الملك والطوفان بوصلتنا فلسطين .. وتاجها القدس الشريف

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

ليندا مواجده
لطالما حذر جلالة الملك عبدالله الثاني منذ سنوات طوال ومن على كل المنابر الدولية وخلال اللقاءات السياسية مع قادة الدول الكبرى، من أن تبعات الظلم وانعدام العدالة الواقعيْن على الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، سيفجر الأوضاع في أي لحظة وحينها سنخسر كثيرا من الأبرياء، فكانت النتيجة كما توقعها وحذر منها جلالته.. 

"طوفان" والذي تفجر مع فجر السبت الماضي. 

ان جلالة الملك عبدالله الثاني بحكم شرعيته التاريخية والدينية ووصايته الهاشمية يرتبط ارتباطا وثيقا وتاريخيا برعاية مدينة القدس المحتلة وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والتي تتعرض لمحاولات الاستيلاء والتهويد وطمس معالمها العربية الاسلامية والمسيحية من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي.

ويزداد الأمر عظمة عندما يرتبط هذا الطوفان بمعان مقدسة وروحية سامية حيث تم ربط الطوفان بالأقصى في معركة "طوفان الأقصى"؛ فالأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم الذي يتعرض لأبشع أنواع الاعتداء والانتهاك من قبل الإحتلال  ومن المستوطنين بشكل لا يحتمل. حيث انطلق المقاتلون كسيل يغشى الأرض وهم يدركون أن هذه معركة للأقصى تستحق أن تكون تاريخية وغير مسبوقة وتُدفع العدو ثمنا باهظا ليعلم أن الاعتداء على المسجد الأقصى لا يمر بلا حساب.

ولا شك في أن طوفان الأقصى سيغيّر قواعد الصراع التي حكمت العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية طوال السنوات العشرين القادمة كليًا أو إلى حد كبير على الأقل، وسيكون له تداعيات إقليمية ودولية كبيرة،

إن ما جرى في طوفان الأقصى يدل دلالة قاطعة على فشل هذه السياسة، فالمقاومة راكمت قوتها، واستطاعت أن تقدم نموذجًا ملهمًا من حيث التخطيط والتدريب والتمويه وتضليل أجهزة المراقبة والرصد وتعطيلها وتضليلها، وهذا سيدفع الحكومة الإسرائيلية إلى انتقام رهيب بحجم الصدمة والترويع التي عاشتها إسرائيل،

فما حدث في طوفان الأقصى ودلالاته يثبت مجددًا الشعبية الطاغية لخيار المقاومة، واستحالة القفز على الشعب الفلسطيني وحقوقه، فهو الرقم الصعب شاء من شاء وأبى من أبى.
ليعود جلالة الملك مرة أخرى ليحادث القوى الفاعلة عالميا، مطالبا بوقف ما يحدث من مجازر بحق الفلسطينيين، ومحذرا من أن عدم وقف القتال سيؤدي إلى انفجار المنطقة برمتها، وسيخسر العالم المزيد من الأرواح البريئة ، وهو الأمر الذي يقوم عليه جلالة الملك انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات في المدينة المقدسة.

والعودة الى الالتزام بالمسار السلمي الذي لا بد وأن يفضي إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فهذا هو المخرج الوحيد لحل الأزمة برمتها .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences