حملة خفية ضد المعلمات في الجزائر
الشريط الإخباري :
من قال إننا لا نعيش أزمة، بل أزمات متعددة. تجعل الجزائري غير راض عن أي شيء، سواء الصحة والاقتصاد والسياسة والثقافة والرياضة. كل يوم نفيق على مشاكل وفوضى وسوء تسيير وجدل وفضائح. وهذا ينعكس على المجتمع ومؤسساته وفي نهاية المطاف.
الكل مسؤول، لكن تختلف درجات المسؤولية من شخص لآخر. الاعتداءات على النساء في مواقع متعددة. وعلى المدرسات من طرف مجهولين. وإهانة النساء المترشحات للانتخابات.
هذا عنف مجتمعي يطال الجميع، ولا يستثني أحدا. الانتخابات شكلت جدلا وهستيريا من الضحك وتنمرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
تتزاحم الأحداث وتتقاطع بإفرازات اجتماعية مأساوية مست حتى قطاع الرياضة. ففي مقابل رفع الرياضيين للرؤوس ولعلم فلسطين في قلب المدن العالمية، مثلما فعلها رياض محرز في لندن وقبله اللاعب الفرنسي بول بوغبا في باريس، تنتكس انتصارات "مولودية” الجزائر على المستوى الكروي والأخلاقي.
مخاض كبير تعيشه البلاد، نتمنى أن تخيب التوقعات وتنبؤات الأبراج والفلك وحتى تنبؤات أحوال الطقس التي تقول ببدء موجات الحر الشديدة جنوبا وشمالا. في ظل أزمة المياه التي بدأت تمس العاصمة وما جاورها.
شبح يهدد المدرسات
لم تنته ردود الأفعال الغاضبة والمتضامنة مع ما حدث لمعلمات برج "باجي المختار”، التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، حتى انتشرت حادثة أخرى في إحدى مناطق ولاية باتنة، شرق الجزائر العاصمة، حيث تناقلت الحادثة منصات التواصل الاجتماعي وصفحات على «فيسبوك»، فقد اقتحم مجرمون ومجهولون، كالعادة، سكنا خاصا بمعلمات مدرسة "زكور صالح” في منطقة "أولاد عمار”، للمرة الثالثة في هذا الشهر يتم الاعتداء على المعلمات، وكان أشدها الجريمة، التي وقعت في حق مدرسات برج "باجي المختار”، وما خلفته من متاعب ومصائب للمعلمات. فعلى من سيكون الدور المقبل؟
علقت إحدى الأستاذات الناشطات عبر صفحتها على «فيسبوك» قائلة: "هذه الفتاة (وتقصد المدرسة) خرجت على الخامسة صباحا من بيتها وكلها شغف وحب لتلاقي أطفالها الذين سيمتحنون في شهادة التعليم الابتدائي لتجد هذا الخراب. يا عالم أيعقل هذا؟! تضع روحك وقلبك بين جدران المدرسة ثم تلاقي هذا الجزاء المشين في أي عصر نحن وأي حضيض أوصلتمونا إليه؟!
الآن هو دور الشرفاء جميعا لتوقفوا هذا التنكيل وهذه المجازر الممنهجة في حق المربين دوركم لأن تقولوا يكفي، فلقد صرنا فرجة العالم.
حسناوات وشقراوات: والكل يترشح
أثارت موجة الترشحات الكثيرة، والتي ميزها هذه المرة ترشح عدد كبير من النساء، وأي نساء للانتخابات البرلمانية، جدلا وتهكما من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما بعد تصريحات الأمين العام لحزب "الحكم الراشد” عيسى بلهادي عندما قال "جبنالكم الفراز سلكسيوني” (أي أحضرنا لكم الفراولة المنتقاة). الأمر الذي أثار سخطا وانتقادا لما اعتبر إهانة للمرأة وتسليع لها، من أجل الحملة الانتخابية، مثل التركيز على النساء الجميلات اللواتي خرجن مباشرة من صالونات التجميل إلى ملصقات الحملة الانتخابية. وكل الأحزاب بما فيها الأحزاب الاسلامية راهنت على "الجميلات”. المراهنة قد لا تكون على البرامج والسياسة والنضال الحزبي بقدر ما تكون رهانا على جمال الوجوه والأجساد والأنوثة. واللعب على الإشهار واستعماله السلعي لجسد المترشحات. فعلا مترشحات وشفاه بألوان الفراولة والخوخ والمشمش، وشعور ملونة يطغى عليها الأشقر. وأناقة المظهر والملبس والألوان الزاهية والحركات. نعم إنه عرس نسائي. عرس انتخابي وليس عرسا للإبداع في البرامج التي تخرج المجتمع من أزماته التي تتفاقم يوما بعد يوم. لكن تخرج حسناء حزب الحكم الراشد عن صمتها "أسرار ستي” بعدما أخذت نصيب الأسد من التعليقات والانتقادات لتصرح لبعض القنوات، حيث نقلت "الوطنية تي في” قولها: "لا أقبل توصيفنا كمترشحات بالحسناوات على حساب الحكم على برامجنا وأفكارنا. المرأة الجزائرية أصيلة أصالة الجزائر، سأسعى في إطار صلاحيات التشريع للنواب من أجل تقديم مقترح قانون لحماية المرأة من العنف في كل أشكاله”. كما نقل برنامج "الشروق تريندينغ” تصريحات أخرى للسيدة "أسرار ستي ” منها "أنها تتمنى أن تحظى أفكارها بنفس الاهتمام الذي حظيت به صورها من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي”.
