عبد الهادي راجي المجالي يكتب : شكراً جلالة الملكة أم الحسين ..
الشريط الإخباري : في حياتي لم أشاهد الملكة رانيا شخصيا ، ولم التق بها من خلال عملي في الصحافة .. شاهدتها مرة واحدة في ومن مسافة ٥٠٠ متر وهي تغادر افتتاح فعالية في أمانة عمان ...
وأنا الآن على مشارف التقاعد ، لا أبتغي تكريما ولا ثناء من أحد .. فبعد عام من الآن سأغادر عملي في الصحافة وانضم لمواكب المتقاعدين .. ولا أكتب هذا الكلام تقربا أو نفاقا لا قدر الله .
الملكة رانيا قدمت خطابا في القضية الفلسطينية متقدما ومحترما .. لم تجرؤ عقيلة زعيم عربي أو أوروبي أو حتى من العالم الحر على تقديمه .... وهذا الخطاب لايعتبر سياسيا بقدر ما يعتبر انحيازا لوجدان الناس وضميرها ...
لا أعرف لماذا لم تقم عقيلة زعيم عربي ولو - في إطار المجاملة - بالظهور على التلفاز والإنحياز لقضية الشعوب العربية كاملة ...
هذه هي الأدوار الحقيقية للنساء العربيات ...هي لم تطل عل المجتمع الغربي من زاوية سيدة القصر ، ولا من زاوية الراعية لمسائل الجندر ... ولا من زاوية برستيج الفنادق الفاخرة ومؤسسات المجتمع المدني ، بل أطلت عبر شاشات يتابعها الملايين ...بلباس بسيط جدا خال من الترف ، وبلغة الوعي وخاطبتهم عبر ثقافتهم ... عبرت عما في داخلها ودواخلنا ، بصدق تام ...دون استعراض ، لأن ف ل س ط ين في النهاية هي قضيتها مثلما هي قضيتنا ...
وهنا أسأل أين نساء المجتمع اللواتي قمن بإرهاقنا بقضايا الجندر وتمكين المرأة ومؤسسات المجتمع المدني ... لماذا لم صمتن .. ولم يقمن ولو بمسيرة تضامنية بسيطة ..
بالمقابل تحملت الملكة هجوم .. الطرف الآخر ، تحملت الآراء المضادة ... وتحملت فكرة خسارة بعض حضورها الذي بنته في دوائر القرار والإعلام الغربي.. لقاء أن تعلن عن موقفها وتنحاز لضميرها ولشعبها ...
في النهاية ... هذا الموقف سيسجل للملكة رانيا ، على الأقل وقفت بانحياز تام وكامل لجانب الدم الفلس ..ط ي ني في حين أن البعض من أبناء جلدتنا للأسف آثروا الصمت ..
ليس مهما ما أكتبه عن الملكة ، فأنا مثل العابرين ..في كلام عابر ، لكني في حياتي لم أكن سلبيا ... وأؤمن أن الصحافة موقف ومبدأ ... والتاريخ حين يمر سينصف كل من وقف من الدم ال ف ل س ط يني .
وحتما سيعاقب من صمتوا .. حتما سيعاقبهم ..
شكرا أم الحسين
عبدالهادي راجي المجالي