الاردنيون يبكون المناضل عيسى مدانات ..
الشريط الإخباري :
بكى الاردنيون الاحرار المناضل عيسى مدانات . وكاد موته ان يقول بان اليسار في الاْردن مازال حيّا ، والمؤامرة لن تقتله ، وتجفف من عقيدته في وجدان احرار الهامش و الطبقة الوسطى . لَبْس الحداد على الراحل مدانات كل مناضل سياسي على اختلاف التناقضات ومن مواقع متواجهة .
عرف عن الراحل مدانات صلابته و تماسك قناعاته ومواقفه ، واكثر سياسي أردني دفع ثمنا لمواقفه بالاعتقال و التنكيل و الملاحقة ، و أقضى زهرة شباب عمره يتنقل من سجن الى سجن في صحراء الاْردن القاحطة .
عرفت عيسى مدانات من الطفولة ، و لا أستطيع تحديد
ذلك بالضبط زمنيا ، وفِي انتخابات 89 وولادة ربيع الاْردن الديمقراطي ، وانهيار منظومة استبداد عناصر قادتها يقودون اليوم سدة الحوار الوطني في اردن التيه، و أعي في ذلك الزمن تماما ماذا يعني انتخاب عيسى مدانات في البرلمان ؟
ثمة شخصيات وطنية اخترقت ذاكرة الناس ، وأسسوا لوعي ، ومثلوا قيمة وطنية واخلاقية لماذا يعني ان تكون يساريا اردنيا، والتصقوا في قيم نضالية بصفتهم رموزا التفوق الاخلاقي و الإنساني .
طبعا ، وفيما بعد في اليسار الاردني الامريكي برز يساريو لقطاء و مراهقين ، و يساريون ارتموا في احضان السفارة الامريكية و يعتاشون على مشاريع و تمويل مؤسسات التمويل الامريكي والاوروبي .
منذ الطفولة عرفت عيسى مدانات ويعقوب زيادين ومحمود الحباشنة "ابو بادع " ، وعرفت من هو اليساري الوطني النبيل ، ومن هو التاجر الأصفر و المرتزق ً و ابو الطبايخ الحقير ، ومصاصي الدماء ، وتجار القضية الوطنية الاجتماعية الاردنية .
من هو اليساري الوطني الذي يتحدى الحكومة و يدافع عن الغلابة ، و من أسس لوعي طبقي اجتماعي ، وحرر المجتمع مع الأوثان ً والاوهام و الاكاذيب والعقائد الوهمية و ايدولوجيات الظلالة .
في انتخابات 89 عجائز الكرك قبل الشباب اندفعوا لانتخاب عيسى مدانات ، وَيَا امه صوتوا لابن مدانات ترى جميل ماركس ولنيين ما زال في ارقابنا .
واليساري الجديد ، من باع مقعده الانتخابي في الزرقاء بتراب المال الرخيص ، و اليساري السافل من قضى في كتابة تقارير في زملائه في المكاتب ، و اليساري النذل من روج لبضاعته ليؤسس مركز دراسات ومؤسسة مدنية ممولة ومدعومة من السيد بوش عندما قرر غزو العراق .
في كتابه مهنتي كملك ، تطرق الملك الراحل لعيسى مدانات بقدر من الحذر والتقدير والاحترام ، وهو السياسي اليساري الذي كان يقلق النظام السياسي الاردنية في الحرب الباردة و صراع المحورين الامريكي والسوفيتي ، انه " بكداش الاردن".
الراحل مدانات اعتكف السياسية ، ونأى عن العمل السياسي ، بعدما كان التطور رجع الى وراء ، وتمخض عن مراهقي ولقطاء اليسار التحول نحو ليبرالية الاحتلال ، وتحولوا الى فئة سياسية امتصتها طبقة السلطةو تحولوا الى غنائم طبيخ وكتبة تقارير وتجار شنطة بين سفارات دول الاستعمار الجديد .
اعرف ، اني ازعجتك يا ابو عامر في مرقدك الهاديء والأنيس ولروحك العظيمة والطاهرة ً والنبيلة ، ولكن في ذات لقاء سريع همست في أذني وصية بوحت الان في بعض تفاصيلها . ولإن يأتي الوقت المناسب سأكمل بقية بقية الهمسة .
فارس الحباشنة