مادبا: مواقع أثرية ودينية عالمية بلا استثمار
الشريط الإخباري :
أحمد الشوابكة
مادبا – على الرغم مما يزخر به لواء ذيبان من مواقع سياحية وأثرية فريدة، لكن مكانته التاريخية والسياحية لم تشفع له، لأن يخرج من خانة الاهمال وعتمة غياب الخطط الحيوية، التي كان يمكن أن تضعه في عين المناطق الرائدة على مستوى التنمية المجتمعية والاقتصادية، لما يتمتع به من موارد وامكانات.
تنتشر في مناطق اللواء، مواقع تاريخية وأثرية ذات أهمية محلية وإقليمية وعالمية، أبرزها قلعة مكاور التي اعتمدها الفاتيكان، ضمن المواقع الخمسة لمسار الحج المسيحي في الأردن، الى جانب تل ذيبان الأثري، ومقام الصحابي أبو ذر الغفاري، وكذلك وديان الهيدان والوالة وعطروز والموجب، وحمامات قضيب وماعين المعدنية، التابعتين لبلدية جبل بني حميدة وبرتا، بالاضافة لمحمية الموجب، وغيرها من المواقع.
وفي ظل ما يمكن لهذه المواقع إضفاءه على المشهد السياحي في المملكة من حيوية، ذات طابع استثماري تنموي، فإن مطالب أهالي اللواء بتطوير خدماتها وتسويقها، على نحو يمكن من تقديمها كمنتج سياحي ثقافي للعالم، يدعو الى لفت الاهتمام باللواء ومناطقه ذات الطابع التاريخي السياحي، ناهيك عن معالمه الطبيعية.
واليوم، مع بدء مرحلة التعافي التي أعلنت عنها الحكومة، بات التساؤل حول التذرع بجائحة كورونا في إغفال المواقع التاريخية وتمكينها من ان تكون جزءا من قطاع سياحي كان الاكثر تضررا بين القطاعات ملحا حول الخطط والاستراتيجيات الوطنية الساعية لتغيير نمط العمل والتفكير في إنتاج استراتيجيات تنهض بالاقتصاد الوطني.
وقد نبه بعض الأهالي في اللواء، الى أن بقاء الحال على ما هو عليه من دون البدء بخطوات عملية، لتفادي حالة الاهمال لآثار اللواء وموارده الطبيعية، سيكرس حالة الركود التي انتجتها جائحة كورونا، الى جانب ما ألقته الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة من تداعيات سلبية على مختلف القطاعات، وبالذات السياحي منها في المملكة.
وتساءلوا حول الأهمية التي تتمتع بها قلعة مكاور التي تحتاج الى خطة عملية، تمكن من تسويقها كموقع سياحي عالمي، يمكن الاستدلال على شيوع معرفته التاريخية في العالم دون عناء. وهو ما سيسهل تسويقه، وتعزيز مكانته في السياحة الدينية العالمية.
ولفتوا إلى اعتماد الفاتيكان، لقلعة مكاور، القبلة الأولى لانطلاق الحج المسيحي في الاراضي المقدسة، يضعنا امام الحاجة للاسراع في تفعيل مكانتها سياحيا واستثمارها على اكمل وجه.
لكنهم لمحوا الى أن هذا الموقع المهم لا تتوافر فيه أدنى الخدمات، وان الاهتمام به، والوعود بتفعيله وتنفيذ مشاريع بشأنه، هي مجرد حبر على ورق.
ويرى شبان ان تفعيل هذا الموقع، سينعش اللواء اقتصاديا، وسيمكن من توفير مئات فرص العمل لشبانه، وسيخلق مشاريع استثمارية صغيرة وكبيرة في نطاق عملية استثمار القلعة جيدا.
الى جانب ذلك، فإن ما يتوافر في ذيبان من محميات وطبيعة خلابة ونادرة، كمحمية سد وادي الموجب، التي تعتبر نقطة جذب للزوار من مختلف المحافظات، والسياح من العالم، تحتاج الى تسليط الضوء على امكانية استثمارها جيدا.
الغد