انـتـشـار الــكــلاب الـضـالــة ... ظاهرة تؤرق المواطـنين والاطفال
الشريط الإخباري :
معان - قاسم الخطيب - بني كنانه
بكر عبيدات-مأدبا - أحمد الحراوي- الزرقاء - ابراهيم ابو زينة
ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، باتت تؤرق جميع المواطنين في الاونة الاخيرة سيما بعد انتشارها بشكل واسع وكبير خاصة بين الاحياء السكنية.
ويعاني مواطنون في مختلف مناطق المملكة من انتشار الكلاب الضالة دون حماية حقيقية توفرها البلديات .
مواطنون قالوا في شكواهم إنهم لا يأمنون على خروج ابنائهم وبناتهم من منازلهم صباحا بسبب انتشار الكلاب الضالة خاصة مع تأخر بزوغ الشمس ما يعني خروجهم في اوقات معتمة.
الكلاب الضالة تنتشر وفق المواطنين في المناطق التي بها اراض خالية محيطة بالمناطق السكنية، وذلك سواء في العاصمة عمان او المحافظات، مطالبين باجراءات للقضاء على انتشارها وحمايتهم منها.
ويضيف مواطنون أنه في السابق كانت الجهات المعنية في امانة عمان الكبرى والبلديات قادرة على القضاء على هذه الحيوانات ، إلا أنه خلال العامين الاخيرين اختلف الأمر ولم تعد تقتل هذه الكلاب او تكافح بشكل جيد، وبالتالي تزايدت واصبحت منتشرة.
وزارة الادارة المحلية اعلنت العام الماضي إنها وبالتعاون مع وزارة الزراعة والجهات المعنية ستبدأ بتطبيق نظام ABC الذي يقوم على تعقيم وتطعيم وتطهير الكلاب ووضع «إشارة» عليها لتمييزها عن غير المعقمة.
وأضافت أن الوزارة بدأت بوضع مخصصات مالية وتحديد اراض من خلال مختلف البلديات لإنشاء مراكز التطعيم الخاصة في مطلع عام 2022.
معان
وأصبح انتشار الكلاب الضالة في معان ظاهرة مقلقة بعد ازدياد أعدادها وانتشارها بين الأحياء السكنية ووصلت حتى وسط المدينة،قرب حاويات النفايات وصولاً إلى الطرق العامة، لدرجة أنها باتت تقلق راحة السكان، حيث تهاجم المارة ليلاً وفي الصباح الباكر تهاجم الأطفال أثناء توجههم لمدارسهم في الشوارع الرئيسية وبين الأحياء السكنية.
وتكررت حالات العقر في العديد من مناطق معان ، وهو ما تسبب فى حالة ذعر المجتمع ،وبخاصة السيدات والأطفال.
وحول حجم الظاهرة وتأثيرها على المواطنين، يؤكد فايز ذيب آل خطاب من سكان منطقه حي ابو بكر انتشار الكلاب الضالة في المنطقة بأعداد كبيرة مما يروع المواطنين وخاصة الأطفال، فقد تعرض أطفال للعقر من الكلاب خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي أصبح يمثل خطورة على المارة.
مشيراً الى أنه قد تعرض بالفعل لهجوم من مجموعة كلاب فى أثناء سيره فى الشارع ليلا، مما أصابه بحالة من الذعر لكنه نجا بسلام، لكنه يخشى ألا يمر الموقف نفسه بسلام إذا تعرضت له سيدة أو طفل. ويناشد آل خطاب المسؤولين العمل على سرعة حل هذه المشكلة حتى يسير المواطنون في الشارع بأمان.
ولاحظ احمد الحميدي من سكان منطقة سطح معان زيادة انتشار الكلاب الضالة أمام صناديق القمامة ومقابل مدرسه الأساسية في المنطقة وبجوار السيارات التى تقف أمام المنازل، لافتا إلى أن احد أطفال الحي تعرض لهجوم من الكلاب مما أصابه بحالة من الهلع جعلته تصرخ بهيستريا استمرت لمدة ساعات دون توقف.وبعدها أصبح لديه رعب من النزول إلى الشارع بمفرده، ناهيك عن حالة الرعب والانهيار عند رؤيته للكلاب. مطالبا الجهات المعنية وبلديه معان بإيجاد حلول لظاهرة الكلاب الضالة بسبب ما تسببه من مخاطر قويه على أبناء المنطقة .
وتوضح السيدة انتصار ال خطاب أن انتشار الكلاب الشرسة ،التى تهاجم المارة فى المنطقة، أصبح أمراً مفزعاً للسكان، فالكلاب تقوم بملاحقة أطفالنا والهجوم عليهم ، وهذا يمثل خطورة علينا وعلى أطفالنا وتناشد آل خطاب المسؤولين سرعة التحرك لإنقاذ المواطنين وبخاصة الأطفال وكبار السن.
