الثلج فرصة لكسر العدوى

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
محمود الطراونة

عمان – من المتوقع، وفقا لعضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام الحجاوي، أن يطرأ انخفاض كبير على أعداد الإصابات اليومية خلال فترة العاصفة الثلجية، معتبرا أن العاصفة هي بمثابة "إجازة” لكسر سلسلة العدوى من الفيروس، وتسريع ذروة الموجة الرابعة، مشيرا الى أن الموجة الرابعة جاءت سريعا بلا فاصل بينها وبين سابقتها، وهو ما رفع نسب الإصابات بشكل سريع.
وقال الحجاوي لـ”الغد”، إن الحالات النشطة للإصابات تجاوزت 66 ألف إصابة، فيما كانت ذروتها في الموجة الثالثة 25 ألفا، لافتا الى أن 70 % من الإصابات المسجلة يوميا هي من متحور أوميكرون.
وتابع أن فحص الـ”بي سي آر” والتطعيم يعدان خطين أحمرين للوقاية من الفيروس، ولمعرفة المؤشرات الوبائية، وأين وصلنا، مؤكدا ضرورة التزام الناس بالمنازل، وخاصة أن أعراض أوميكرون بسيطة كالرشح، ومدة الإصابة به لا تتجاوز أربعة أيام.
ودعا المواطنين الى التعامل مع الجائحة بجدية، لافتا الى أن من يحتاج الى العلاج في المستشفى يمكنه طلب سيارة إسعاف عبر الدفاع المدني إذا كانت الأعراض شديدة.
وقال: "كنا نأمل بأن تكون هناك استراحة بين المتحورين دلتا وأوميكرون، على غرار ما حدث بين الموجتين الثانية والثالثة، إلا أن الموجة الرابعة جاءت سريعا بلا فاصل بينها وبين سابقتها”. وبين أن وزارة الصحة مستمرة في إجراء الفحوصات احتراما للنفس البشرية، ولمعرفة عدد الإدخالات للمستشفيات، وتشخيص المرض ومعرفة الحالة الوبائية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة أخرى.
ومن جهته، قال اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، إن الحديث عن وقف فحوصات الـ”بي سي آر” مغلوط وغير دقيق، وغير علمي.
وأشار الطراونة الى أن موجتي أوميكرون ودلتا جاءتا ملتصقتين بلا فاصل بينهما، لافتا الى أن أول أصابة بأوميكرون جاءت ونحن نسجل 20 وفاة يوميا، وأكثر من ألفي إصابة بدلتا، وهي أرقام كبيرة.
وتابع أن 90 % من الإصابات خلال الأسابيع المقبلة ستكون من أوميكرون، وأن بقاء الناس في المنازل بعد حالة الازدحام في الأسواق، ومع نزلات البرد والأجواء المشحونة بالفيروسات، وهو ما سيسهم في ارتفاع أعداد الإصابات اليومية وصولا الى الذروة. وبين أنه يجب فحص المخالطين ومخالطيهم، وتوجيه الفحوصات، وليس الاعتماد على الفحوصات عبر المعابر والمطارات ومراجعي المستشفيات، والتأكد من حالة التفشي الكبيرة.
وحث الحكومة على ضرورة استعمال الأدوية للحالات المصابة في بداياتها، معتبرا أن انتظار أدوية "فايزر” حتى شهر آذار (مارس) المقبل لا فائدة منه.
كما طالب الحكومة بتفعيل بروتوكول الأدوية الحديثة، وإعطاء العلاج مبكرا للتقليل من أعداد الإدخالات للمستشفيات ولتقليل الوفيات.
ومن جانبه، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني "إنه نظرا للظروف الجوية السائدة حاليا، فستتوقف الفحوصات المخبرية لقراءة عينات كورونا، وبالتالي ستكون هناك توقعات بزيادة أعداد الإصابات اليومية بالفيروس، خصوصا بمتحوري أوميكرون ودلتا، وربما متحورات أخرى”.
وعزا أسباب الزيادة المتوقعة إلى كون الأجواء الحالية مناسبة لزيادة سرعة الانتشار، بسبب انخفاض درجات الحرارة، حيث يعشق الفيروس البرودة؛ وكذلك زيادة تجمع الناس في المنازل حول وسائل التدفئة المختلفة، ما يقلل التباعد الاجتماعي؛ فضلا عن إغلاق الأماكن وترك المنازل بلا تهوية.
