فارس حباشنة ، المسافر المحظوظ...

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

أعتبر نفسي راكب طائرة حظي ظريف. ولا مرة سافرت في طائرة الا مقعدي كان على الشباك، وفي الصف الاول من الطائرة.

و يمكن مرات نادرة حدثت ان مقعدي كان في مكان غير ملائم ومقبول. ومن حظي في سفر الطائرات ايضا ان اغلب رحلات سفري تكون الطائرة خاوية، وعدد الركاب محدود.

في الطائرة تستمع في النوم، وتستمع في قراءة الصحف والمجلات والكتب..

ومن حسن حظي في السفر اني اتعرف دائما على سيدات جميلات عربيات واجنبيات. ولا اذكر رحلة سفر خلت من علاقة.. وعلاقات التعارف في الطائرة تهبط الى الارض، وتدوم وتعبر الى الفنادق والمقاهي والمطاعم.

في سفري الى روسيا تعرفت على فتاة جميلة بولندية الاصل في رحلة الذهاب، وفي العودة كنت محظوظا في التعرف على فتاة روسية تدرس اللغة العربية في جامعة القاهرة، وزارت عمان لغاية بحثية وعملية، والفتاة الجميلة مختصة في الاستشراق والدراسات التاريخية القديمة.

اطول رحلة سفر كانت الى الصين.. الرحلة بدات من مطار عمان، وانتقلنا الى مطار دبي، واقمنا لبضع ساعات، ومن ثم اكملنا الرحلة الى بكين.

في الطائرات الحديثة كل انواع الترفيه والتسلية متوفرة، وخصوصا لرحلات المسافات الطويلة والبعيدة.. افلام وموسيقى والالعاب الالكترونية، وكراسي مزودة في خدمات خمس نجوم للنوم والاسترخاء، وهدوء مطبق لا تسمع احدا يتكلم مع جاره، الكل منغمس في الراحة والاستمتاع في خدمات الترفية، ويقدمون اصناف متنوعة من الطعام والشراب.

و في رحلات طيران كابوسية، واذكر منها رحلتي الى سريلانكا.. كم كانت الرحلة الى سريكلانيا جميلة ومثيرة، الا ان الطيران الى هناك يمر في عواصف ومطبات جوية تنغص على المسافرين.

فوق المحيط الهندي، وقبل وصول مطار كولامبور بساعتين وقعت الطائرة في مطبات هوائية، وامتدت تاثيرها لحوالي 20 دقيقة، مضيفو الطائرة من فتيات وشباب التزاموا مقاعدهم، وهذا مؤشر خطر في الطيران.. ودبت حالة رعب شديد، وطارت النومة وفرحة السفر، وساد في الطائرة حالة من الدعاء والابتهال كل راكب على دينه ومذهبه.

وعندما وصلنا مطار كولامبور، وتعرفت على الكابتن، وسالته ماذا حصل في الجو ؟ ضحك، واجابني.. لا تكون بعدك خائف، قلت له الان لا طبعا، ولكن في لحظتها جميع ركاب الطائرة كانوا مرعوبين، وانت في غرفة القيادة، ويمكن ما تراه وتحس ويمر اكثر من الركاب الجالسين في الخلف.

اعترف الكابتن، بان ذلك طبيعي وعادي في علوم الطيران، وليس خطرا على سلامة الركاب، ويحدث بشكل متكرر، وفي رحلة العودة

دعاني الكابتن انا اجلس في «الكابينة « غرفة القيادة، وفعلا لبيت الدعوة واينذاك كنت ادخن، ورايت انها فرصة للتدخين،و لمعرفة ما يجري في «غرفة التحكم «، وكيف يواجه الكابتن العواصف الجوية ؟

وفي رحلة الصين، زرت مدنا كثيرة..بكين وشنغاهي وكوانتشوا وشيناينغ وشينهاي « مهد الثورة الصينية «.. تنقلنا بين المدن الصينية بالطائرات، وفي مطارات الصين رايت ملايين الوجوه.. الناس كخلايا النحل، يخرجون صباحا ويعودون مساءا في اوقات منظمة ومنضبطة ومحددة.

و في المطار والطيارة.. الركاب منغمسون في القراءة واوراق ومستندات العمل.. لا يوجد راكبا واحدا لا يعرف ماذا يعمل وماذا يريد ؟ ومن بين الركاب مرة واحد نائم واخرج» صوت شخير «، وعندما هبطت الطائرة، وامعنت في ملامحه تبين انه عربي، ويرتدي ثياب تقليدية عربية، وكان مزعجا، وكثير الطلبات والاسئلة، ولا يعرف يتكلم صيني ولا انجليزي.

و في سفر الطائرات بعد ان افرغ من قراءة الصحف والمجلات اختار مطالعةالروايات.. استمع في قراءة الروايات في الطائرة،و يغلبني النعاس وانا اقرا، وانام،و اصحو لاكمل قراءة الرواية، وابدد وقت السفر.

ومن اجمل رحلات الطائرة من عمان الى بيروت، رحلة جميلة، واقل من ساعة، وما ان تفرغ من قراءة الصحف اللبنانية على تناقض وتضارب اخبارها سياسيا ومذهبيا واقليميا، وتشرب فنجان قهوة، وحتى يبلغ الكابتن الركاب عن الاستعداد الى الهبوط، ويتمنى للمسافرين السلامة والاقامة السعيدة.

من ازمة كورونا لم اركب طائرة.. مشتاق الى رائحة المطارات والطيران، ومشتاق كثيرا الى السفر والترحال والتجوال ولو على ظهر حمار.. كورونا حبست حريتنا بالحركة،وسلبت منا حرية الحياة، واغلقت علينا ابواب البيوت والمدن والاوطان والمطارات والمعابر الحدودية.

ساسافر قريبا،و في نيتي السفر الى بيروت، وسابلغكم عن حظوظ سفري ومتعة السفر بعد كورونا.. فهل مازلت ذاك الراكب والمسافر المحظوظ بالجلوس على مقعد في الصف الاول قريب من الشباك، ومحظوظ بالنساء الجميلات ؟ لنر.. وسيكون لنا حديث اوفى عن رحلة سفر ما بعد كورونا.
فارس الحباشنة

fareshabashneh21@gmail.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences