كم اتمنى ان انسى اني اردني !..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
قيل لي اني جنائزي .

وما ينقصنا عذاب و تعذيب .

توقف عن اليأس ، وكن ايجابي كبقية الزملاء .

اليوم قرات مقالا لكاتب محدث بالولاء يذم الشعب و يتهمه بحملة اجندة خارجية ، و يقصد المحتجين على قرارات رفع اسعار المحروقات .

وقيل لي يقينا ، انه مهما كتبت و صرخت لن احدث تغييرا ، فلماذا لا اركب الموجة ؟! 

نعيش يوميا مأسة و ننتقل يوميا من مأسة لاخرى .

كم اتنمى ان انسى اني اردني .

لا تحسبوا ان ازمة الاردن اقتصادية .
وحسبنا من الكوارث الاقتصادية و تداعيها .

قلوبنا مترعة من لصيقي الوطنية و الانتماء و المبرمجين خارجيا فصائل و سفارات ،وولاءات الدولار الاسود .

لا تحصى سنوات العجاف التي عاشها الاردنيون .
من ايلول و حرب الخليج و تكالب سلطوي ،و تزاوج البزنس و السلطة ، وارتهان و امتهان للاجنبي و عملاء الداخل ومراكز القوى اللامرئيية .

نعرفهم بالاسم و نتردد في ذكرهم بصريح القول ، ونخجل من نشر اسمائهم ، و هم لا يخجلون .

ارجوكم .. متى نعود للاردن الجميل ، والاردن اللي نحب .. لم يكن الاردن يوما قبيحا .. و لم يكن من قبل كارها لمواطنيه.
في امراض و علل اردنية ؛ ولكن ايامه وسنواته جميلة ، وخصوصا في تسعنييات القرن الماضي .

سنوات الملك الحسين كانت خصبة و ثرية ، و واعدة بأمل وحب اردني .

احس تلك الايام و عشتها مراهقا و طفلا ايقظ جمالا و ثقة على حلم وطني صاخب .

ألم يكن الاردن عاصمة العرب ، و عمان قبلة و الام الحنون ، و دار الوفاء ، و مجمع الفرقاء ؟! 

عودوا بالذاكرة كم كان الاردن قويا بذكاء قيادته واردته السياسية ، وعبقرية المكان ؟! 
لم نكن عراة ، ونكتة العرب والعالم ، و سماجة السلطة و اركانها من هواة و عابثين ، و مرتزقة .

لست ابن عاق .. ودعونا نرجع الى الاردن اللي نحب و نحلم .

الاردن الي يستحق الدم و التضحية .
لقد عانينا و ما زلنا نعاني من التباس الوطنية .

اريد الليلة ان احلم باردن قديم .. اردن عرار و اردن تيسير السبول و اردن وصفي التل و سليمان النابلسي واُردن ناهض حتر و اردن الهجيني ، و اردن حبيب الزيودي ..

اعذروني ان اتجرأ على الامل و الحب وابسطه امامنا لاردن مفقود ومسلوب ..

سمعت بصمت للنصائح ، و احسست اني غراب و بوما ..نعم ، اني استطيب النوح والبكاء و العويل لما آلت اليه الاردن الجديد .

عرفت ان قناة تلفزيونية اردنية محدثة تروج لاردن جديد .. قلت عافاهم اولا لو ان يغيروا لون الشاشة البرتقالي .

اعتذر عن يأسي، و لما ذكرتكم بجمال الاردن القديم ..فهذا مصير العهر عندما يخدش وطنا .

ذاك هو اردننا الجميل ، وكم نتحسر على الاردن الجديد .. وكم اتنمنى لو اركل انتهازي الحزبية المحدثة نوابا ووزراء واعيان بقدمي اليسرى .
فارس حباشنة
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences