عدوية الأردني أقوى من الحكومة…
الشريط الإخباري :
لا حلول مع الشارع، عندما تحكمه غرائزه فقط، بعدما ينجح مسؤول ما في اصطيادها.
كانت «جولة لطيفة» في الكاميرا بتوقيع «التاج الإخباري» ضمن حزمتها المصورة.
المراسل الذكي حمل صورا ملونة لستة مسؤولين أردنيين كبار وتجول في «قاع المدينة» وتحدث للناس أمام الكاميرا طالبا منهم تعريف أصحاب الصور.
أحصيت 10 مقابلات بالمتابعة والنتائج أذهلتني.
جميع المستطلعة آراؤهم تمكنوا من معرفة المطرب الشعبي حسين السلمان، مما ذكرني بمعلق على قناة «القاهرة اليوم» من الجماعة الذين ينددون بالراحل الكبير جمال عبد الناصر أشار الى أن المطرب أحمد عدوية يفوق عبد الناصر والخديوي شهرة في زمنه.
وزراء ولو من الصين
نصف المواطنين تقريبا أخفقوا في تحديد إسم رئيس الوزراء وبعضهم فقط تمكن من تعريف الناطق الرسمي صديقنا الوزير صخر دودين، رغم أن شغلته النطق أمام الكاميرات.
مواطنان فقط تمكنا من معرفة وزير الصحة الحالي المسؤول الآن على الأقل عن «حياتهم» فيزيائيا، فيما نافس المطرب السلمان شخصا واحدا فقط هو وزير الصحة الأسبق «بتاع كورونا» سعد جابر.
حتى تجار قاع المدينة لم يتمكنوا من معرفة صورة الوزيرة التي تمثلهم في التجارة والصناعة وأدهشني أن جميع المستطلعين لم يتمكن أي منهم من معرفة الوزيرة مها العلي، فيما حظي جابر دون غيره بعبارة «إطراء مثل.. حبيبنا.. البطل ..إلخ».
في تقديري السبب قد لا يكون إبداعات الوزير جابر – حفظه ألله – بل كثرة ظهوره إعلاميا، رغم أن فترته شهدت نكسة في «مخزون اللقاحات، إضافة لظهوره الشهير على التلفزيون الأردني وهو يقترح إرتداء الشماغ، بدلا من الكمامة، ثم قوله إن «الفيروس بينشف ويموت» خلافا لأغنيته على الهواء لأم كلثوم.
ثمة صورة لشخصية وزارية تأمّل بها الجميع، ولم يعرفها أحد إطلاقا، والحقيقة أني أيضا لم أتمكن من معرفتها حتى شعرت أنه وزير ما في الصين.
وعلى ذكر الصين يمكن استذكار تلك اللقطة الملكية الشهيرة القائلة «هل نستورد وزراء من الصين؟».
عموما، التقرير المصور يعني الكثير، وله علاقة بالغرائز وكيفية مخاطبتها، ثم بعدم نزول المسؤول والوزير الى الميدان.
بين أشرف غني وبن علي
بثت «سكاي نيوز» تقريرا مفصلا عن «عصبة نساء» إرتدين الخمار أو الشادور ووقفن في الشارع في كابول، ورفعن لافتات ضد «طالبان».
لا أعرف إذا كانت الفعالية التي اقتصرت على مجموعة فتيات محدودة حقيقية أم لا في زمن الطائرات العسكرية الضخمة، التي انشغلت في تأمين صناديق الجعة الألمانية وكلاب المارينز وتركت حتى أعوانها المجندين من الأفغان المساكين.
وأنا أميل لمفردة «أعوان» ولا أتحدث عن جواسيس، لأن ما قاله العرب قديما تثبت كابول اليوم أنه صحيح فـ»المتغطي بالأمريكان عريان» .
تماما مثل المتغطي أيضا بالنظام الرسمي العربي أو بـ»عملية سلام» والعدو الإسرائيلي.
ما علينا نفهم من شاشة «سكاي نيوز» أن أي أفغاني قرر الصمود والبقاء ورفع ولو محرمة ورقية في وجه طالبان خائفا ومعترضا ومطالبا أشجع من كارزاي الجديد الرئيس الهارب أشرف غني.
شئنا أم أبينا أشرف غني هرب تماما مثل الراحل زين العابدين بن علي، حيث الذاكرة يضربها تيار كهربائي ضخم عندما كان المواطن التونسي في اللقطة الشهيرة على «الجزيرة» يصرخ «بن علي… هرب».
في النهاية بن علي وأشرف غني هربا والتاريخ يحكم عليهما.
لكن ما يقلقني كمواطن عربي هو الإقامة الطويلة تلفزيونيا على الأقل على سطح الحدث والبقاء في منسوب «المفعول به» والاعتقاد أن ما حصل في أفغانستان هو فقط زوال إحتلال وشعب تمكن من مصيره وتغييرات لا علاقة لها بالصين وروسيا.
أي كرامة تلك تصنع كالخيار في ثلاجات أقنية أجهزة الإستخبارات؟!
باسيل: حافظ ولا فاهم؟
الصورة التي انشغل بها المعنيون في عمان وبيروت لمراسلة تلفزيون «الجديد» الزميلة رواند أبو خزام وهي تقف قبالة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تعني الكثير.
الضجر يلتهم كل الملامح الرشيقة في وجه وجسد الزميلة، التي وقفت تحرك شفتيها أمام الكاميرا بصيغة الامتعاض مع مايكروفون مائل وعيون حائرة في انتظار أن ينهي الزعيم باسيل – صهر السيد الرئيس – وصلته السياسية، التي قال فيها كل شيء ولم يقل شيئا!
على طريقة الجنرالات العرب وقبائل الموظفين البيروقراطيين عموما، بدا لصديق إعلامي أن صاحبنا باسيل «حافظ ومش فاهم» بمعنى ترديد الكلاشيهات القديمة نفسها، فيما تغرق بيروت في الظلام وأصبحت معيارا كونيا للدولة الفاشلة في كل شيء.
على شاشة «الميادين» كان «سيد المقاومة» يصرخ بدوره، لكن يحلل المشهد الإقليمي ويفعل شيئا ما بصرف النظر عن توقيته وخلفيته الإيرانية.
باسيل وغيره من سكان الطبقة العليا في تيارات لبنان أساس الأزمة، وصعب جدا تحويلهم إلى جزء من المعالجة والحل، ما دامت الكهرباء الأردنية في طريقها لإسعاف لبنان على طريقة «كحيان يطارد عريان».
نعيد تذكيرها بخصوص نخبة لبنان «كلن يعني كلن»!
بسام البدارين
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان