أمطار وغبار ودخان دون نار
الشريط الإخباري :
ابراهيم عبدالمجيد القيسي - ما زالت الصدور تضيق عن قراءة مقالة تزيد عن 500 كلمة، وكذلك تضيق صفحات الدستور، والأصل ان تكون المقالة سريعة لا يشعر القارىء بوقت حين يقرأها، لكن الغمامة تتسع ويصبح الكلام المباشر ضربا من خيال ان نحن نكتب لنضيف للوعي الجمعي جديدا مفيدا..
حتى الجوّ؛ أعني الحالة الجوية، ترسل تحذيرا مبطنا للناس الساعين في مناكبها، فالأخبار عن حالة الطقس تبالغ وتتوخى مزيدا من حرص، خشية ان يحدث ما لا يحمد عقباه حين تنهمر السماء ويثور الغبار، ويكون الفيضان وشيكا..
والحالة الجيوسياسية المحلية، لا تختلف كثيرا عن الحالة الجوية الحذرة، هدوء قسري على كل الملفات، واحتدام في الرأي حول لا شيء، واحتراق في نفوس اقل ما يقال عن أصحابها بأن (بصلتهم محروقة)..
الامن العام والتعليم الاكاديمي والزراعة، ثلاثة حقول اكتب عنها اكثر ما اكتب في هذه الزاوية، وكلها على ارتباط جذري بالحالة الجوية او الجيوسياسية.. ومع ذلك لم اكتب عنها المزيد منذ اكثر من شهر، وان قلنا بأن لا صوت يعلو صوت المعركة، فلا معركة او حروب تشتعل، والاستقرار يسود..هو لا يسود ان تحدثنا صراحة، بل يتأهب لزوابع تعمق أثرها كل مرة حتى وصلت لحدود (زوابع في فناجين).
عندما تتلبد السماء بالغيوم او يثور غبار الأرض فإن أكثر ما يبعث في نفسي استقرارا وطمأنينة هو الأمن، فهو خيمة صامدة مشدودة حبالها كأنها مرسومة رسما، ومهما ثارت الرياح فلن تهتز صورة الأمن..
قد تسري الريح هوجاء من جهة غير مألوفة وقلما كانت مصدرا للرياح، ومهما كانت تتقصد المباغتة والمفاجأة فهي لن تهز حبال صورة الأمن في وجدان السكان الذي يتفيأون ظلها ويتقون البرد حين يلوذون برواقها المسدول على دفء تراب الوطن ..
لا اريد ان اكتب شيئا اليوم، وكل ما يدور في مدارات نفسي هو التحليق بارتياح وبلا عواصف او مفاجآت او أحداث ساخنة.
اريد ان تصبح الزراعة محض نماء لطمأنينة يغرسها الأمن العام، وكذلك التعليم...ليس تعليما ان لم يكن منبعه ومصبّه ومجراه أمنا عاما شاملا باعثا في الدنيا كلها قانونا يستحق كل الاحترام .
هذا ما وردنا من دائرة الأرصاد الجوية..وسنخبركم بالمزيد حيث لا ننقص أو نزيد.