ومع انتشار ظاهرة الكلاب الضالة، ازداد الخوف لدى المواطنين مع تداول معلومات بأن بعض الكلاب تحمل أمراضا خطيرة وبعضها يؤدى إلى الوفاة، وهو ما أكده بعض المتخصصين.
وحول المخاطر الصحية للكلاب الضالة، يقول الدكتور البيطري محمد لطفي الخوالدة إن ظاهرة الكلاب الضالة تؤرق المجتمع والمواطنين نظرا لما تحمله الكلاب الضالة من أمراض يتم نقلها إلى الإنسان مما يمثل خطورة على حياته مثل مرض (البروسيلا) والإجهاض المتكرر، ومرض السل، والعديد من الطفيليات مثل طفيل الحويصلات الهوائية والمائية.
وأشار الخوالدة إلى أن انتشار الكلاب فى الشوارع يجعل المواطنين عرضة لأخطر وأكثر الأمراض التى تنقلها الكلاب وهو مرض (السعار) الذي يؤدى إلى الوفاة. كما يسبب قلقا للمواطنين ويعرض الأطفال وكبار السن للخطر أثناء تنقلهم فى حياتهم اليومية.
مناشدا كافه المسؤولين بإيجاد الحلول المناسبة للتخلص من هذه المشكلة التي تؤرق كافه المواطنين
وأكد الخوالدة أن المشكلة ليست مشكلة البلدية وحدها ولكنها مشكلة مجتمعية ، مشيرا إلى استخدام طرق آمنة للتخلص منها فى حالة تسببها فى مشكلات للمجتمع .
من جانبه، قال رئيس لجنه بلديه معان الكبرى خالد الحجاج ، أن الموضوع شائك ولا يمكن القضاء على هذه الظاهرة في الوقت الحالي بقتل الكلاب، مشيراً أنه هناك خطة للتخلص من الكلاب بشكل قانوني وحضاري من خلال حصرهم في مكان مخصص يتم تخصيصه من قبل البلدية و «خصيهم» لمنع التكاثر وبالتعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان وسيتم تنفيذ هذا المشروع حسب متطلبات المنظمات الدولية المعنية بهذا الجانب قريبا ان شاء الله ،مؤكدا أن كوادر البلدية تتلقى الشكاوى بشكل مستمر بهذا الخصوص، وتقوم مباشرة بمتابعة شكاوى المواطنين، وتعمل على حلها مباشرة.
واشار الحجاج الى ان البلدية ملتزمة بمكافحه هذه الكلاب ضمن الطرق المتبعة وتطبيق تعاميم وزارة الإدارة المحلية والذي يتضمن الطرق البديلة كالإخصاء والتعقيم لتقليل كثافتها والاكتفاء بالتعامل مع الكلاب التي تشكل خطورة على السكان.
بني كنانه
كشفت حادثة تعرض طفلة في احدى مناطق بلدية الشعلة بلواء بني كنانه عن فشل كافة الحلول الارضائية لمشكلة ازدياد الكلاب الضالة في مختلف مناطق اللواء , وانها عبارة عن حلول نظرية لن تؤت اكلها , او بفائدة او منفعة للمواطنين الذين يتعرض افراد اسرهم للعقر من قبل الكلاب الضالة
وأشاروا الى ان كافة الحلول التي تم وضعها من قبل الجهات المعنية بمكافحة الكلاب الضالة لم تعمل على الحد من تكاثرها وانتشارها بين الاحياء السكنية , بل على العكس , بتنا نشاهد اعدادها تتزايد يوما بعد يوم , ولا يخلو يوما الا ونسمع عن حادثة تعرض شخص لعقر من كلب ضال في منطقة هنا او هناك ,مشكلة خطرا على صحة وسلامة المواطنين خاصة الاطفال منهم .
الى ذلك ؛ فقد اشارت احصائية صادرة عن مديرية صحة لواء بني كنانه بان عدد حالات عقر الكلاب الضالة للمواطنين في العام الماضي 2021 بلغت 116 حالة عقر كلاب موزعة في مختلف مناطق اللواء والتجمعات السكانية المجاورة لها , وان اغلبهم من الشباب ومن فئات عمرية مختلفة , وفي العام الحالي 2022 بلغت في الشهر الاول 7 حالات , والشهر الثاني احدى عشرة حالة , وفي الشهر الثالث تم تسجيل حالة واحدة لتاريخه.
