حزب العمال يستنكر الترخيص بعمل تظاهرات لحرق المصحف الشريف ويطالب باتفاقية دولية لمنع ازدراء الأديان

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
عمان في 29/6/2023

يستنكر حزب العمال تكرار الاقدام على حرق نسخ من المصحف الشريف في بعض مدن العالم، وهو العمل الذي يقدم عليه أشخاص موتورون او مضطربون عقليا او نفسيا او باحثون عن الشهرة، يفلتون من العقاب تحت التذرع بحرية الرأي والتعبير، متناسين أن إحراق الكتب المقدسة هو ازدراء لتلك الديانات ولأتباعها، واعتداء على كرامتها ومعتقداتها، وهي الأمور التي تطالها الكثير من القوانين في العالم بالتجريم.
كما يستنكر الحزب قيام بعض الدول بترخيص مثل هذه التظاهرات، وإعطاء أصحابها الفرصة ليحققوا الشهرة المنشودة التي يبحثون عنها، لا سيما حين يتعلق الامر بالقرآن الكريم وبالدين الإسلامي الذي بات هدفا لكل حاقد في ظل عدم وجود غطاء تشريعي لحمايته في بعض الدول، وهي للمفارقة ذات الدول التي تجرم معاداة السامية، ولكنها لا تجرم ازدراء الأديان!
ويشدد الحزب على المطالب السابقة لمنظمة التعاون الاسلامي بضرورة التوصل الى اتفاقية دولية تحمي الشرائع السماوية وأربابها وكتبها المقدسة من تطاول الموتورين عليها من المروجين لمفاهيم الكراهية الدينية المشعلين لنيران الفتنة بين البشر، باعتبار الكراهية الدينية كانت وما تزال واحدا من أهم أسباب الحروب والنزاعات في العالم عبر التاريخ، وعلى الإنسانية اليوم التوصل الى صيغة مرضية تمنع المتطرفين والمتعصبين من توظيف هذا المفهوم الخطير لإشعال المزيد من تلك الفتن.
ويدعو الحزب إلى ضرورة التمييز الدقيق بين الافعال التي تمثل حقا اصيلا في التعبير عن الرأي والافعال التي تسيء إلى طائفة من الناس ومعتقداتهم ودياناتهم وقيمهم، فالأولى حق أصيل للإنسان، أما الثانية فاعتداء على حق الآخرين وكرامتهم، ويحث الحزب على استخدام مصطلحات تشريعية محددة ودقيقة بعيدا عن المفاهيم الفضفاضة كي لا يساء استخدام النصوص في قمع الحريات أو النيل منها.
كما يدعو الحزب وسائل الإعلام إلى الحد من تغطية الأعمال الفردية الموتورة لأنها تحقق لأصحابها ما أرادوه من شهرة وتحولهم إلى شخصيات عامة ذائعة الصيت قادرة على جني ملايين المشاهدات مع ما يتأتى معها من ارباح مالية، مع انهم في الواقع لا يملكون في تاريخهم أي أعمال تؤهلهم لاحتلال تلك المكانة.
وفي المقابل، فإن الحزب يحذر من وجود أحزاب وجماعات ومؤسسات يمينية متطرفة تستثمر بشكل منهجي في تلك الأعمال، وتروج لها، وهذا هو الخطر الأكبر الذي يحتاج مواجهة حقيقية من أمم العالم، كي لا نجد أنفسنا على شفا حرب عالمية دينية تفني البشرية.
إن الحرية قيمة مقدسة، ولكن حرية كل منا تتوقف عند حدود حرية الآخر وكرامته وحقوقه ومصالحه، وإن تكرار الاساءة الى مشاعر مليار ونصف المليار مسلم حول العالم ليس حرية، بل جريمة ينبغي إدانتها لانها تخل بالأمن والسلم العالميين، فالحرية ليست فوضى، ولا ينبغي لها أن تقودنا الى الفوضى، وقد آن الأوان لتفعيل نصوص اتفاقية كامدن وخطة عمل الرباط بشأن جرائم الكراهية، وعلى رأسها الكراهية الدينية والعرقية، وتحويلها إلى إطار ملزم يقي الإنسانية شر الفتن.
حمى الله الوطن وطوبى لمن يعملون من أجله.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences