معتقلي حراك الريف في المغرب يترقبون قرار محكمة النقض
الشريط الإخباري :
تترقب مجموعة من الحقوقيين وأسر السجناء الحكم الذي ستنطق به محكمة النقض في الرباط، في شأن الأحكام الصادرة في حق معتقلي حراك الريف (شمال المغرب) إما بتأييد الأحكام الصادرة عن محكمة الاستئناف، أو إلغائها، أو إعادة الملف إلى الاستئناف من جديد.
وقضت محكمة الاستئناف في نيسان/ أبريل 2019 بأحكام تتراوح ما بين عام واحد و20 سنة سجناً نافذاً في حق قادة حراك الريف ضمن ما يُعرف بمجموعة "الزفزافي ورفاقه”، فيما صدرت أحكام أخرى بالسجن في حق عشرات آخرين من نشطاء الحراك، استفاد عدد منهم من عفو ملكي هذا العام، فيما خرج بعضهم من السجن بعدما قضى محكوميته.
في سياق متصل، وجه ناصر الزفزافي، الناشط البارز في حراك الريف المحكوم بالسجن 20 عاماً نافذاً، رسالة إلى المحامين الذين ترافعوا للدفاع عن معتقلي الريف طيلة فترات المحاكمة، وذلك بعد انتهاء جلسات محكمة النقض وتفرغها للمداولة من أجل إصدار قرارها في الأحكام الصادرة بحقهم، وفق ما أورد موقع "العمق” الإلكتروني.
وكشف أحمد الزفزافي، والد ناصر المعتقل بسجن "طنجة 2″، أن الأخير بعث برسالة إلى أصحاب "البدل السوداء”، قال فيها إن "لحراك الريف الفضل في لقائي بأناس يلبسون السواد، لكن قلوبهم بيضاء من الثلج، يجلبك إليهم تواضعهم أخلاقهم العالية، أحببتهم بصدق فيبادلونني نفس الشعور”.
وأضاف ناصر في رسالته: "لقد جمعتني بهم حينها ظروف عصيبة، وحده الذي يحبك ستجده إلى جانبك في حينه، وفي كل مقابلتي بهم تزداد قناعتي بأن القدر سخرهم للدفاع عني وزملائي المعتقلين نظراً لكفاءتهم ووطنيتهم، فكانوا يشتغلون كخلية النحل لا يعرفون للملل معنى ولا يشتكون من العياء، وعلى وجوههم ابتسامة لا تفارقهم”.
وتابع: "عانقوني وزملائي المعتقلين بحرارة في أول لقائنا بهم، وكنت وقتها في أمس الحاجة إلى قريب أشكو له حالي، فارتاح لهم ضميري بعد أن سخروا جميع إمكانياتهم المعنوية في سبيل أن تعود البسمة إلى محياي فنجحوا، فقد كانوا يصرحون للمنابر الإعلامية المحلية والوطنية والدولية بكل صدق، ويشاركون في جميع الندوات من أجل التحجج بعدالة القضية، يفسرون، ويوضحون لإيصال الحقيقة إلى العالم أجمع بكل ما كان يجري”.
وأوضح أن المحامين "شاركوا حتى في جنائز أمهاتنا وآبائنا رغم بعد المسافة من الدار البيضاء إلى الريف والعكس، وبسبب انشغالاتهم بقضيتنا العادلة أحياناً لم يلتقوا بعائلاتهم، ولم يناموا كثيراً، والمتفحص لقسمات محياهم سيكتشف صدق قولي، وأمام القاضي تجندوا للدفاع عن عدالة القضية بدحضهم لكل التهم الملفقة بالدلائل لقطع الشك باليقين”.
ويرى ناصر الزفزافي أن هؤلاء المحامين "نددوا بما كان يروج في حقنا منذ ما يزيد عن أربع سنوات وإلى حدود اليوم، كما يتألمون لحالنا، ولهؤلاء أقول: أنتم فخرنا ولكم أنحني إجلالاً وإكباراً يا هيئة دفاعنا.. المجد لكم نظير على ما قدمتموه في سبيل حريتي وزملائي”، وفق تعبيره.
وكان قد أعلن قبل أسابيع عن تنحيه عن قيادة حراك الريف، بعد مرور أزيد من أربع سنوات على اندلاع احتجاجات الحسيمة وضواحيها والتي برز فيها اسم ناصر كقائد للحراك، مرجعاً سبب هذا القرار إلى "صراعات جاهلية فوتت على الريف فرصة تاريخية، أفشلها البعض من أبناء الريف بأنفسهم”حسب قوله.