كورونا.. استبعاد موجة ثالثة رغم انتشار المتحور الهندي
الشريط الإخباري :
محمود الطراونة
عمان – بدد خبراء في علم الأوبئة، مخاوف تعرض الأردن لذروة ثالثة شبيهة بسيناريو انتشار فيروس كورونا في تونس، بخاصة بعد إجراءات مشددة محليا، عبر حملات التفتيش والتحذيرات وارتفاع وتيرة التطعيم.
الخبير في علم الفيروسات عزمي محافظة، أكد عدم وجود مؤشرات تدل على قدوم موجة ثالثة جديدة، واصفا الوضع الوبائي بـ”الممتاز”، متوقعا بأنه في حال وقعت موجة جديدة، فلن تكون كبيرة كما في السابقتين.
وأشار محافظة إلى أن أشخاصا لديهم قابلية للإصابة بالفيروس تراجعت نتيجة إصابتهم به لحصولهم على اللقاح، مؤكدا أن الوضع الوبائي مستقر في الفترة الأخيرة، برغم تراجع التزام المواطنين بقيود مكافحة "كورونا”.
وأوضح غياب تفسير عدم ارتفاع الحالات في ظل عدم التزام المواطنين، برغم التجمعات الكبيرة، لكن عدد المصابين كان كبيرا جدا في الموجتين الأولى والثانية، وارتفاع عدد المطاعيم لأكثر من 4 ملايين وربع المليون جرعة، وبالتالي تشكيل مناعة مجتمعية هناك.
ولفت إلى أن المتحور الهندي موجود وسائد محليا بنسبة 100 % على خلاف ما كان يقال، ويسيطر لأكثر من شهر بخاصة في العاصمة.
ووفقا لمسؤولين رسميين أكدوا اننا ننتظر الذروة الجديدة لا محالة، وهو ما اعتبره المحافظة حديث غير علمي، بخاصة ما يتعلق بتسطيح المنحنى الذي يعني علميا السيطرة على الوباء وليس العكس.
وشددوا على أنه في الفترة التي بدأ فيها المتحور الهندي، كانت هناك تجمعات كبيرة في الأردن وتجمعات سياسية وغير سياسية، وبالتالي لو كان هناك انتشار ومخاوف لتمت ولم يمنعها أحد.
وأضافوا أنه لا أحد يتنبأ بوجود موجة جديدة من عدمها، لكن الأرقام تؤكد انه منذ 20 أيار (مايو) – ثمانية أسابيع – والمنحنى في انخفاض.
استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية محمد الطراونة قال، إن الموجة الجديدة التي تجتاح العالم من الفيروس، تغلبت على الإجراءات الاحترازية، وهو متفوق علينا بسبب الخيارات التي يطورها بسبب الطفرات.
وبين الطراونة أننا نلاحظ بان هناك دولا، بلغت نسبة التلقيح فيها معدلات مرتفعة، لكنها ما تزال تسجل إصابات، والسبب نزول فعالية اللقاحات ضد المتحور "دلتا”، ما يعني اننا نقلل من حدة الإصابة ولا نقلل منع الانتشار.
وأضاف، لكن ما تزال هناك فرصة كبيرة للانتشار، والسبب يعود لانخفاض فعالية اللقاحات ضد المتحورات وطول أمد الجائحة التنفسية التي أدت لتملل الناس جراء تطبيق الإجراءات الاحترازية وانشغال الحكومات بمتابعة الشؤون الاقتصادية والسياسية على حساب الملف الصحي، وعدم وجود خطط تشاركية اقليمية لاحتواء الفيروس في الاقليم.
وبشأن المخاوف من انتشار ذروة شبيهة بالذروة التي تشهدها تونس للفيروس، قال الطراونة إن الإقليمية والقومية سيدة توزيع اللقاحات حول العالم، وأصبحت تتحكم بسياسات الدول، لافتا إلى انه بعد مرور عام وثمانية أشهر على الجائحة، أصبح لدى الجميع معرفة باننا نملك سلاح اللقاح، ويجب أن تسبق وتيرة التلقيح العدوى.
وأوضح الطراونة أن الخوف من الموجة، يكمن في الضغط على القطاع الصحي الذي يجب ايلاؤه اهتماما رسميا، باعتباره ضرورة وطنية، بتطوير المنظومة وتوسيعها أفقيا وعموديا، وزيادة عدد الكوادر الطبية وإجراءات التشخيص والحصول على تطورات المتحورات عبر فحص التسلسل الجيني، لنعرف كيف ينتشر ويتضاعف المتحور لتحديد أماكن البؤر ومحاصرتها.
وقال ما هو المطلوب من الحكومة والمواطن، إذ يجب على الحكومة متابعة الإجراءات الاحترازية وزيادة ساعات التلقيح والمراكز، لان اللقاح وحده لا يكفي ويجب على المواطن الالتزام بالإجراءات الوقائية، إذ لا توجد دولة في العالم تستطيع مواجهة "كورونا” وحدها.
الغد