معالي مازن الفراية يكسر الصورة النمطية للمسؤول..
الشريط الإخباري :
أولى الملاحظات التي يمكن التعامل معها في المباراة الرياضية التي جمعت بين نجوم العرب ونجوم الاردن في مباراة تكريمية للرياضي الاردني الدكتور مراد النوايسة هي وجود وزير الداخلية مازن الفراية ضمن لاعبي فريق نجوم الاردن ، وفي اللحظة التي دخل فيها الوزير الفراية الى الملعب بملابسه الرياضية يكون قد أسهم بتغيير الصورة النمطية للمسؤول الاردني بشكل عام ولوزير الداخلية بشكل خاص ، فقد تعودنا على أن تكون البدلة وربطة العنق والتكشيرة والملامح الجادة والكلام القليل هو من سمات النسبة العالية من المسؤولين في بلادنا ، لكن قرار الفراية بمغادرة مكتبه إلى ملعب كرة القدم يشكل سابقة غير مألوفة في الشارع الاردني ، ما جعل من هذه المباراة محط اهتمام كبير عند الذين يعرفون الفراية والذين لم يتعرفوا عليه عن قرب ، فهذا الرجل ليس غريبًا على الملاعب فقد كان في شبابه المبكر لاعبًا في فريق قريته الجديدة وخاض مباريات عديدة مع الفرق المجاورة ومنها الفرق التي كان يحرس مرماها اللاعب الدكتور مراد النوايسة الذي يرتبط بعلاقة طيبة مع زميله وصديقه معالي مازن الفراية .
يمكن النظر إلى مشاركة الوزير الفرايه في هذه المباراة من عدة زوايا فهي أولًا تمثل وقفة وفاء من صديق إلى صديقه في حفل تكريمه ، وهي كذلك تريد أن تقول للاردنيين جميعا أن وزير الداخلية هو مواطن مثلكم جميعًا ويمكن أن تروه في ملعب كرة القدم لاعبا او في اي مكان اخر يشارك المواطنين فرحهم وسعادتهم ، وهذه الصورة التي قدمها الفراية تكاد تكون منسجمة تماما مع سلوكه الوظيفي منذ ان تسلم مفاتيح وزارة الداخلية، والمباراة ايضا تحمل رسالة خارجية حين يكون وزير الداخلية إلى جانب عدد كبير من نجوم كرة القدم العرب الذين جاؤوا الى الاردن للمشاركة في تكريم النوايسة ، وما يمكن ان يرتسم في اذهان هؤلاء عن صورة المسؤول الاردني وسلوكه وعلاقته الحميمة بمواطنيه .
ليس المهم ان يكون مازن باشا لاعبا رياضيا استثنائيا لكن المهم هو شجاعة القرار بالمشاركة في هذه المباراة ، ولانه تعامل مع لحظة وجوده في الملعب بجدية كاملة ومسؤولية لا تختلف عن مسؤوليات وظيفته فقد استطاع احراز هدف في هذه المباراة على فريق النجوم العرب ، وعلينا ان نبتعد عن السوداوية والتفكير بعقلية المؤامرة وننظر إلى هذه المباراة من الزاوية التي تليق بها ومن ردود الفعل التي حظيت بها على الصعيدين الاقليمي والدولي التي قدمت وزير الداخلية الاردني بصورة تختلف عن الصورة النمطية التي ترافق كثيرا من المسؤولين في وظائفهم الرسمية .
في اعتقادي فإن الهدف الذي احرزه الفراية في المباراة هو من ناحية اخرى هدف يضاف الى سلسلة الاهداف السابقة التي احرزها في الميدان ، حين ظل في كل الاوقات ينتصر على الروتين والعقبات الإدارية وصورة المسؤول النمطية ليكون مع أبناء وطنه في ميادين الأزمة في كل اللحظات التي يحتاج فيها الوطن إلى أبنائه المخلصين .
وزير الداخلية مازن باشا الفراية سجل موقفًا اخلاقيا وانسانيا في هذه المباراة ، سواء في إعلانه عن محبة صديقه القديم او في الهدف الاسمى الذي أراده من وراء هذه المشاركة وهي القول أن مكاتب المسؤولين لم تعد المكان اللائق بهم دائما لممارسة وظائفهم الإدارية ، وهنا نتمنى ان تصل رسالة الفراية إلى غيره من المسؤولين ليكونوا أكثر قربا من الناس واكثر التصاقا بالوطن وابنائه .
وهنا أقول لأصحاب العقول المغلقة ولأصحاب المواقف المسبقة الغارقين في السلبية ليس هكذا تورد الإبل وليس هكذا يتم التعامل مع الظواهر الإيجابية التي يكتب فيها بعض المسؤولين سطورًا جديدة في سفر الوطن البهي ، فالموضوعية تفرض علينا جميعًا قول الحقيقة بشجاعة كما تتطلب منا الإشادة بما هو جدير بإعادة تركيب صورة العلاقات الاجتماعية بين المسؤول والمواطنين .. أما الضرب الدائم على الطبول الفارغة فهو من صفات المحبطين والغارقين بالوهم .. فالوزير الفراية الحريص على التمسك بأخلاق القرية هو نموذج مختلف لشاب مازال أمامه حيز واسع للحركة في الاتجاهات كلها .. وهي دعوة مخلصة للجميع بأن نذهب معًا لإشعال شمعة تضيء قلوبنا ومحيطنا بدل أن نبقى في الزاوية المظلمة نلعن الظلام .
ابراهيم محمود