ترمب إذْ يُلوِّح بـِ«التَخلِّي» عَن حُلفائه

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
ليس مهما كثيرا لغة الجسد التي ظھر علیھا الرئیس الأمیركي ترمب, أثناء إلقاء كلمتھ امام الجمعیة العامة ُ لیس مھماً كثیراً «قِراءة» لُ ُ ف عند المصطلحات الإستعلائیة التي استخدَمھا في الدفاع عن ِ للامم المتحدة قبل یومین، ولیس باعثاً على الراحة التوقُّ ُ «صورة» أمیركا ومكانَتھا الراھنة في العالم, حیث لا یستطیع ھو ولا غیره, منع أو الحؤول دون استمرار حال ُ الإنحدار والتراج ِ ع, التي باتت علیھا الولایات المتحدة, بعد فقدنھا الكثیر من القیَم الأخلاقیة والأدوار الحیویة التي ِھا في تقریر مصائرھا ِ دة للدیمقراطیة ودعم حریة الشعوب وحقّ ُ , وبخاصة تلك رطانة مسانَ َ زعمت إمتلاكھا حصریاً ُ واحترام القانون الدولي, وغیرھا مما دأب الأمیركیون ترویجھا بوسائلھم غیر المقنعة لمعظم شعوب المعمورة, والتي ِ قارف «إثماً» سوى بدَّدَھا سیاسة القوة وعسكرة العلاقات الدولیة والحروب التي شنتھا واشنطن على دول عدیدة لم تُ معارضتِ ِ ھا «بعض» سیاسات العم سام, ورفض َ ھا ھمروجة «الإستثنائیة» التي احتكرتھا لنفسھا دون وجھ حق, بل فقط َ لانھا تحوز ترسانة عسكریة مھولة, وتُمسك بالنظام المالي والنقدي الدولي, عبر عملتھا الخضراء (الدولار), الذي بات َ كـ«عملة م ِرجعیة» بعد اعلان الرئیس الامیركي نیكسون وقف العمل بنظام النقد الدولي (نظام الصرف ُم ِ سیطراً . ّ بالذھب) الذي كر َستھ اتفاقیة بریتون وودز في العام 1944 ِ عبر ھیمنة الدولار وارتھان الأسواق الدولیة المال ِ یة والنقد ّ یة والتبادلات التجاریة, استطاعت واشنطن ھز الكثیر من ُ اقتصادات دول عدیدة, ونجحت في فرض العقوبات على دول تراھا م ِّ تمردة خلعَت علیھا صفة دعم الارھاب, وغیرھا ِّكرس نظرة الرجل الأبیض لباقي شعوب ّ من المصطلحات التي یعج بھا القاموس السیاسي والقانوني الامیركي, الذي یُ .المعمورة ُ ما تزال الإدارات الامیركیة المتعاقِبة تتفنّن في شراء المزید من الوقت لمنع انھیار عالم القطب الواحد, الذي ظنّت ان ُ بمقدورھا الإبقاء علیھ, رغم الإختلالات الملحوظة والم ِ تسارعة في موازین القوى. وبخاصة بعد صعود العدید من ُ الدول ذات الكثافة السكانیة والقاعدة الانتاجیة الصناعیة والتكنولوجیة والعسكریة بالتالي.. الى صدارة المشھد الدولي. ُ د الأقطاب, تكون لواشنطن فیھ مكانة الم ِ تساوي مع لكن مساعٍ َ یائسة كھذه, لن تنجح في م ِ نع و ُ لادة عالم جدید متعدّ َ ِلكھ . ُم ِ تساوین، ولیس دور «القائد» الذي یدور الجمیع في فَ َ خلاصة القول.. خطاب الرئیس الامیركي الذي حِف ّ ل بكثیر من التبجح والغرور والاستعلاء, والمحاولات التي لا تتوقّف لشیّ َط ِ نة دول وأنظمة وشعوب, وإضفاء القداسة على إسرائیل, والتلویح بجبروت ترسانتِھ العسكریة الأقوى في ُ نقصھا الدلالات, یجدُر بمن یعنیھم ُ العالم التي صِر َف علیھا تریلیون ونصف التریلیون دولار، انطوى على عبارة لا تَ :الأمر وبخاصة في المنطقة العربیة, ان یأخذوھا في الاعتبار عندما قال ُ أنھا تفیض صراحة ..» ِّ وض ُّ ح لأصدقائنا أن علیھم تحمل أعباء الدفاع عن أَمنِ ُ ھم», ونحسب وإن كانت م َ ختصرة, إلاّ نُ ُ ة على ابتزاز و ُ مساومات. ما یستدعي الإقتناع أن «الم ّ تغط َ ي بالأمیركان.. عریان», وفق ِ وتستبط َ ن خطوات محمولَ َمن یَعتبِر ِ ل لیِ ِ ھ» الذین سقطوا.. ع َبرةً ِدر ِ كھ الح َكم َ ة ھذه, قبل أن یُ ُ طاح, ویغدو و«مجایِ . ُ مأثور حسني مبارك, الذي لم تُ kharroub@jpf.com.jo
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences