النائب الرواشدة يكتب : من اللعب بالفطبول الى اللعب بالعقول..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
تخجل الكلمات امام أولئك الذين يتقنون فن الاستعراض في التصريحات، ونخجل بصدق من ترديد مقولات مكررة ومهزوزة ومهزومة لا تزيد في مضمونها الا من الشعور المتزايد بالإحباط وانسداد الأفق امام أكثر المتفائلين، والشعور بخيبة الامل من أولئك الذين لا يحرك فيهم شيئا مما يرون ومما يسمعون، من أولئك المبدعين في الحديث الشخصي المفرط في الحديث عن الذات، وربما تشدهم مباراة كرة قدم ويستفزهم هزيمة فريق ونشوة انتصار فريق في ميدان الكرة واللعب بها اكثر من هموم الناس، فمن يجد وقتا لمتابعة مباريات المونديال ولا يجد وقتا لقراءة ما يدور في اذهان الناس من قهر وفقر يزداد يوما بعد يوم، اظنه عاجز عن تقديم أي حل عملي ومقنع وافلس من إيجاد بصيص امل لأولئك الذين خلت مواقدهم من زيت الكاز ومواد التدفئة التي أصبحت محلا للرفع بشكل متوالية عددية لا تتوقف، وخلت موائدهم مما يمكن ان يسمى غذاء، الا نخجل من انفسنا ونحن نتغنى بالغد الأفضل ونعلن بكل برود اننا افقر دول العالم مائيا، ونجد وقتا للمتعة والتسلي بالفطبول واستعراض امجاد كروية مضت، الا يحركنا ويستفزنا ما تراكم من حجم البطالة ونسبة الفقر، وتصريحات تستجدي أصحاب العمل بدفع الحد الأدنى من الأجور وتترك العاملين تحت رحمة جشع واستغلال أصحاب العمل الذين يصرون على الاستغلال، واصبحت الرواتب حتى في حدها الأدنى لم تدفع رغم انها لا تسمن ولا تغني من جوع.
رحمة بنا وبأعصابنا المتعبة من تصريحاتكم واستخفافكم بعقول الناس، ولم يعد المواطن يحتمل المزيد بعدما افقرت سياساتكم جيبه وسدت في وجهه كل امل بتحسين في ظروف حياته، تحدثونه عن البسكوت وهو لا يجد القلية، وتحدثونه عن الغد الأفضل وأنتم تقتلون يومه وتضعون كل خططكم على حساب قوته ودخله المتهالك، وتهدرون وقته في الانتظار لما سياتي تسرقون أحلامه بغد أفضل وهو يرى التناقض ما بين الواقع وبين معسول الكلام، ارحموا جوعه وفقره واحساسه بان كل ما تعدونه به مجرد تسلية وبيعه أوهام القادم، وهو يرى تراجع في الخدمات وتراجع في الدخول وتردي البنى التحتية، لقد أوصلتموه حقا الى عدم تصديق أي كلام، ولم تعد خططكم تقنعه لأنه لم يلمس أي مساءلة للفاشلين في التخطيط ولم يلمس أي مساءلة لمن يمارس العمل العام وهو يجعل من الوظيفة ميدانا للكسب فقط، تقرير ديوان المحاسبة يقول ما لا يمكن اخفائه ويظهر عجزا واضحا في الدور الرقابي للحكومات على المال العام واجوه انفاقه، واعتقد جازما ان حراسة المال العام اهم بكثير من حراسة المرمى. 



© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences