الخل أخو الخــــردل
الشريط الإخباري :
الخل أخو الخــــردل
حمادة فراعنة
نشر في: الأربعاء 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2022. 12:00 صباحاًآخر تعديل: الأربعاء 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2022. 12:00 صباحاً
سواء نجح نتنياهو في استعادة موقعه كرئيس لحكومة المستعمرة، أو أخفق وأعاد خطفها يائير لبيد وبيني غانتس، فالخل أخو الخردل، من وجهة نظر فلسطينية.
قيادات الكتل الثلاثة: معسكر نتنياهو وحلفاؤه، ومعسكر لبيد وشركاؤه، وبيني غانتس ومن معه لا ولن يستجيبوا لحقوق الشعب الفلسطيني الصامد المقيم على أرض وطنه، غير معنيين بالتجاوب مع حقوق فلسطينيي مناطق 48، أبناء الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، بإلغاء مظاهر التمييز والعنصرية، وتحقيق المساواة لهم، وغير معنيين بالتجاوب مع حقوق الفلسطينيين في مناطق الاحتلال الثانية عام 1967، أبناء الضفة والقدس والقطاع، بإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، وقبول استقلال فلسطين.
نتنياهو ولبيد وبني غانتس، ينطلقون من قاعدة أيديولوجية، وخلفية استعمارية إحلالية احتلالية واحدة، تهدف إلى جعل الأرض الفلسطينية طاردة لشعبها، وفرض العبرنة والأسرلة والتهويد، والتمسك بهدفين:
الأول القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة.
الثاني الضفة الفلسطينية، ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة كجزء من خارطة المستعمرة، تم استعادتها لهم باحتلال عام 1967 ، وتتم عبرنتها وأسرلتها وتهويدها بشكل تدريجي تراكمي، كما فعلوا في مناطق 48، يفعلوا في مناطق 67.
الخل أخو الخردل، الصراع بينهم، صراع اليمين المتطرف، في مواجهة اليمين الأكثر تطرفاً، 80 بالمئة من المجتمع الإسرائيلي العبري اليهودي، من طينة فكرية وسياسية ودينية واحدة، تزداد تصلباً وتطرفاً، وانعكاساتها جلية في سياسات الأحزاب الإسرائيلية المعلنة.
لا معسكر سلام موجود، فهو «مخصي» غير مثمر، غير منتج، ولا معسكر الاعتدال والتوازن والوسطية، لديه «حيل» اي ليس لديه القدرة على التنافس أو فرض ما يراه مناسباً بواقعية، بل تحول إلى ذيل لليكود وحلفائه، ولخصومه ومن معه، ولذلك لا رصيد لهم يمكن الرهان عليه، لدى حزب العمل أو لدى حركة ميرتس، والخصم الوحيد المتوفر لرفض سياسات العنصرية في مناطق 48 والاحتلال العسكري في مناطق 67 هو الشعب الفلسطيني بشقيه في منطقتي الاحتلال الأولى والثانية، وعدد محدود جداً من الشخصيات الإسرائيلية.
إضافة إلى غياب عوامل الضغط الخارجية، التي يمكن أن تفرض على المستعمرة إعادة النظر بسياسات التمييز العنصري والتوسع والاحتلال والاستيطان.
سياسات التراجع غير قائمة، وعواملها غير متوفرة، وبالتالي لا أمل مُرتجى نحو الاستجابة الإسرائيلية لأي مبادرة واقعية، مهما بدت مجحفة بحق الشعب الفلسطيني، وفي طليعتها مبادرة السلام العربية التي تقدم عرضاً يحوي تنازلا مسبقا في عنوانين: 1- التبادل في الأراضي، 2- حل متفق عليه بشأن حق اللاجئين بالعودة، ومع ذلك لم يُعلن أي من قيادات المستعمرة قبوله بها أو موافقته عليها.
شارون ورداً على صدور مبادرة السلام العربية من قمة بيروت في 28 آذار 2002، قام بإعادة احتلال المدن الفلسطينية التي سبق وانحسر عنها جيش الاحتلال على أساس اتفاق أوسلو، كما سبق وأقنع الرئيس الأميركي بوش، أن لديه 14 ملاحظة جوهرية على المبادرة، تدفعه لرفضها وعدم الاستجابة لها، وهذا شأن الآخرين من نتنياهو إلى نفتالي بينيت، ولن يكون أصلح منهم، لا يائير لبيد ولا بيني غانتس.
الخل أخو الخردل حصيلة نتائج الانتخابات الإسرائيلية.