وقال المعاني "تساعد هذه الأجواء على سرعة تكاثر وانتشار المتحور الجديد أوميكرون، وكذلك دلتا الموجود سابقا؛ ولا ننسى أن هذه الأجواء تمنع حتى المصاب بفيروس كورونا من عمل فحص مخبري، بسبب حالة الطرق حاليا، وبالتالي يبقى المصابون مخالطين للجميع، وتنتج عن ذلك زيادة كبيرة في أعداد المصابين اليومية، والأسبوعية”. وأشار إلى "أننا لم نصل الى ذروة الموجة الرابعة بعد؛ ومن المتوقع وصول الأعداد الى مستوى غير مسبوق خلال الذروة التي يمكن أن تحل في الفترة 15-28 شباط (فبراير) المقبل، إذ من الممكن أن تتراوح الإصابات اليومية بين 20-30 ألف إصابة.
وقال إن الاقتراح بخصوص وقف الفحوصات المخبرية وقراءة العينات، في ظل التفشي المجتمعي للمتحورات المختلفة، هو اقتراح غير علمي، كون المؤشرات الوبائية تؤخذ بشكل إجمالي، ولا يمكن التهاون مع أي مؤشر بالمطلق، لأن الوضع الوبائي يقيم من خلال دراسة جميع المؤشرات الوبائية، من حيث عدد الحالات والإصابات اليومية وصولا إلى مجموع الحالات الأسبوعية؛ ونسبة الفحوصات المخبرية الإيجابية؛ وعدد حالات الدخول والخروج وعدد الوفيات ونسبتها من الإصابات بالفيروس.
كما تعتمد نسبة الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى عدد السكان الإجمالي؛ ونسب وعدد الإدخالات إلى أقسام المستشفيات المختلفة من أقسام العزل؛ والعناية الحثيثة المركزية؛ وأجهزة التنفس الاصطناعي؛ إضافة إلى مؤشرات أخرى، ومن هنا يجب أن تؤخذ جميع المؤشرات بلا استثناء. وأضاف: "أما بخصوص الموجة الرابعة، فجاءت مباشرة بعد الموجة الثالثة، حيث انتهت الموجة الثالثة في الأسبوع الأول من العام الحالي، وبدأت الموجة الرابعة في الأسبوع الثاني، ولا يوجد أي فاصل زمني بين الموجتين؛ بعكس الموجات السابقة، حيث كان الفاصل الزمني ثلاثة أشهر بين الموجتين الأولى والثانية؛ وكذلك بين الموجتين الثانية والثالثة ثلاثة أشهر”.
وأشار إلى أن هذا يعني أن الموجة الرابعة بدأت على أكتاف الموجة الثالثة؛ أي بمعنى أنه بدأ انتشار متحور أوميكرون على أكتاف دلتا، بسبب طبيعة أوميكرون الذي يتميز بسرعة الانتشار المجتمعي وانخفاض فترة الحضانة في جسم الإنسان، وظهور الأعراض المرضية التي تتميز بالخفيفة والمتوسطة.
وقال "إن المتحور أوميكرون ليس بالمرض السهل، ويجب أخذ الأمر بجدية بالغة، حيث إنه يتميز بالقفزة الكبيرة في الانتشار وبالتالي وجود إمكانية كبيرة للإصابة من قبل فئات عمرية أو وظيفية معينة، مثل الكوادر الصحية العاملة في المستشفيات، التي يتوقع إصابة 20 بالمائة منها؛ وكبار السن من غير المطعمين؛ والمرضى الذين يعانون ضعف المناعة من سائر الفئات العمرية”.
وتابع "هذه الفئات يمكن أن تتأثر بشكل شديد وحرج في حال تعرضها للإصابة، وخصوصا بالمتحورين أوميكرون ودلتا؛ وبالتالي يجب أخذ الأمور بشكل جدي وعدم التراخي والاعتقاد أن متحور أوميكرون ذو أعراض خفيفة ولا يتسبب بدخول المستشفى أو الوفاة، إضافة إلى ضرورة التركيز على الالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية”.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن تسجيل 15 وفاة و4224 إصابة جديدة بـ”كورونا”، فيما بلغت نسبة الفحوصات الإيجابية 4.224 بالمائة.
الغد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences