النائب الرواشدة يكتب : حكمت فلم تعدل ولكنك آمنت ونمت..

{clean_title}
الشريط الإخباري :   دولة الرئيس المحترم 
لست أدري عن ماذا احدثكم، وماذا اترك، والحديث بكل امانة ليس مبالغة ولا حديثا دراميا وانما هو انعكاس لما نلمسه يوميا وما يصل الينا من شكاوى وطلبات متكررة من القواعد الانتخابية ونتيجة الاحتكاك اليومي بالشارع.
العنوان لحديثي لكم اليوم ليس مبشرا ولا يطمئن، فعندما تقرأ نتائج استطلاعات الرأي في الأردن المعلنة قبل أيام قليلة ان حوالي نصف الأردنيين يفكرون بالهجرة، فلا اظن ان هذا الخبر يسر أحدا وانه يحمل في طياته أشياء يصعب السكوت عنها.
ولك ان تتخيل ان المواطن الأردني متوسط الدخل يقف أحيانا غير قادر على وجبة الإفطار التي تحتاجها اسرة متوسطة العدد حيث اصبحت تتعدى الأربعة دنانير ولا نتحدث هنا عن اللحوم او الاجبان. 
فنحن بحاجة الى وقفة مع الضمير وبحاجة الى النزول الى الشارع والاطلاع المباشر على أوضاع الناس فالحلول التي تتم في غرف مكيفة وقاعات مغلقة لا تشعر بالطبع بمعاناة الناس اليومية، الامر تعدى فكرة الصبر والاحتمال، والناس يسكتها امران فقط، حب الوطن والحرص على امنه.
 دولة الرئيس كفى الاعتماد على جيوب المواطن ورفع الأسعار والضرائب كحلول للمشاكل المالية، رحمة بجيوب المواطن التي باتت عاجزة عن دفع فاتورة الماء والكهرباء، مديونة شركات الكهرباء على المواطنين باتت فلكية كذلك حالات التعدي على شبكات المياه والكهرباء بازدياد مضطرد، وهذا غيض من فيض ولكنه مؤشر على الحد الذي وصلت اليه أوضاع الناس. 
دولة الرئيس ارجو ان يتسع صدركم لما سنقوله
نحن بحاجة الى بناء الثقة بين المواطن والحكومة فالثقة اختلت كثيرا فلم ير من الوعود الا الاصداء وتكرار نفس الوعود من كل الحكومات جعل هذه الثقة في مهب الريح ولم يعد المواطن يصدق ما يقال له ولم يعد مقنعا له تبرير عدم حل المشكلات تحت مسمى الظروف الإقليمية والعالمية.
ان تراكم المديونية والانفاق الزائد في جوانب والتقتير في جانب اخر ملفت لنظر المواطن ويدفعه للتساؤل عن الحلول للخلاص من المديونية المرهقة والتوقف عن الحلول المبنية على نظرية جيب المواطن الخاوية أصلا. 
الدخول والرواتب بحاجة للدعم لأنها ترزح تحت ضغوط مطارق الغلاء والتضخم وتوقفت الحكومات عن دعم الرواتب بشكل يغطي الانفاق المعقول للمواطن العادي وخاصة قدامى المتقاعدين المدنيين الذي نسيت الحكومات دورهم في البناء في أصعب الظروف فهم بحاجة لان توفر لهم الدولة حياة كريمة تحفظ لهم كرامتهم.
البطالة عند الخريجين وخاصة حملة الدرجات الجامعية العليا مؤشر خطير على عدم التوازن بين برامج الدراسات العليا وحاجة المجتمع والابتعاد والعزوف عن التعليم المهني بحاجة الى حلول عملية، كفى ضخ المزيد من الخريجين واغلاق باب التعيينات الحكومية، ولا بد من تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لاستيعاب أكبر عدد من الخريجين وعلى الحكومات تحمل نتائج سياسات القبول في الجامعات. 
 ان تهالك البنية التحتية والعجز عن تقديم الخدمات الأساسية أصبح مظهرا يوميا يلاحظه المواطن أينما ذهب، الطرق المتهالكة والتراخي في صيانة الطرق مما حولها الى معاناة وسبب مباشر في الحوادث. يضاف اليها مشاكل المياه وصعوبة الحصول عليها ولا يكاد يخلو موقع من شكاوى عدم وصول المياه او استمرارية وصولها بكفاية.
هل احدثكم عن التعليم ومشاكله، فالمخرجات ليست بالمستوى المرغوب فيه، وهناك تدني واضح في الأداء التعليمي، وظهر ذلك من خلال الامتحانات التي تجريها وزارة التربية والتعليم في الموضوعات الأساسية، والاعتراف بوجود ما يسمى بالفاقد التعليمي، وهو نتيجة مباشرة لضعف قدرة المدارس على استيعاب الطلاب فالازدحام وقلة التعيينات والاعتماد كثيرا على التعيين على حساب التعليم الإضافي، وارهاق المدرسين بالأعمال الورقية على حساب التدريس الصفي حيث يحاب المعلم على إنجازه الورقي والشكلي دون النظر كثير لما يقوم به من غرفة الصف مع الطلاب. 
الفساد الإداري والمتمثل في المحسوبية والواسطة وغياب العدالة في التعامل مع المواطن ولا اظن أحدا منا لم يتعرض لضغوط اجتماعية ليكون واسطة في الوصول لصاحب القرار الإداري فأصبح المواطن يبحث عن الواسطة قبل مراجعة أي جهة حكومية. 
الإهمال للمناطق البعيدة في الخدمات واهمال التجمعات البعيدة يدفع المواطن للهجرة الداخلية للمدن وهجر المهن المنتجة فيها كالزراعة وتربية المواشي ولكم ان تتخيلوا نتائج ذلك على الامن الغذائي. 
دولة الرئيس هذا غيض من فيض فنحن بحاجة الى حكومات تلتصق بالمواطن وتشعر بمعاناته وتعيش يومياته فمظاهر اليأس والبؤس أصبحت تلقي بظلالها على جمال الوطن وأصبح تذمر المواطن ينعكس على شكل سلوكيات غير مرغوبة ولا ادل على ذلك من كثرة حوادث العنف المجتمعي ومظاهر الخروج على القواعد الاجتماعية والانحدار الأخلاقي في التعامل بين افراد المجتمع. 
وادعو من موقعي هذا الحكومة للتشارك مع مجلس النواب في عمل وطني يساهم في الاطلاع المباشر على واقع المواطن وحجم معاناته للعمل على تفكير جاد بإيجاد الحلول العملية بعيدا عن الوعود بمستقبل أجمل، الانسان ابن يومه وساعته، ولنقف بصدق امام الله وامام الوطن وامام القسم للعمل بإخلاص وامام امل القائد بنا وليحاسب كل واحد منا نفسه ماذا قدم للوطن والمواطن بما يساهم في التخفيف من مشكلاته اليومية. 


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences