مادبا.. مقصد السياح تشوهها الأنقاض
الشريط الإخباري :
أحمد الشوابكة
مادبا – رغم أن مادبا مدينة سياحية يؤمها السياح من مختلف دول العالم إلا أنها تعاني من انتشار أكوام للنفايات والأثاث المستعمل والخردوات، التي يتم إلقاؤها على جوانب الطرق وبجوار الحاويات المخصصة لجمع النفايات في شوارع المدينة، ما يتسبب بتشويه للمنظر العام للمدينة.
وأكد سكان أن أكواما من الأثاث القديم والأدوات المنزلية ملقاة بصورة غير حضارية، مما يشكل تلوثا بصريا، اضافة الى خطرها البيئي لأن استمرارها لفترة طويلة سيؤدي إلى انتشار القوارض والحشرات الضارة والروائح الكريهة، بالإضافة إلى أنها قد تتسبب في نشوب الحرائق لا سيما وان بعض هذه الاكوام قابلة للاشتعال السريع.
ويؤكد المواطن علي الطوالبة، أن رمي المخالفات بجانب الطرقات، يعد ظاهرة سلبية ومشهدا لا يليق بمكانة مدينة مادبا، لكونها من المدن السياحية، التي يؤمها السياح من مختلف أنحاء العالم، لوجود مواقع سياحية دينية معتمدة للحج المسيحي، إضافة إلى اختيارها عاصمة السياحة العربية لهذا العام (2022) من قبل المنظمة العربية للسياحة.
وأشار المواطن سالم خلف إلى أهمية تعاون المواطنين للقضاء على بعض الظواهر السلبية، وذلك بإلقاء المخلفات في الأماكن المخصصة، مؤكداً ضرورة عدم مكوث حاويات القمامة فترة طويلة، لمنع انبعاث الروائح الكريهة منها، وبالتالي تصبح بيئة حاضنة للحشرات والقوارض الناقلة للأوبئة الخطيرة.
وطالب المواطن ليث القعايدة من بلدية مادبا بتوفير حاويات كبيرة الحجم في الشوارع، لاستيعاب أكبر كمية من النفايات، خاصة وأن هناك الكثير من الأشخاص يقومون بإلقاء النفايات في الشارع، وبجوار الحاويات، نظرا لعدم وجود مكان يمكن إلقاء مخلفات البيوت فيها.
كما طالب بعمل حملات تثقيفية من البلدية عبر وسائل الإعلام المختلفة، واللافتات الإعلانية في الشوارع والمجمعات التجارية، وإقامة الندوات التي ترشد المواطنين إلى كيفية المحافظة على البيئة، داعيا إلى عقد دورات تثقيفية في المدارس والجامعات والنوادي، لتعليم النشء المحافظة على نظافة البيئة والشوارع والحدائق، وجميع الأماكن التي يتواجدون بها.
وأكد المواطن حسان زكي ضرورة إرشاد المواطنين إلى بعض الأماكن لإلقاء المخلفات المنزلية من أثاث وأجهزة كهربائية تالفة وغيرها، في الأماكن المخصصة بدلا من رميها بجوار الحاويات التي لا تتسع لها، أو رميها في الأراضي الخالية، والتي قد تتحول إلى مصدر للتلوث، وتشوه المنظر الحضاري للمدينة.
ويرى المواطن محمد الهروط أنه بالإمكان التخلص من الأثاث القديم والملابس عن طريق التبرع بها لإحدى الجمعيات الخيرية، أوعن طريق بيعه للتجار، أو إلقائه داخل الحاويات، التي من الممكن أن تستوعبها.
ودعا سليمان الحيصة الجهات المعنية وعلى رأسها بلدية مادبا الكبرى ومكتب البيئة، بتغريم كل من يقوم بإلقاء الأثاث القديم خارج أي حاوية موضوعة في الأحياء السكنية، مشددا على ضرورة أن تكون الغرامات قاسية حتى لا يتم تكرار المظهر غير المرغوب فيه، مع وجوب توقيع تعهد على من وقعت عليه الغرامة بعدم تكرارها مستقبلاً.
في سياق متصل، تشهد المناطق السياحية، بمحيط مدينة مادبا حركة سياحية نشطة لقضاء أوقات في أحضان الطبيعة، إلا أن هذه المناطق لا تتوفر فيها أدنى الخدمات، من مشاريع سياحية أو مرافق صحية، وفق المواطن عدي العود الذي أكد أن المواطنين ينتظرون فصل الربيع بشوق لقضاء أوقات ممتعة في مناطق التنزه الطبيعية، إلا أن هذه المناطق على الرغم من جمالها الخلاب إلا أنه لا يتوفر فيها أدنى الخدمات.
وتمنى من الجهات المعنية، العمل على توفير أماكن مخصصة لبناء المرافق الصحية على الأقل، أو طرحها للاستثمار الخاص لإنشاء مشاريع تسهم في تطوير هذه المناطق، بدلاً من جعلها مهملة.
ويأمل المواطن يوسف احمد المحسيري، أن تلاقي هذه المناطق جل الاهتمام والرعاية من قبل كافة الجهات، التي تعنى بخدمات المواطنين، فهناك مناطق سياحية وبيئية تحتاج إلى تطوير من خلال جذب المستثمرين لإقامة مشاريع استثمارية تسهم بتوفير الخدمات وخلق فرص عمل للشباب المتعطلين.
من جانبه، اعتبر المدير التنفيذي لبلدية مادبا الكبرى جلال المساندة ان ظاهرة إلقاء النفايات بطريقة عشوائية هي مشكلة سلوكية لدى بعض المواطنين، مؤكداً أن البلدية وضعت في كل الشوارع والأحياء السكنية حاويات نفايات.
وأضاف المساندة أن البلدية تقوم بتوجيه إنذارات وغرامات لكل من تسول له نفسه برمي المخلفات خارج الحاويات.
واكد مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، أن جميع الدوائر الحكومية تولي اهتماما واسع النطاق لتقدم الخدمة الفضلى للمواطنين، وفق الإمكانيات المتاحة وبحسب الأولويات، مشيراً إلى دور البلدية في تقديم الخدمات لهذه المناطق، حيث يقوم عمالها بتنظيف كل المناطق وجعلها بيئة نظيفة، داعياً المتنزهين إلى الحفاظ على نظافة مكان التنزه قبل مغادرتهم.
وأشار الجعنيني إلى اهتمام وزارة السياحة والآثار في توعية المواطنين، بأهمية القطاع السياحي الذي يشكل 14 % من مرود الاقتصاد الوطني، لذلك أقامت مديرية السياحة العديد من الندوات والمحاضرات التثقيفية لطلاب المدارس والشباب، لنقل الصورة الحضارية المشرفة لأبناء الوطن، من خلال التعامل مع كافة السياح الأجانب.
الغد