بعد المقترحات الحكومية .. على نقابة المعلمين ان تلتزم بالخط الوطني وتعود إلى رشدها

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
الشريط الأخباري : محرر الشؤون المحلية / خاص

مع بدء تدشين الاسبوع الرابع لمسيرة انقطاع التعليم في الاردن،وبعد ان اصبح اضراب التعنت عنوانا للأردن عبر الاعلام العالمي ومحاولة الاساءة لوجه الاردن بكافة الصعد، لا تزال نقابة المعلمين تحفر عميقا باتجاه في تدمير مستقبل الطلاب والمسيرة التعليمية الاردنية برمتها.

تعنت غير مقبول مارسته النقابة منذ افتعالها الازمة، ولم تفلح المحاولات الحكومية في ثني المعنيين من اصحاب القرار في نقابة المعلمين من تغليب المصلحة العامة بل ورفضت اي مصوغات للتوافق.

وليس ادق على ذلك من الاجتماع  الحكومي والفني الاخير مع النقابة والذي انتهى مساء امس بلا اتفاق نتيجة تشبث الوفد النقابي بمطلب العلاوة.

ثمة قائل ان مسآ من الجنون والتبعية اصاب مجلس نقابة المعلمين لتبقى بموقف التعنت والتشدد لا تنظر للوطن والمصلحة العامة ومستقبل مليون ونصف مليون طالب، فكلما زاد عدد الخيارات التي تطرحها الحكومة لتنفيذ آلية  سواء تلك المتبوعة بالاداء المهني او تجزئتها وغيرها من الطروحات، حمل اصحاب القرار سيف الفوضى امام سيف الحق.

ليس هكذا ترد ابل الوطن وليس هكذا يتم دحر المكون الاردني من مؤسسات وشارع وعشائر بل وراحت جميع المناشدات والحلول والوساطات التي تقدمت بها جهات الشعبية والاوساط النيابية والتربوية الا سن سيوف الحرب على الدولة وابناءها معا.

ومع ان الحكومة ونقابة المعلمين سعيا لعقد جولات حوارية واعلنا انها ستبدأ بلا شروط الا انه ومنذ بداية الاضراب في الثامن من ايلول الجاري لم تتنازل النقابة عن شرط العلاوة وبوسم وحيد ومكرر بات يستنزف الوقت في درب لم يعد استمراره لصالح الطلبة خصوصا او لصالح سير التقويم المدرسي والجامعي بطبيعة الحال.

 واقع الحال يستلزم الاحساس الوطني حتى بحده الأدنى من مجلس النقابة، التي لم تلتفت الى موجة الانحسار التي اضحت حديث الشارع لجهة الاحتقان والتوتر الذي لازم الاردنيين، ولجهة حالة الظلم الذي لحق بالطلبة، بل وضربت النقابة معايير الانسانية والمواثيق الدولية حتى بحق حصول الطالب على التعليم.

ما تريده النقابة ليس مقرونا بحق علاوة وقد انغمست سواء بعلمها او من دون ان تعلم في تنفيذ املاءات لأجندات مشبوهة لا تشبه الاردنيين.

ففي الوقت الذي تكّشف فيه محاولات تصب في "اخونة" مطالب المعلمين وتحويلها الى ازمة ومن ثم الى حالة شلل اصابت التعليم الاردني بصورة فجة ومفتعلة، تخرج اصوات من قلب النقابة لتنفي التهمة بتسييس عمل النقابة، الا ان العناوين واضحة تبتعد عن مطلب العلاوة وتريد افساح المجال لركوب الموجة لمن اعتادو ركوب موجات الوطن لمصالحهم الحزبية والشخصية . 
ما يحدث جدا معيب، وضربة لعمق الوطن وتلاحم شعبه، فصانع قرار تصعيد التقابة يريد ضرب الشارع من مواطنين واولياء امور بالمعلم نفسه، يريد ضرب اجهزة الدولة بالجسم النقابي، وبين هذه وتلك نتائج وخيمة جميعا شارع واولياء امور وجسم نقابي ومعلمين بالمطلق لا نريدها.

فركوب الموجة للمتصيدين، والاصرار على التشبث بالصعود على الشجرة لن يخدم المعلم، وسيطيح بمستقبل الطلبة خاصة ونحن نتحدث عن احتمالية خطيرة وسابقة ينكلف الدولة بكل مكوناتها الكثير من الخسائر امام احتمالية اسقاط الفصل الدراسي الاول، وما سيتبع ذلك من خسائر مادية ومعنوية وضياع العام الدراسي.

على نقابة المعلمين الاتخراط الفوري بمهنة التعليم، واعادة القدسية لها، فالوطن لا تُمس هيبته الا اذا تخلى عنه ابناؤه، وهو الامر الذي لم يعهده الاردنيون بمعلمي الاردن حملة الامانة والواجب المقدس.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences