سريعا لكنها سامة وغير صالحة للأكل وكذلك لا طعم لها وليس فيها من مزايا هذه الثمرة إلا الشكل واللون، فإذا لتحملوا (بكسة خياراتكم) وتبسطوها أمام مبنى الأمم المتحدة لعلها تأتي لكم بثمن شبر من قماش يغطي عورة أحدكم وقطعا لن تحصلوا على ابخس ثمن ولن تجدوا قطعة قماش تغطي العورة العربية .. !!!
الصمود والمقاومة والكرامة ثوب نظيف وجميل دافيء ويجملكم لعلكم تثبتون أن فيكم بقية مما هو عند الشعب الأردني العظيم.
القانوني : رايق المجالي