وعودة الى الحلول التي قامت الجهات المعنية بوضعها في سبيل الحد من انتشار الكلاب الضالة بين الاحياء السكنية , فانها تتمثل في عملية جمعها في مكان يتفق عليه من قبل الجهات المختصة , ويتم اطعامها , وإخصاءها كي لا تتمكن من التكاثر مستقبلاً , ووصف مواطنون هذه الحلول بالعقيمة وليست بذات جدوى مطلقا , نظرا لعدم جدواها في عملية مكافحة الكلاب الضالة , كونها غير عملية وغير قابلة للتطبيق خاصة في ظل الظروف التي تعيشها المجتمعات المحلية في هذه الاوقات , وان عليها البحث عن حلول جذرية على اقل تقدير تكون ذات فائدة ومنفعة وجدوى.
مأدبا
شكا مواطنون في مدينة مأدبا من انتشار الكلاب الضالة وتجمعها على شكل قطعان في الشوارع الرئيسية وامام المولات والتوقف وسط الشارع؛ إذ تخيف المواطنين وتوقف احيانا حركة المركبات.
واضاف المواطنون ان الكلاب تصول وتجول خصوصا بالقرب من دوار المحبة وسط الشارع الرئيسي، مسببة بذلك حالة من الرعب بين المواطنين والاطفال والمارة، الذين يتسوقون ليلا من بعض المولات ويخشون الخروج في الشارع خوفا من الكلاب التي تجول بشكل قطعان، وتطلق العواء، خشية من عقرها لهم.
مساعد مدير الصحة لشؤون الرعاية الصحية في مأدبا الدكتور مصطفى الاطرش قال، ان عدد المواطنين الذين تعرضوا لعقر الكلاب الضالة في عام 2017 بلغ 376 مواطنا، وفي عام 2018 بلغ عدد المعقورين 346 مواطنا، وفي عام 2019 بلع عدد المعقورين 258 مواطنا، وفي عام 2020 بلغ عدد المعقورين 175 مواطنا، في حين بلغ عدد الذين تعرضوا للعقر من بداية العام الحالي 2021 للان 48 مواطنا.
من جانبه قال نائب محافظ مأدبا ورئيس بلدية مأدبا الكبرى احمد بركات الزهير، سيتم عقد اجتَاع مشترك لبلديات المحافظة وهي: بلدية مأدبا وذيبان ولب ومليح والجبل، لإيجاد موقع مناسب لتجميع الكلاب الضالة بداخله وتطبيق تعليمات الادارة المحلية بهذا الشأن.
الزرقاء
أكد رئيس لجنة بلدية الزرقاء حسن الجبور، أن البلدية بدأت بتطبيق برنامج «الرفق بالحيوان» للحد من انتشار الكلاب الضالة من خلال تأمين بنادق تخدير ومركز إيواء.
وقال الجبور في تصريح صحفي، إن البلدية ملتزمة بتعاميم وزارة الإدارة المحلية المتضمنة طرق بديلة لمكافحة الكلاب الضالة والحد من انتشارها في الأحياء للمحافظة على سلامة المواطنين ومنعا لحالات العقر التي تسببها.
وأشار إلى تجهيز 30 قفصا لحجز الكلاب، وقلاب مجهز بالأقفاص، ومركبة «بكب» لمطاردة الكلاب الضالة في المناطق الوعرة لغايات التقاطها ونقلها إلى موقع الإيواء، لافتا إلى أنه سيجري تطعيم 7 موظفين من كادر مكافحة الكلاب الضالة بمطعوم داء الكلب في مديرية صحة الزرقاء.
وبين الجبور أنه خاطب رئيس لجنة أمانة عمان لتوفير التدريب اللازم لفريق مكافحة الكلاب الضالة على عمليات إمساك والتقاط الكلاب واستخدام بنادق التخدير، مشيرا إلى أن كوادر دائرة التنظيم في البلدية تعمل على توفير قطعة أرض مناسبة لإيواء الكلاب الضالة.
وكان اكد الناطق الاعلامي باسم بلدية الزرقاء ينال المعاني انه تم ايقاف الموظف المعني عن عملية القنص في دائرة المكافحة وتجميد اعمال قسم مكافحة الكلاب الضالة مؤقتا لحين التنسيق وايجاد الحلول المناسبة مع جمعية الرفق بالحيوان.
واشار ان اللجنة اوقفت العمل بتصاريح حمل السلاح الناري العائد لدائرة مكافحة آفات الصحة العامة -قسم الكلاب الضالة.
وبين ان البلدية تعمل على التنسيق مع مؤسسات وجمعيات الرفق بالحيوان لتفعيل برنامج ABC والمتضمن توزيع اقفاص في اماكن الشكوى على تواجد الكلاب الضالة لاصطيادها ولمنع انتشارها بواسطة ايجاد مكان مخصص بعيدا عن السكان.