فارس حباشنة يكتب : سعد المجالي (ابو تميم)..
الشريط الإخباري : سعد المجالي " ابو تميم " وانا ، كنّا نتناقش كثيرا و نختلف قليلا.
عرفته في خيمة عبد الحي المجالي بالشميساني .. وفيما اذكر كانت احداث ساخنة في القدس ، و المستوطنون يقتحمون الاقصى .
تعرفنا بعد مطارحات آراء حول أوسلو ووادي عربة، و فتح ، و حماس، والدور الاردني ، وغبطة الجدل حول الاْردن و أدوارها .
اختلفنا و اتفقنا ، من يومها صرنا اصدقاء ، وان كنّا رفاق افتراضين نتقاطع في مواقف واراء حول الشأن الاردني وملفاته المعقدة ، و القضية الفلسطينية الحلم و المستحيل .
"ابو تميم " اجاد النضال السياسي ، و اخلص لفلسطين ، و عرف كيف يقدم القضية ويعرفها للعالم .
لطالما حمل حديثه عن القضية الفلسطنية سرا و لغزا ، ونبؤة .. وكان دائما يسبق الأحداث و يقدم مساجلات تفحم من لا يفقهون في السياسة والنضال السلمي و أصولهما .
كان "إبو تميم " لا يتعب و لا يمل من النضال السياسي و المطارحات .
ولطالما تسألت عن لغز مواصلة اردني اشتباكه النضالي مع القضية الفلسطينية و فصائلها المقاومة الحية ، تعرث السؤال كثيرا .. وصار لي ان أفك لغز السؤال بعد جنازة سعد المجالي المهيبة بالكرك ، وقد رفرف علم فلسطين .
كنت مع "ابي تميم" على تواصل ، وقبل ان يرحل .. متواجد في الوسط السياسي و النضالي والثقافي ، وعلى كل الجبهات ، و اجمل وأقوى اسلحته رفضه القاطع للتطبيع .
لربما كنّا في قلب معارك كثيرة اردنيا وفلسطينيا بقينا مسكونين بهم واحد وامل ، و مسحة حزن ، و مؤمنون ان الاْردن
وفلسطين قضيةواحدة ، وهذا سر "سعد"الاخير .
اليوم ، وبعد مشاركتي في الربة السخية بكرم الرجال الطيبون في عزاء الراحل سعد المجالي ، عرفت ماذا يعني ان تكون مناضلا كريما وشجاعا في حياته ورحيلك .
ولذا اقول لروح سعد المجالي الطاهرة والخالدة، اختلفنا في تفاصيل وتكتيك ، واتفقنا ان لا نسكن في المناطق الرمادية ، والتي لا تشبه كركيتنا وأردنيتنا و فلسطينتا .
واظن ان النقاش سيستمر بينا ، وأسابقى اواجهك بأعجابي بثوريتك و نضالك وعنادك السلمي .
فارس الحباشنة