من الحباشنة .. تحية للرفيق الكلالدة..
الشريط الإخباري :
عندما انتقل خالد الكلالدة من مربع اليسار الى السلطة ، قلنا ان اليسار الاردني و الحركة الوطنية الاردنية خسرت سياسيا ملتزما و صلبا ، و محاربا شرسا في القضية الوطنية الاردنية الاجتماعية و الاصلاحية السياسية .
و اليوم ، عندما غادر الكلالدة الهئية المستقلة للانتخابات ، و نقول ايضا: ان البيروقرط الاردني خسر رجلا صلبا و صادقا ..
نعم ، انتقل الكلالدة من مربع اليسار الى السلطة ، انحرف
عن ايدولوجيته و عقائده وافكاره السياسية و الوجودية
، و هو حر و هذا شأن فردي ، لربما هو نتاج و محصلة موضوعية لتحولات عصر و مرحلة ما .
و لكن المهم انه حافظ على نبله و اخلاقه و رفعته ، بقى رفيع المقام والاصل و الحسب و النسب، والمنبت .. و لم يسقط في الخدع وحروب المرايا ، و ابتلعته شقوق الكراسي و اضواء المدينة الساحرة بخداعها و بهتان اصداء لونها المزيف .
من عرف خالد الكلالدة اعجب و ابهر في منطقه و جمال وقوة حجته وفكره .. رجل محاور عقلاني ، وصاحب حجة وبرهان ، يصغي بادب و احترام للحوار ، ومؤمن بالرأي الاخر .
و تلك الاوصاف السريعة قلما تجدها اليوم متوفرة في "رجل سلطة" وزير او غير ذلك .. ضيق خلق و نفس ، وتوحد ،و تفكير حلزوني طفولي ومراهق ، وقلة ثقافة و معرفة ، و
انبطاح تحت السرائر .. و انت كصحفي احيانا تخجل و تحزن على اصحاب المعالي و الذوات و البيكاوات في الحوارات من شدة ضمور عقولهم وفقرهم السياسي و المعرفي ،
وقلة معرفتهم بالشأن العام .
لا اعرف ان كان الكلالدة سينتقل الى عيادته في اللوبيدة ، ام لا .. وما هي الخيارات المتاحة امامه .. لكن ، اكرر ان تجربة الكلالدة في المعارضة والسلطة ، و بعيدا عن السياسة واوجاعها المؤلمة و اسئلتها العالقة يبقى رصيدها استراتيجي : انسانيا و اخلاقيا ، ووطنيا .. فتحية للرفيق الكلالدة اينما كان وسيكون .
فارس الحباشنة