فصول دراسية خاوية وابناؤنا الى الشارع.. ودّعُ الحكومةَ إنّ الرزازَ مرتحلُ

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
رائده شلالفه - في المشهد المأساوي الكارثي الذي احتوته مدارس وزارة التربية والتعليم صباح اليوم الأحد، فيما دخل قرار مجلس "المعلمين"، حيز التنفيذ بمواصلة الاضراب داخل اسوار المدارس، وعدم دخول الغرف الصفية لاعطاء الحصص الدراسية، كانت "حلقات السمر الصباحية" قائمة على قدمٍ وساق، فيما المعلمون المضربون يتسامرون حول الطاولات في غرف الادارة يشربون الشاي والقهوة، وطلبتهم الصغار يفترشون جنبات الساحات او الصفوف الدراسية بانتظار صحوة ضمير فقط ، بانتظار ان يُنهي معلميهم وجبة الافطار، ومن دون ادنى التفاتة، للطالب الذي غادر سريره وسلطان النوم والتحق بدوامه المدرسي ليرقب اضراب معلمه فيما هو يتناول فطوره، و لا ندري اي طعم يُبيحه المذاق وقد تم خيانة الأمانة.. طلبة علم من دون معلم !!
 
على الجانب الآخر، لا ندري اي وجهة عزلة او حياد اتخذ رئيس الحكومة عمر الرزاز ووزيره للتربية والتعليم والتعليم العالي وليد المعاني، امام مشهد الإضراب، وقد غابا بالكامل عن المشهد برمته ومنذ تصاعد وتيرة الاحتجاج، باستثناء تصريح مقتضب خجول قالت به الناطق الاعلامي باسم الحكومة وزيرة الاتصال لشؤون الاعلام جمانة غنيمات : ( تحترم المعلم والحوار هو الحل) ، وان كانت لجنة الحوار الحكومية -ومجلس النقابة التي سبقت عاصفة اعتصام الخميس، و انتهت من دون الخروج بأي توافقات ، لم تُسمن ولم تُغني من جوع ازاء أزمة المعلمين!!

ما يحدث هذه الساعة لا يحمل الا مؤشرا واحدا، ان شعبية حكومة الرزاز التي انحدرت بعد اقل من مائة يوم بعد تشكيلها، بدأت بإعداد حقائب الرحيل، مع التأكيد بأن ما حدث ويحدث ليس أزمة مفتعلة يُراد بها "ترحيلا قسريا"، للرزاز وحكومته، بيد ان الاخير وبعد مضي نحو عامٍ ونصف العام على توليه سدة الرابع، خيّب ظن الأردنيين وهو الذي عُقدت الامال عليه ابان تعيينه رئيسا للوزراء حزيران 2018 واقتلع تعيينه انذاك شوكة الخصام بين الجسم الحكومي والشعبي.

ليرحل الرزاز بعد ان اختبأ وحكومته وراء الجهاز الامني الذي تم الدفع به لمواجهة ازمة المعلمين، تلك المواجهة التي سحبت رصيد الاردن الأبيض في التعامل مع الاحتجاجات كما سجلتها احداث الرابع رائعة الذكر،  حين اصطف المحتجون مع افراد اجهزتنا الامنية صفا بصف ويدٍ بيد، ليُطيح احتجاج المعهلمين الخميس الماضي بكل ما اختزنته ذاكرة الاعلام المحلي والعربي والعالمي، وتحل مكانها صورة سوداء تم التجييش والتحريض ازاءها شئنا أم أبينا !


ليرحل الرزاز غير مأسوف عليه، ليس لأنه رئيس فريق حكومي اخذ البلاد الى منحدرات طينية زاد في وحلها سياسات اعضاء فريقه الاقتصادي ، بل لانه كان وزيرا للتربية والتعليم في عهد حكومة سلفه هاني الملقي، فكيف لمن أمنّه الشعب على مستقبل ابنائهم الدراسي وهو الوزير الذي كان ادرى بشعاب التربية والتعليم بأن يفتح مجاري السيل ليبتلع المسيرة التعليمية كاملة، بعد ان اخفق وفريقه في احتواء ازمة "المعلمين" هم ذاتهم الذين افترشوا الارض وانتزعوا حقهم بانشاء نقابة باستخدام الاداة ذاتها "الطلبة"، فكيف به الرزاز ان وهبهم ذات الفرصة، ولا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين !

ما يحدث الان في مدارسنا الحكومية، معيب ومخجل بحق اردن المؤسسات، معيب بحق نقابة تريد انتزاع حقها بذراعها ومعيب على حكومة ظلت تناور مكانك سر في عدم الاستجابة لمطالب المعلمين بحدها الادنى حتى تفاقم الورم واصبح خبيثا لن يُحمد عقباه !!

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences