الأمن الفكري والفكر الآمن
الشريط الإخباري :
حازم قشوع _قد لا يخدم اسلوب التحصين وحده انتاج قوام للامن الفكرى للافراد كما للمجتمعات وكما ولن تستطيع استراتيجية العمل الردعية التى تشكلها الحالة النمطية السائدة او استراتيجية العمل الضابطة التى تاتي بموجب القوانين والانظمة من وضع محددات ناظمة للجوانب الفكرية او ايجاد مسوغات منهجية تقود الحالة الفكرية للبشرية لتعمل ضمن مسارات قيمية من دون مواءمة هذه السياسات الردعية المانعة اوالوقائية الضابطة مع منظومة الحوافز الجاذبة لمحيط المبادىء والعاملة من مركزية الوازع القيمي فى بناء القوام الفكرى الذى يراد حمايته او تقليمه ثقافيا فى ظل المساحات الفضائية الواسعة التى تشكلها مناخات الحرية اللامتناهية فى العالم الافتراضي .
هذه المناخات باتت تشكل جزءا إن لم تكن الاساس فى بناء المحتوى الثقافى للبشرية فى ظل اختراقها لموانع الخصوصية وتشكيلها لفضاءات اعلى واشرعة اوسع من الخصوصية الضيقة للمجتمعات بالمفهوم الدارج او وقوفها عند المنطلقات القيمية التى يقف عليها هذا المجتمع او ذاك فى ظل استمرارية تقليص مساحة الخصوص للمجتمعات لصالح فضاءات العموم الواسعة مع استمرار تداخل العالم الوجاهي مع محيط العالم الافتراضي لدرجة التماهي والتى باتت فية المعلومة متوفرة للجميع ونماذج العمل متاحة للكل وجميعها مرتبطة بروابط من العلوم المعرفية التى لا منطلق يجمعها او ضوابط مسلكية يمكنها الحد من مقدار تمددها .
حتى باتت البشرية تعيش ضمن نموذج واحد غير معلن ومرجعية مواحدة غير مؤطرة بعنوان سيادي بالمفهوم النمطى السائدة لكنها معرفة بالعلوم المعرفية ذات المرجعية الواحدة وفضاءاتها الواسعة القائمة على الحرية فى التفكير وتكوين المنهجية وبناء الحواضن وحتى تشكيل المسارات حتى باتت هذه المرجعية المعرفية تشكل للبشرية عناوين العناية والرعاية من خلال التواصل المشترك من عوائق او عوالق او حتى محددات مع استمرار شبكة التواصل قائمة وفى تمدد مستمر وانتشارها بات يشكل نفوذ بالمفهوم الضمني .
فيما يتم تواصل الجميع فى اتون برامج معرفية متنوعة ولم يبقى على هذة العلوم المعرفية سوى تشكيل عامل اخر يقوم على تثبيت مرجعية السيادة وهو عامل الحماية فان حدث هذا وتم تجسيد هذا العامل فان البشرية تكون وضعت ذاتيتها باطار المجتمع الواحد بعد ذوبان مسالة فارق اللغة الذى كان يرمز للخصوصية الثقافية وكما يجرى العمل لتسوية هذا الموروث فى الميتافيرس والابتعاد عن تاريخ الموروث العادات والتقاليد والثقافات المكتسبة من خلال توحيد النهج والمنهجية فى التعاطي والتعامل فان البشرية ستكون على موعد للدخول فى عصر جديد الامن الفكرى سيكون غير فاعل دون الدخول فى منهجية الفكر الآمن .
من هنا تاتي اهمية وجود منهجية للفكر الآمن بحيت تكون قادرة على التعاطى مع هذة الفضاءات واسقاطات افكارها ورواسب دواخلها ومع ما تحمله من امطار معلوماتية قد تبعد المجتمع عن حواضنة الفكرية الجامعة والتى كان قد اجتمع عليها بناءة لوازعة الوطنى او القيمي لتقوم منهجية الفكر الآمن من خلال منظومة الامن الفكرى لاعادة صقل هذا المحتوى وتقليم رواسبه من منظور بنانى يحصن المجتمع وتعمل هذه المنهحية للموائمة بين حرية الفرد ومصلحة الجموع وهو ما يمكن دعمه وتحصينه عبر تحصين المؤسسة الامنية باعتبارها بيت المحتوى المنهجي والسياسي للدولة وهى الجهة المسؤولة بطريقة مباشرة عن سلامة الامن الوطنى وسلامة نهج المجتمع من اية انزياحات متطرفة او رياح عاتية قد تضعف المجتمع وتجعله اسير المناخات الفضائية الوازنة التى تريد محتواه .