فارس الحباشنة لـ "فيصل الشبول" : سمعنا صوتك
الشريط الإخباري :
لما اصبح فيصل الشبول وزيرا للاعلام في التعديل الثاني على حكومة بشر الخصاونة ، قيل ان الصحافة عادت الى حضن اهلها .
و ما هي الا شهور ، وحتى الان لم اسمع تصريحا ناضجا و مكتملا لوزير الاعلام .
حضرت مقابلات تلفزيونية لمعاليه قد اصابه بها حالة "تأته " ، و تردد في الكلام او عدم قدره او لا موقف ، و الله اعلم !
كنت من انصار ان يكون وزيرا الاعلام صحفيا ، و من انصار حماية مهنة الاعلام من الدخلاء و المطرودين و المشوهيين و ، المهجرين من مهن اخرى .
و انا ضد ان توكل مهام ادارات مؤسسات الاعلام لاي مسؤول دخيل و مدجن وغريب على " الصنعة " .
تجربة توكيل مهام الاعلام لخارجين وطارئين اوصلته الى حد الموت البطيء ، و الرجم اليومي .
الاعلام ليس مهنة من لا مهنة له ، و الاعلام ليس مهنة المطرودين و المرفوضين من مهن اخرى .
و من لا يجد لنفسه تعريفا اجتماعيا ، فيرمى نفسه في احضان الاعلام .
شوهوا ودنسوا ، ووسخوا الاعلام .
و عود على بدء ، و لوزير الاعلام فيصل الشبول ، كنت كتبت اول توليه للوزارة انه فرصة .
و بعد شهور ، اعترف ان الفرصة ضائعة و مفقودة، و صعب لملمتها ، هذا هو حال الحكومة البائسة .
الوزير الشبول تجاهل في الاعلام ازمة المهنة ، و الحرية الصحفية ، و ازمة المؤسسات الاعلامية و الصحفية .
و تجاهل ازمة الاقصاء و التهميش الاعلامي ، و ارتمى في حضن غرف التحرير في قناة المملكة .
و تناسى التعددية و الاختلاف الاعلامي .
العنوان الكبير للاعلام الاردني ، ليس حرية و سقف صحفي .. فهذه من اخر ما يهم جسم صحفي مهشم ضربا ، و مجروح و مقتول و مغدور ،
علما انه في عهد حكومة الخصاونة اطلقوا رصاصة الرحمة على اخر انفاس الحرية الصحفية .
الصحافة تقاتل من اجل البقاء ، و الصحفيون يموتون من الجوع ، ومطلوبين للتنفيذ القضائي .
كل ذلك ليس له اعتبار و مكان عند فيصل الشبول .
و قبل شهور رسالة الزميل رعد البطوش باللغة الانجليزية من مؤسسة الاذاعة و التلفزيون كانت فاضحة لانهيار المؤسسة و تردي احوالها ، و الى اين وصلت بفعل ادارة طينية ، و علمها في الاعلام ، كعلمي في علوم الذرة و الفيزياء النووية .
من المخجل ان يبقى ملف الاعلام متروكا للنوايا الحسنة والطيبة .. و اكثر ما يزيد قلقي على الاعلام ما يطرح من كلام عن مؤثري السويشل ميديا ، و عملية اعادة تعريف هوية الاعلام الاردني .
و اظن ان فضيحة مطعم سحاب ، وكيف تم ممارسة خداع و تضليل للرأي العام ، و كيف تورط مؤثري السويشل ميديا في صناعة مشهد خرافي ومخادع ، وهي كافية لحسم شأن ملف مؤثري الشويسل ميديا ..
وزير بطوله وعرضه انجر الى وهم سحاب ، و حضر و كان شريكا في جريمة تضليل الرأي العام .. الوزي اياه ، ولو انه في بلد ديمقراطي و بلد يطبق معايير المساءلة السياسية ، فانه يطرد من وزارته ، و يخرج من الحكومة بتعديل طاريء و حصري و استثنائي .
كنت اتمنى ان لا اكتب هذه السطور ، وفي قلمي و قلبي مرارة اقسى على الحكومة .
و اعرف ان رئيس الحكومة ووزرائه لا تفرق معهم ، ومهما قال و كتب الاعلام .
واعرف انهم مزبيطن و ضامنين كم كاتب و كم موقع اخباري ، وكم برانامج اذاعي و تلفزيوني ، وكم ناشط على التك توك و استجرام و الفيسبوك ، وتوتير .
و كلمة ومفردة، تقييم و مساءلة و جرد حساب ، ومراجعة ، و نقد و تقويم و بطح سؤال ممنوعة من الصرف في معجم و لغة الحكومة .
قلبي على مهنة الاعلام ، وقلبي يوجعني اكثر على وطني .. و كيف تحول ملف الاعلام الى طبيخ شحادين .
انصح الزميل الشبول ان يشد حاله اشوي ، و ان يكرب احناكه ، و ان تتضح صورته ، و لو بشكل خاطف ليجيب عن شرعية وجوده في الحكومة .
في الصحافةو الكتابة الصحفية ليس هناك اجمل و اريح على القلم من الاعتراف و الافصاح .
فارس الحباشنة