فارس حباشنة يكتب :محافظ العاصمة..
الشريط الإخباري :
من ايام زرت محافظ العاصمة ياسر العدوان . ودخلت الى مكتبه الجديد في الطابق الثاني .
و لما استلم العدوان محافظا للعاصمة، شرع في عملية ترميم واصلاح انشائية واسعة في مبنى المحافظة العريق .
ومبنى محافظة العاصمة على دوار الداخلية له قيمة رمزية وطنية وتاريخية، فهو مبنى وزارة الداخلية «الام « قبل نقلها الى مبناها الحديث في عرجان، ومن قبل كان مقرا للدرك وقائم قام وسرايا الاتراك .
ترميم مبنى المحافظة حماية للتاريخ والذاكرة . وكما ان الترميم والوقوف خلف التاريخ سيمنع مستقبلا اي قرار متهور بنقل محافظة العاصمة من مكانها، وبحجة قدم المبنى وغيرها .
و اكثر ما يقلقني اردنيا هو استهداف الاماكن العريقة والتاريخية، وهدم التاريخ ومحو الذاكرة .. وفي مبنى المحافظة اشجار ضاربة في الارض، وتقف شامخة، وتشتم من حفيف اوراقها رائحة عمان القديمة الجميلة، ودورب الناس، ومن سكنوا المدينة .
ما لفت انتباهي عندما دخلت مكتب العدوان، الجدران والرسم المعماري للمكتب، واللوحات الجميلة التي تختصر تاريخ وجغرافيا عمان القديمة ومراحل تطورها.
من سيل عمان الى رغدان و الجوفة وجبل اللوبيدة والحسين، وجبل عمان، وعلامات جغرافية لاماكن هامة في التاريخ الاجتماعي لمدينة عمان .
من الذاكرة، وما لا يراد نسيانه، ان كل زائر الى مكتب المحافظ ومبنى المحافظة بعد الاصلاح والترميم يطلع بسرعة البصر ولمحة النظر على تاريخ عمان وتطورها العمراني .
لوحات جميلة وتحف تاريخية لفنانين ومعماريين اردنيين ـ وتسرد تاريخ عمان، والتاريخ الاجتماعي والعمراني لعمان .. وفي لحظة شككت اني جالس في مكتب محافظ العاصمة، وذهب بي الخيال اني في متحف لعمان، وفي دار فنون جميلة .
و في مبنى المحافظة لوحة تحمل اسماء و صورا للمحافظين الذين تولوا كرسي العاصمة منذ تاسيس الدولة . وشخصيات تبوأت موقع محافظ العاصمة، وانتقلت الى مواقع سياسية وامنية في مؤسسات الدولة .
دار المحافظة يزورها يوميا مئات من المراجعين . وصراحة عملية ترميم واصلاح مبنى المحافظة حافظت على ارث معماري عماني عريق، وعمران يحكي تاريخ عمان والاردن .
الاردن يحتفل في مئويته،ودور المحافظات ومبانيها تحكي تاريخ الاردن، وقصة بناء الدولة، وكل صورة ورسمة، ولوحة تعبر عن رمزية لتاريخ اجتماعي وسياسي بعيد وقريب بالذاكرة الوطنية .
و اتمنى ان تحتذي وتقتدي وزارات ومؤسسات حكومية وامانة عمان، وبلديات بنموذج محافظة العاصمة، وصون وحماية التاريخ المحلي، وتراعي الخصوصية في العمران والترميم، ويكون التاريخ والفن، والثقافة شاهدا وماثلا حيا لتحكي عن قصة هذا البلد من اقدم العصور الى اليوم .
و في حضرة المحافظ العدوان، فان الجلسة مفعمة بالحديث الحكيم و القوي والرصين عن عدالة تطبيق القانون، والامن والسلم الاجتماعي، وهيبة الدولة، وحماية المواطن، وشؤون العامة، وحاجات الناس، والتحديات العامة الوليدة المعيشية والتنموية، والخدماتية .
و العدوان صاحب بصيرة .. والرجل لا تحس انه موظف ولا باحث عن كرسي، بقدر ما هو مسكون في حب الناس وخدمتهم، وخدمة وطنه على اكمل واكفأ وجه .. واظن ان ذلك يستحق الاحترام، ويستحق ان يقال له شكرا، ولربما يكون لا ينتظر ذلك من احد، ولكن وجب القول والكتابة، والاعتراف .