كما كشفت أن "هدفها من التشريعيات هو السعي من تمكين الجالية الجزائرية من خدمات الصيرفة الإسلامية”.
وأضافت أنها "تحترم رأي الصحافة والإعلام، وخاصة ما شاهدته على مواقع التواصل الاجتماعي وعدد المقالات المتعلقة بصورها. وهي تتقبل بصدر رحب أي وجهة نظر لكونها مقبلة على استحقاق للشعب، والكلمة الأولى والأخيرة له. في النهاية تصريحات هذه السيدة فيها كثير من الرصانة والرقي، والهدوء، عكس تصريحات أمين حزبها، الذي يعتقد أن الفراولة، التي قدمها للشعب منتقاة وليست كالفراولة التي تصدر لجنوب افريقيا. هل يجهل السيد بلهادي أن ما يصدر من المنتوجات أجود وأرقى بكثير مما يستهلكه أبناء البلد؟!
كما شهدت الحملة الانتخابية ترشح الكثير من الصحافيين والإعلاميين ومعظمهم من الشباب. الموعد الانتخابي يقترب، وإن غدا لناظره قريب، وسط لا مبالاة وعدم تحفز لهذه التشريعات من فئات الشعب الواسعة.
وردة شارلومنتي تفسد الرياضة
عادت احتفالات الذكرى المئوية لتأسيس فريق مولودية الجزائر بالسخط، بعد الفضيحة التي تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي شغلت أحاديث البلاتوهات المعنية بالأخبار الرياضية. بعد انتشار مقطع فيديو: "يظهر بعض اللاعبين من نادي مولودية الجزائر يقضون سهرة في أحد ملاهي "عيون الترك” في وهران، حين خسروا أموالا في ما يطلق عليه "التبراح” وظهور اللاعب توفيق عداد يرمي أموالا معتبرة على وردة شارلوومنتي. (كما جاء في موقع الأوراس).
ويواصل الموقع سرد ردود أفعال الجزائريين ومناصري الفريق: "الذين نددوا بتصرفات هؤلاء اللاعبين، واعتبروها منافية لأخلاق المجتمع الجزائري، وبعيدة كل البعد عن أخلاق اللاعبين المحترفين.
وهناك من ندد بتبذير أموال الشعب الجزائري باعتبار أن مصدر هذه الأموال شركة عمومية (سوناطراك) المالكة لنادي "العميد”.
وعلى إثر هذه الواقعة أعلنت إدارة مولودية الجزائر الأحد المنصرم، توقيف أربعة لاعبين ظهروا في فيديو وصور الفضيحة، كما وصفت، وهذا بعد عقد اجتماع طارئ. وتم بعده ايقاف كل من بن ساحة، عدادي، ربيعي وعلاتي من الفريق، مع فرض عقوبات واجراءات سيتم الكشف عنها لاحقا. وان إدارة الفريق لن تتلاعب في كل ما يتعلق باسم وهوية ومبادئ وقيم المولودية.
كما استضافت قناة "النهار” الرئيس السابق للفريق عمر غريب، للتعليق على الحادثة التي هزت الأنصار والجميع، لأنه كما قال: "الفريق كان محبوبا من 48 ولاية وحتى في الخارج واليوم الكل يشتم فيه. لكن حاشى. ويرد على مسؤولي الفريق الحاليين ويحملهم الجزء الأكبر من المسؤولية والذين أتت بهم الشركة (شركة سوناطراك). وإن كان للاعب قسط من المسؤولية.
وأرجع أيضا السبب للمنح الباهظة التي تعطى للاعبين حتى وإن خسروا المباريات. وأن هؤلاء، المسيرين الذين تعينهم الشركة، لا يحبون المولودية. وأضاف أنه رغم كثرة اللاعبين في الفريق فإنهم كانوا يدخلون بيوتهم الساعة التاسعة ليلا. وطالب السيد غريب باسترجاع الفريق والحد من تبديد المال العام.” هكذا وبعد السخط من اقحام وردة شارلومنتي في البرامج الرمضانية في رمضان الماضي، وتعليم المشاهدين الصلاة جهرا، هاهي تعلم الفرفشة لبعض هؤلاء اللاعبين وتلقي بسمعة الفريق إلى الهاوية.
وفي النهاية الكل يتحمل مسؤوليته، فلم تضرب أحدا على يده للمجيء إلى الملهى، وهذا رغم اخفاقهم في المباراة مع فريق قسنطينة، مع العلم أن المصادر "اختلفت حول يوم قضاء عدادي ورفاقه لتلك السهرة في الملهى الليلي، حيث كشف بعضها أن الواقعة كانت الخميس 20 الشهر، قبل مواجهتهم لنادي شباب قسنطينة، لحساب الجولة الـ 23 من الدوري، والتي خسروها بهدف دون رد”. حسب ما نقلته قناة "أوراس”.
مريم بوزيد