الجبل الشامخ (د. محمود الهباش) عندما يقتحم المسكوت عنه ولا يُهادن امام قدسية الحق الفلسطيني
الشريط الإخباري :
خاص- مهند العتيبي
حامل القضية وحارس الرمز والمقدس الديني، سمات يطلقها المقربون من قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية فضيلة الدكتور محمود الهباش، احد اعمدة الصمود الفلسطيني حين يكون الشأن الديني أمانة لصيقة بمفهوم الوطنية التي تتجلى عظمته كمفهوم يخص وطنا تحت نير وبطش احتلال لم يشهد مثيله التاريخ.
د.الهباش حمل على عاتقه اكثر من مهمة رسمية او منصب رفيع، وقد ةقف شوكة حقيقية في حلق الاحتلال الصهيوني، بما تترجمه مواقفه من صلابة بكل ما يتعلق بشأن القضية الفلسطينية، وبكل ما يتعلق بالمقدس الديني ازاء المقدسات في القدس الشريف، وقد اطلق نداءه مؤخرا محذرا من مخططات ونوايا جماعات المستوطنين بانتهاك حرمة المسجد الأقصى كعتبرا الاعتداءات المتكررة لقطعان المستوطين بمثابة إعلان حرب وعدوان صارخ على المسجد الأقصى المبارك، وإهانة لمشاعر الملايين من المسلمين في أنحاء العالم.
ومن منظور واعي مسؤول يصر د.الهباش على الدور السيادي للشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وما فتأ يؤكد بأن الشعب الفلسطيني هو وحده صاحب السيادة في الحرم القدسي الشريف ومدينة القدس المحتلة، وأن إدارة الأوقاف الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة هي لمجلس الأوقاف الإسلامية في المدينة بموجب "اتفاقية الرعاية الهاشمية بين دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية.
صاحب وعي سياسي يتواءم ومفاصل القضية التي يؤمن ازاءها د.الهباش بأنها قضية مفصلية في عمق الأديان كافة، اراءه وتصريحاته ترسخ حقيقة أن فلسطين كانت ولا زالت ارض حشد ورباط الى يوم الدين، ما يدفع باتجاه ترسيخ هوية الارض ونعزيز الصمود لدى شعبنا الفلسطيني.
وعن الأردن طالما رأى فضيلته أن الأردن وفلسطين توأمان لا ينفصلان وهما بمثابة روح في جسد واحد، وسيظل اردن شرقي النهر رئة فلسطين ما دامت الحياة والأرض، وان استشهاد البطل معاذ الكساسبة هو جرح لفلسطين وللأمة العربية والاسلامية.
د.الهباش يذهب اعمق من وصفه مسؤولا في موقع القرار لما يتعلق بطبيعة موقعه كقاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، الى مساحة الديبلوماسية الفلسطينة فيما هو يستثمر المنابر والمحافل الدولية للتأكيد على إن الاحتلال الاسرائيلي لأراضي دولة فلسطين هو السبب الوحيد للإرهاب وكل مآسي عدم الاستقرار في المنطقة والعالم.
اللافت في كاريزما د.الهباش انه يقتحم المسكوت عنه ازاء مواقف البعض من قضية فلسطين، لا يهادن امام قدسية الحق الفلسطيني، وقد وقف كالجبل الشامخ ليقول كلمته إلى المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن والدول الكبرى ودول العالم الإسلامي ، واضعا نقاط الحقائق أمام من يتزلفون دولة الكيان وعلى راسهم الولايات المتحدة التي تدعي محاربة الارهب بقوله "إذا كانوا حقًا يريدون وقف العنف والإرهاب في كل مكان فعليهم أن يوقفوا الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام والأمن والحرية للفلسطينيين لأن السلام لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود الاحتلال والاستعمار الواقع على الشعب الفلسطيني”.
المتتبع لتصريحات د.الهباش، يجد امامه مدافع شرس لا تنقصه الحنكة السياسية فيما هو يؤكد ىيكشف اهداف الاحتلال "الإسرائيلي" بمحاولته تغيير الوضع التاريخي في المسجد الأقصى والتي يراها بأنها ستقود العالم الى حرب دينية سيما أن الأقصى ليس مكان عبادة مقدس فحسب، بل هو دين وعقيدة أكثر من ملياري مسلم ينتشرون في بقاع الأرض شرقاً وغرباً، ولن يقبلوا إهانة مسجدهم وإهانة عقيدتهم من قِبل شرذمة متطرفة.
الاجمل في شخص د.الهباش، والذي وصل الى موقعه كمستشار لرأس الهرم في القيادة الفلسطينية وقبلها تسلمه منصب وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية من عام 2007-2009، ثم وزير الأوقاف والشؤون الدينية من عام 2009-2014، قبل أن يتم تعيينه في 1/6/2014 قاضيا للقضاة ومستشارا للرئيس الفلسطيني، أن سيرته المهنية تتسم بطابعها الفكري النضالي، ما يفوت الفرصة على المتصيدين من النيل منه، فماضي الرجل يعتريه الوضوح في صلابة مواقفه ونزاهة معتقده، الامر الذي رد نحر المتصيدين ممن حاولوا النيل منه عبر "دكاكين" اعلامية تسمى فضائيات !!