فرّوا من القصف ليلاحقهم الموت.. عائلتا "المقوسي والبكري".. نازحون من شمال غزة تغتالهم طائرات جيش الاحتلال ..
الشريط الإخباري :
غزة- صافيناز اللوح: يتواصل الإجرام والإرهاب الإسرائيلي الذي تنفذه طائرات الاحتلال بحق المدنيين الآمنين في قطاع غزة.
عشرات العائلات التي نزحت من الموت، ومن المناطق الشمالية ومحافظة غزة، إلى وسط وجنوب القطاع، علّهم يجدون ملجأً لهم وفراراً من الصواريخ، إلا أنّه تم استهدافهم بشكلٍ مباشر ليسقطوا بين شهيد وجريح.
استهداف نازحون لجأوا إلى عائلة حمدان..
عائلتا "المقوسي والبكري"، نزحا من غزة وشمالها إلى منزل لعائلة حمدان في منطقة الدعوة وسط القطاع، ليلاحقهم الموت، وتلاحقهم طائرات الاحتلال وتقصف منزل تحصنه به من الغارات العنيفة والعدوان الإسرائيلي، ليسقطوا شهداء وجرحى، حيثُ انتشلت الطواقم الطبية 14 شهيداً منهم وعدد من المصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى.
كما أصيبت عائلة حمدان بأكملها في هذا القصف، وأدخل عبد الله حمدان إلى غرفة العناية المكثفة نتيجة إصابته بجراح خطيرة، برفقة والديه وأشقاءه ليعلن استشهاده فيما بعد، وأصيب المواطن محمد نشبت وزوجته بجراحٍ خطيرة.
صراخ صبري على أشقاءه الشهداء هز أركان المستشفى..
صبري المقوسي في العشرين من عمره، صرخ صرخة ألم وبكى بحرقة على استشهاد أشقاءه عز وماجد وعدد آخر من عائلته.
كنا بقرب صبري الذي ضج صوته ليست المستشفى فقط بل كل أرجاء الكون، ووصلت صرخاته إلى عنان السماء، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال منزل تحصنوا به وهو ذاهب ليشتري لهم بضعاً من الحاجيات الغذائية، ولكنهم حرموا من تناولها قبل أن تصلهم.
"ولك قوم".. لن يترك لسان صبري هذه الكلمات، وهو يحتضن أشقاءه الشهداء الذين تم نقلهم إلى مجمع شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
يقوم أقارب صبري بإبعاده عن الشهداء، أخرجوه من خيمة وضع الشهداء عدة مرات قبل تكفينهم ليتم الصلاة عليهم ودفنهم جماعياً في مقبرة دير البلح، لكنه يعود مرة تلو الأخرى يحتضن عز الطفل الذي لم يبلغ من العمر سوى الـ10 أعوام، ويقوم بالصراخ عليه "ولك يا عز قوم بدي أجبلك الي طلبته مني.. ولك قوم"، ولكن دون جدوى غادر عز شهيداً وترك صبري يتوسطه الألم والوجع.
وبعد ساعة من صراخ صبري الذي ضج أرجاء المستشفى، وبعد الصدمة التي تلقاءها باستشهاد عائلته، أخرجوه بالقوة من خيمة الشهداء، وفي منتصف ساحة المستشفى وقع صبري أرضاً فاقداً للوعي، وتم نقله لتلقي العلاج على أسرة المستشفى، ومن ثم تمكن أفراد من العائلة تكفين الشهداء والصلاة عليهم، وبعد سويعات قليلة تم نقلهم للدفن في مقبرة جماعية وسط القطاع.