استطلاع: الأردنيون يرفضون الوطن البديل
الشريط الإخباري :
خلصت دراسة استطلاعية نفذها مركز نماء لاستطلاعات الراي العام بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور إلى أن الأغلبية من الرأي العام الأردني تصف العلاقات السياسية بين الأردن والولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، الصين، بريطانيا، تركيا، مصر، الامارات، المانيا، قطر، العراق، الصين، اليابان، وسوريا بانها جيدة جدا أو جيدة نوعا ما، فيما بينت أن أقلية تصف العلاقات مع اسرائيل وإيران بهذا الوصف.
وكشفت الدراسة أن 87% من الأردنيين يعارضون وجود قواعد عسكرية أجنبية في الدول العربية.
الدراسة التي نفذتها نماء للاستشارات الاستراتيجية في شهر آب 2018 على عينة وطنية ممثلة من 1198 مقابلة وجاهية وبهامش خطأ ±2.5% وغطت مناطق المملكة كافة، كشفت أن الأغلبية الكبرى من الأردنيين ترغب بتحسين العلاقات السياسية مع هذه الدول باستثناء اسرائيل وايران. ومن الملفت للنظر أن نحو 70% من الأردنيين يريدون "الحد من” العلاقات السياسة مع إسرائيل.
وعزا الدكتور فارس بريزات، رئيس مجلس إدارة نماء، التغير الجوهري في موقف الرأي العام الأردني من إسرائيل إلى السياسات الاسرائيلية تجاه القدس وعدم تقدم عملية السلام بسبب التعنت الاسرائيلي.
وعلى الرغم من رغبة أغلبية الأردنيين بتحسين العلاقات السياسية مع هذه الدول، إلا أنهم يبدون أكثر حذراً فيما يتعلق يتحسين العلاقات الأمنية والعسكرية معها.
وبينت الدراسة أن رغبة الأردنيين بتحسين العلاقات العسكرية/الأمنية مع هذه الدول أقل بنحو 12 نقطة مقارنة برغبتهم بتحسين العلاقات السياسية. مثلاً، يرغب 73% من الأردنيين بتحسين العلاقات السياسية مع تركيا، مقارنة بنحو 63% للعلاقات العسكرية/الأمنية.
وأظهرت الدراسة أن الفرق برغبة الأردنيين بتحسين العلاقات السياسيةمن جهة، والعسكرية والأمنية من جهة أخرى، أقل بكثير بين الحلفاء التقليديين للأردن مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، ومصر والسعودية. مثلا، يرغب 58% بتحسين العلاقات السياسية مع بريطانيا، مقارنة بنحو 52% يرغبون بتحسين العلاقات العسكرية / الأمنية.
ويرغب 61% بتحسين العلاقات السياسية مع الصين، مقارنة 47% للعلاقات العسكرية والأمنية.
وفيما يتعلق بإسرائيل، يريد 70% الحد من العلاقات السياسية ، و73% يريدون الحد من العلاقات العسكرية والامنية معها. ويعتقد47% من الأردنيين أن إسرائيل أكبر "مهدد أمني” للأردن، مقارنة بنحو 10% للولايات المتحدة و 7% لإيران.
وكشفت الدراسة قناعة نحو نصف الأردنيين أن دول الخليج هي الداعم الاقتصادي الأكبر للأدرن. إذ سمّى 30% من الأردنيين بان المملكة العربية السعودية هي أكبر داعم اقتصادي للأردن، الامارات بنسبة 7%، ودول الخليج عموما 7%، ثم قطر4%، والكويت 1.4%. وحلت الولايات المتحدة الأمريكية بالمرتبة الثانية بعد السعودية بنسبة 25%، و 1% لكل من بريطانيا والمانيا.
أما الحليف الأقرب للأردن، فكان السعودية. إذ ذكر 25% السعودية بأنها الحليف الأقرب وكانت العام الماضي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بنسبة 22%، وبذلك حلّت مكان الولايات المتحدة التي أحتلت المرتبة الأولى العام الماضي بنسبة 41% وأنخفضت هذا العام إلى 22%. وحلت المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة 9% مقارنة 8.1% العام الماضي. وتركيا 6%، و5% لكل من الامارات وفلسطين والعراق و 4% لقطر.
وبالنسبة للخيار الأول للأردنيين كشريك للأردن في المستقبل. تقدمت تركيا لتحتل المركز الأول بنسبة 21% متقدمة 10 نقاط مقارنة بالعام الماضي، تلتها السعودية بنسبة 17.3% متراجعة نحو 3 نقاط، ثم الولايات المتحدة بنسبة 13.4% متراجعة 6 نقاط، ثم قطر بنسبة 5.4% متقدمة نحو 4 نقاط، ثم العراق بنسبة 5% متقدمة نحو 4 نقاط، ثم فلسطين بلا تغيير، ثم الامارات متراجعة نحو 4 نقاط، ثم الصين متقدمة نحو 3 نقاط، ثم بريطانيا متراجعة بنحو نقطيتين، ثم مصر بلا تغيير، ثم 2.3% لكل من سوريا و روسيا متقدمة نحو نقطة واحدة كل منهما.
الملفت للنظر هو أن تقدم تركيا وقطر والعراق والصين وسوريا وروسيا كشركاء للأردن في المستقبل رافقه تراجع السعودية والولايات المتحدة والامارات وبريطانيا.
وهكذا يكون تَقدَم تحالف تَشكلَ حديثاً ولم تكتمل شروط نضوجه، فيما تراجع تحالف تقليدي مكتمل الشروط وعلى مر عقود من العمل المشترك على المستوى الاستراتيجي. يبقى السؤال هل يستمر هذا التحول البسيط لدى الرأي العام الأردني بذات الاتجاه إذا تغيرت التوجهات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والنظام الاقليمي الأمني الجديد؟
وكشفت الدراسة أن الأغلبية الكبرى من الرأي العام الأردني 92% "غير راضية إطلاقاً” عن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الصراع العربي الاسرائيلي. ويُحمَل نحو 44% من الأردنيين إسرائيل مسؤولية عدم حدوث تقدم في عملية السلام، فيما يُحمّل 31% الولايات المتحدة المسؤولية. ويؤيد نحو 47% حل الدولتين، و15% حل الدولة الواحدة.
وعن الاستقرار الاقليمي، وصف 86% من الأردنيين المنطقة بأنها غير مستقرة وغير آمنة. وعزا 50% منهم ذلك لإسرائيل، و26% للولايات المتحدة، و7% لإيران.
وفيما يتعلق بلاءات الملك التي أطلقها قبل عدة أشهر، خلص الاستطلاع إلى أن 98% يؤيدون موقف الملك برفض تقديم تنازلات بالقدس، وأيد 99% موقف جلالة الملك بخصوص القدس الرافض لنقل السفارة الامريكية لها.
كما ترفض الأغلبية الكبرى من الأردنيين بعض المقترحات التي انتجتها بعض الاحزاب الاسرائيلية وتبنتها بعض أطراف الادارة الامريكية بخصوص حل القضية الفلسطينية، إذ أيد 98% موقف جلالة الملك الرافض لإقامة وطن بديل للفلسطينيين في الأردن