الاتحاد الأوروبي : أهمية كبيرة للمستشفيات الأردنية و «الإنزال الجوي»

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
القاهرة – ميس رضا


تمتاز العلاقات الأردنية مع الاتحاد الأوروبي بعلاقات شراكة عميقة وراسخة تعود إلى عام 1977 قائمة على ركائز من التعاون الاستراتيجي في مجالات عديدة، توجتها عدة لقاءات جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني بقادة أوروبا جرى خلالها بحث الأوضاع المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية والتطورات في المنطقة وأثرها على الأمن الإقليمي.
وفي مقدمة هذه الملفات تحظى القضية الفلسطينية بجهد كبير ومتواصل من جانب الأردن، بقيادة جلالة الملك، وبمناقشات متواصلة واتصالات مكثفة مع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من تشرين الثاني الماضي.
وأدى حراك جلالة الملك المكثف إلى إحداث تغير واضح في المزاج العام لدى دول الغرب وتغيير بوصلته، فضلا عن استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي للتأسيس لهدن إنسانية تسمح بإدخال مساعدات إنسانية لقطاع غزة، حيث يؤكد جلالته ضرورة العمل بشكل جاد نحو أفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، لافتا إلى دور الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.
ويدرك الاتحاد الأوروبي الثقل الذي تتمتع به المملكة بفضل سياستها الحكيمة ودبلوماسيتها الرائدة التي يقودها جلالة الملك، ويثمن دور الأردن المحوري في الإقليم، بقيادة جلالته الذي يعمل بشكل حثيث من أجل إيجاد أفق لحل القضية الفلسطينية، وحلول سياسية لقضايا المنطقة.
ويوازي ذلك جهود دبلوماسية مصرية وتحركات مكثفة تعمل ليلا ونهارا بالتنسيق مع الأردن لوقف الحرب على غزة وحماية المنطقة من دوامة عنف قد تدفع المنطقة لحرب لا يحمد عقباها.
ويرى الاتحاد الأوروبي في مصر القوة التي بيدها تحسين واستقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، لذلك أصبحت مصر قوة عظمى لا غنى عنها لضمان استقرار المنطقة، بالإضافة إلى أن المزايا الاقتصادية والتجارية في مصر كبيرة وواعدة، والاتحاد الأوروبي يريد أن يكون هناك انطلاق في العلاقات مع مصر، خاصة في المجال التجاري والصناعي ومجال الطاقة، وذلك سيتم عن طريق تقارب العلاقات بين مصر وأوروبا، حيث شهدت العلاقات بين الجانبين خلال السنوات الماضية تطوراً على المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي تستند إلى تاريخ طويل من العلاقات.
وحرصت القيادة السياسية المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي على تنمية هذه العلاقات وتعزيز أطر التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة خاصة أنَّ الاتحاد الأوروبي يعد أحد الداعمين الرئيسيين لمصر إقليميًا ودوليًا.
في حديث أجرته «الدستور» مع المتحدث الرسمي للاتحاد الأوروبي في في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس بوينو، ثمن خلاله دور الأردن ومصر في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن البلدين شريكان وثيقان للاتحاد الأوروبي، وأن دعمهما المستمر للشعب الفلسطيني أمر بالغ الأهمية بالنسبة لدول الاتحاد.
وتاليا تفاصيل الحوار:
* كيف تنظرون في الاتحاد الأوروبي إلى الجهود الأردنية - المصرية في ما يتعلق بالوضع في غزة، وما رؤية الدول الأعضاء في الاتحاد إلى هذه الجهود ودورها في دعم القضية الفلسطينية؟.
- الاتحاد الأوروبي يثمن دور الأردن ومصر في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فالبلدان شريكان وثيقان للاتحاد، ودعمهما المستمر للشعب الفلسطيني أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا، أما بالنسبة للأردن فلدينا شراكة خاصة تتيح لنا الدخول في مناقشات صادقة حول الأزمة الحالية.
