داعش وعبارتها تدخل على خط اضراب المعلمين .. وينك يا حكومة ..؟؟
الشريط الإخباري :
المحرر / خاص-
لم يكن لأحد أن يتخيل ان تصل مطالب المعلمين الى "ازمة" تم افتعالها وتضخيمها واللعب بأدواتها لحين وصولها الى ما يُشبه واقعة داحس والغبراء، ليس لأن هناك تعنت حكومي والشواهد والتصريحات الصحفية ماثلة وموثقة لجهة عدد المقرحات الحكومية والبدائل والخيارات التي قدمتها الحكومة منذ الاسبوع الأول للإضراب لأصحاب العنتريات من قيادي الازمة المصطفين من خلف "الكيبوردات"، والذين يتمترسون في الظل والخفاء يُحركون اللعبة كما يشاءون وبحسب ما يخدم مخطاطاتهم النفعية.
انفك سامر الاضراب بقرار دستوري من المحكمة الادارية العليا، ومارست وزارة التربية والتعليم صلاحياتها بموجب القانون، في محاولة منها للسيطرة على الوضع الذي فلت حبله على الغارب وكاد يودي بمستقبل الطلبة الى خسائر ملموسة، هذا بعد ان قدمت الحكومة اخر حلولها التي شملت نسبة الزيادة بما يقتضيه واقع الدولة المالي، بيد ان تصريحات الحكومة مدعمة بالوثائق والشروحات لجهة تأمين مبلغ الزيادة.
لكن، وعلى ما يبدو، اتضح ان الازمة لا تتمثل بمطالب تحسين الرواتب، ولا علاقة لها ايضا بتحسين الأداء التعليمي للمعلمين، بيد ان جميع الخيارات التي قدمتها الحكومة وارتبطت بتوفير العلاوة مضاعفة مقرونة بالاداء المهني لمعلم جوبهت بحرب اضافية.
يوم امس، وما ان اتخذت الحكومة موقعها الطبيعي في بسط القانون وانتشال الطلبة من مخطط فقدانهم للفصل الدراس، وبعد ان وقفت الحكومة على رأس مهامها وأولوياتها وصلاحياتها، حتى استفاق اصحاب الحراك المفتعل، وبدأ بسن رماحهم وبصورة هستيرية، دفعت باحد المعلمين وهو احد المحسوبين على التيارات الاخوانية بتهديد كل من يخالفه الرأي، وكل من يقول كلمة حق، وكل من يشجع عودة الطلبة الى مدارسهم بالحرق والتشويه.
فقد صدم المنشور المشار اليه الرأي العام الاردني، بل واخذ معه اخر موقف فردي متعاطف مع المعلمين، بيد ان انحسار موجة التأييد لموقف المعلمين وصلت منسوبا قياسيا رافضا للاضرابـ والدليل اسطع من أن يُشكك به وتم توثيقه ضمن تسجيلات لاكثر من اذاعة صباح اليوم، وقد تهافت الاهالي لمباركة دور الدولة في احقاق الحق وعودة الطلبة لمقاعد الدراسة، مع ما تخلل ذلك من تنديد تجاه بعض المدارس ممن قام معلمون فيها بطرد الطلبة الذين أموا مدارسهم صباحا.
المنشور الذي حمل مفردات لم تشهدها ثورات الربيع العربي المزعوم سواء في مصر او تونس او سوريا، حمل خطاب تهديد يرقى لمستوى التهديد بالقتل، وقد كتب صاحبه عبارات تمس الأمن وتعرض حياة المواطنين للخطر، وهو ما يستدعي ان توجه له تهمة محاولة اثارة البلبة والقاقل في البلاد، وقد تضمن المنشور ( مجلس النقابة الناطق الاوحد للمعلمين ونحن اعضاء الهيئة العامة نتلقى التوجيهات والتعليمات منه فقط. ونحذر اي جهة تتكلم باسم المعلمين غير مجلس النقابة وكل من تسول له نفسه المساس بصفوف المعلمين سيكون مصيره الحرق والتشهير) !!
اللافت في المنشور الذي لقي استياءً غير مسبوق لهجمات المعلمين عبر صفحاتهم من الموالين لخفافيش الظلام ممن استغلوا ازمة المعلمين واخذها الى تصعيد استنزف الدولة على كل المستويات، انه تضمن تهديد الحرق والتشهير، وهو ذاته الفكر الداعشي الارهابي الذي كلف الدولة الاردنية الكثير من الشهداء واستنزف قوى الامن والجيش والجهات الامنية كافة.
معيب ما يطرحه المنشور ومن يقف وراءه، ومعيب من ساند صاحبه او سكت عنه من مجلس النقابة، والتي ان ثبت انها بوارد علم بالمنشور ولم توجه مساءلة للمعلم صاحب المنشور فهي لا بد شريكة في الجرم ويتوجب مساءلتها قانونيا وقضائيا.
وحسب شهود عيان، احتفل البعض من المعلمين على طريقتهم الخاصة بموقف مجلس النقابة بمواصلة الاضراب، حيث أقاموا حفلات الدبكة والدحية فور اعلان نائب النقيب عن استمراره، معبرين عن فرحتهم بمواصلة الاضراب حيث اعتادوا الجلوس دون عمل ودون اعطاء الدروس في الصفوف، ولا عجب وقد اخذت منهم عطلة الاضراب اي قابلية للعودة العمل، خاصة وانهم هرولوا خلال الساعات الـ 72 الماضية لسحب رواتبهم من البنوك والصراف الالي مقابل ولا حصة دراسية !!!
وفي النهاية على الدولة ان تتدخل وتنهي حالة المهزلة التي يعاني منها 5 مليون مواطن اردني بين طلاب واولياء امورهم ويجب ان تضع حد لمثل هذا الاضراب الذي اصبح يؤثر سلبا على اغلب قطاعات الوطن .