الاحتيال الإلكتروني يتطور والضحايا يلهثون خلف السراب
الشريط الإخباري :
طلال غنيمات
عمان – بينما تتواصل جرائم الاحتيال الإلكترونية بطرق وأشكال متنوعة وجديدة، رغم التحذيرات التي تصدرها الجهات الأمنية المختصة بين فترة وأخرى، كان لافتا مؤخرا انتشار صفحات وحسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا على "فيسبوك”، ينتحل القائمون عليها أسماء أمراء وشيوخ، وشخصيات معروفة من دول عربية، ويزعمون من خلالها أنهم يقومون بتقديم مساعدات للمعسرين والمحتاجين.
ويعزو مختصون السبب الرئيسي للوقوع في فخ الاحتيال الإلكتروني، الاعتماد على العاطفة من دون تحكيم العقل والمنطق، مع عدم التأكد من أن تلك الحسابات حقيقية وليست انتحالية، مشيرين إلى أن هناك العديد من الجهات الرسمية والأهلية الموثوقة التي يمكن للمحتاج التقدم لها للحصول على التبرعات والمساعدات، بدلا من اللجوء إلى هذه الجهات المشبوهة.
ودعوا لتكثيف نشر الرسائل التوعوية بخصوص احتمالات التعرض للاحتيال الإلكتروني بجميع اشكالها المحتملة، وكيفية التعامل الآمن مع الإنترنت وكل ما يتعلق به من مواقع وتطبيقات.
وحذرت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام، من تلك الحسابات والصفحات، موضحة أن أصحاب تلك الحسابات يهدفون للاحتيال المالي، وسرقة أموال الضحايا، بحجة تقديم مساعدات مالية للمحتاجين، والمتعثرين.
ووفق الوحدة فإنه "ما إن يتواصل الضحية مع تلك الحسابات حتى يطلب منه إرسال معلوماته الشخصية، وصورة عن وثائقه الرسمية، كما يتم طلب تحويل مبالغ مالية، بحجة أن المبلغ الذي سيرسلونه يحتاج إلى رسوم تحويل، وعندما يقوم الضحية بتحويل المبلغ المالي لهم، يتم عمل حظر له، ويتبين له أنه وقع ضحية عملية احتيال مالي”.
ودعت الوحدة جميع المواطنين، إلى عدم التواصل مع الصفحات الوهمية والحذر الشديد، واللجوء للجهات المختصة، حال وقوعهم ضحايا لمثل هذا النوع من الاحتيال.
بدوره، قال رئيس وحدة الجرائم الإلكترونية في دائرة البحث الجنائي الرائد محمود المغايرة، إن الصفحات الوهمية هي أسلوب جرمي قديم جديد ما يزال البعض يقع ضحية له.
وأضاف المغايرة أن أصحاب تلك الصفحات والحسابات توهم الضحية بأنهم يقيمون في دولة أوروبية ويعملون على مساعدة الأسر الفقيرة، لكن حساباتهم البنكية متوقفة، فيطلبون من الضحية إرسال مبلغ مالي عن طريق الحوالات لإعادة تفعيلها أو للعودة إلى بلدانهم، وما إن يتلقوا المبلغ حتى يقوموا بحظر الضحية عن موقعهم ليكتشف أنه تعرض للاحتيال.
كما كشف عن أساليب احتيال أخرى كلجوء بعض أصحاب الحسابات والصفحات الوهمية إلى الإعلان عن مسابقات وجوائز، ويوهمون الضحية بأنه هو الفائز، ويطلبون منه إرسال مبلغ مالي بهدف إتمام إجراءات الفوز بالجائزة كرسوم نقل.
ونصح المغايرة المواطنين بعدم التواصل مع تلك الصفحات والابلاغ عنها لوحدة الجرائم الإلكترونية، مشيرا الى أن الرهان هو على وعي المواطن الذي بإمكانه تقديم المساعدات من خلال القنوات الرسمية الموثوقة.
كما دعا الى تجنب إرسال صورة الهوية الشخصية أو البطاقات الائتمانية للحسابات والصفحات غير الموثوقة والآمنة.
من جهته يؤكد خبير علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، أن المسؤولية بالدرجة الأولى في مثل هذا النوع من عمليات الاحتيال تقع على الشخص نفسه الذي عليه أن يحمي نفسه من خلال عدم التجاوب مع الحسابات والصفحات الإلكترونية إلا بعد التأكد من جهات موثوقة، وأما بخلاف ذلك، فينبغي تجاهل كل الرسائل والنداءات التي تطلب تقديم مساعدات مالية عبر هذه المواقع خشية الوقوع في فخ الاحتيال.
بدوره، يقول عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين، إن المطلوب من أي شخص أن يحكم العقل والمنطق، خصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع الصفحات والحسابات التي تحمل أسماء شخصيات وازنة او مشهورة، وأن يتأكد من أنها موثقة على مواقع التواصل، وأنها تعود بالفعل إلى الشخصية الحقيقية.
وأضاف محادين أن الأولى أن يتم التبرع عبر الجهات المرخصة والموثوقة لضمان وصول التبرعات أو المساعدات لمستحقيها بدلا من أن تذهب هدرا نتيجة الوقوع في فخاخ الاحتيال.
ودعا الى ضرورة تكثيف التوعية بمسألة الاحتيال الإلكتروني، خصوصا مع ازدياد انتشار وتنوع أساليب الاحتيال التي تتم عبر هذه المواقع، ومتابعة والالتزام بكل ما يصدر عن وحدة الجرائم الإلكترونية بهذا الخصوص.
الغد