ومن الأمثلة الأخيرة على ذلك الاجتماع الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، الذي ترأسه بشكل مشترك الممثل الأعلى نائب الرئيس جوزيب بوريل ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. ونتيجة لهذا الاجتماع، كان هناك التزام مشترك بالعمل معا من أجل إقامة دولة فلسطينية كأولوية للمنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب الأردن دورًا حاسمًا في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة في هذه الأوقات، كما أن لدى الأردن مستشفيين ميدانيين في غزة ويقدم المساعدة من خلال عمليات الإنزال الجوي القيمة. ونحن نبحث عن سبل الشراكة مع الأردن ودعم العمليات الإنسانية الأردنية، بالإضافة إلى جهودنا الإنسانية.
* كيف تنظرون إلى علاقات الأردن الحالية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وتأثير موقف المملكة على موقف بعض الدول الأوروبية في دعم الفلسطينيين؟.
- هناك بالفعل إجماع داخل الاتحاد الأوروبي بشأن مساهمات الأردن الكبيرة في معالجة هذه الأزمة على المديين القصير والطويل، كما أن رؤية الأردن مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ومن الواضح، بعد لقاء برشلونة، أن هناك حاجة إلى إقامة تحالف سلام بين أوروبا والولايات المتحدة ودول المنطقة. وخلال اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط الأخير في برشلونة، كان هناك اتفاق على مواصلة العمل معًا من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار كأولوية قصوى. ويشمل ذلك مواصلة العمل مع جميع الأطراف المعنية لضمان وجود آلية مستدامة لتوصيل المساعدات الإنسانية دون انقطاع أو عوائق إلى جميع أنحاء غزة، واستئناف جميع الخدمات الأساسية هناك، وكذلك إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين الأبرياء، ومواصلة التعاون للتحضير لمؤتمر السلام. وإن ما تم التأكيد عليه مجددًا أيضًا هو أهمية الالتزام بالجهود الجماعية لتحقيق حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وضمان الحرية والكرامة للفلسطينيين، والأمن المستدام للإسرائيليين، والسلام الدائم والاستقرار للفلسطينيين والمنطقة بأكملها.
ونحن نعلم أن الأردن يتأثر بالحرب في غزة ويتأثر باقتصادها، ومن الأهمية بمكان بالنسبة للأردن والاتحاد الأوروبي أن يعملا معا لضمان الاستقرار الاقتصادي، وطمأنة المستثمرين الأجانب، والحفاظ على نموذج الأردن كمنارة للاستقرار في المنطقة. وقد تمت مناقشة هذه الأبعاد المهمة لشراكتنا أيضًا خلال زيارة جلالة الملك إلى بروكسل في 7 تشرين الثاني الماضي، وخلال زيارة متابعة قامت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى عمّان في 19 تشرين الثاني الماضي.
* في ظل استئناف القصف الإسرائيلي على غزة مجددا بعد انتهاء الهدن القصيرة، كيف يتحرك الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الشعب الفلسطيني؟.
- هناك بالفعل ست نقاط حددها الممثل الأعلى نائب الرئيس جوزيب بوريل عقب اجتماع برشلونة، وهي عبارة عن اتفاق بين المشاركين في الاجتماع، تضمنت الآتي: أولاً يجب ألا تكون هناك عودة لحماس إلى غزة، ثانياً التأكيد على معارضة أي تغيير في الوضع الراهن أو إعادة احتلال إسرائيل لغزة عسكرياً، ثالثاً يجب إنهاء المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، والحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية، رابعاً تحتاج السلطة الفلسطينية إلى استعادة حكمها في غزة، وسوف تستغرق هذه العملية وقتاً وتتطلب مشاركة قوية من الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي ككل، خامساً يجب أن تبدأ عملية إعادة الإعمار فوراً بعد توقف الأعمال العدائية، ومن أجل بناء السلام، يحتاج الفلسطينيون إلى رؤية تحسينات فورية في ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، سادسا التسوية السياسية النهائية على أساس حل الدولتين.
وأذكر هنا بما قاله بوريل بأنه لا يمكن أن ننجح إلا بمشاركة قوية من المجتمع الدولي ويتعين علينا أن نبني تحالفاً من أجل السلام يضم الدول العربية ويحظى بثقة الطرفين، أوروبا والولايات المتحدة، وهذه المرة، يجب أن يكون التزامنا بحل الدولتين أكثر من مجرد شعار.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences