كورال أمواج في عمان

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
حماده فراعنه
قدمت فرقة كورال أمواج الفلسطينية القادمة إلينا من مناطق الخليل وبيت لحم والقدس، برنامجاً ممزوجاً من الموسيقى والغناء والأداء المسرحي، وقدمت عرضاً في مركز الحسين الثقافي، بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي، حضره السفير اليكسي لو كوور غرانميزون، ووزيرة الثقافة الأردنية المثقفة الوطنية هيفاء النجار، إضافة إلى وزير الثقافة الفلسطيني السابق أنور ابو عيشة، جعل الحضور مشدوداً للأداء الرفيع من قبل الأولاد والصبايا، أعضاء الفرقة، وإدارة بقيادة الفرنسية مافيلدا فيتو ضابطة الإيقاع .
القاعة مليئة بالحضور من الأردنيين والأجانب، وهذا ما يُفسر أن اللغة المسرحية، كانت بالعربي والإنجليزي، مما يتضح أن دوافع القائمين على فرقة أمواج لديهم رسالة سياسية إنسانية على أمل توصيلها للغرب، بقالب فني غنائي موسيقي مدروس ومنهجي، مما يدلل على أن نضال الشعب الفلسطيني متعدد الأدوات الكفاحية، لقضية واحدة مظاهرها:
أولاً المعاناة جراء الاحتلال والاستيطان والبطش ومصادرة الحقوق، والحصار والتجويع وصولاً نحو الاعتقال وليس إنتهاء بالقتل والتصفية، فالموت نهاية المطاف لحياة الإنسان، أما لدى المستعمرة الإسرائيلية، لديهم اعتقال وحجز للجثة حتى بعد القتل والتصفية الجسدية، وينفردوا بهذا السلوك الهمجي المتطرف ضد الفلسطينيين عن كل الاحتلالات البائدة في العالم.
وثانياً النضال بكافة الأدوات المتاحة، مع الاستعداد المسبق لدفع الثمن والتضحية، كما نرى ذلك ونشاهده في قطاع غزة، وسائر المدن الفلسطينية.
أداء فرقة أمواج بالتعابير الفنية والموسيقية والمسرحية والأوباريت الذي قدموه، يصب في مجرى خدمة النضال الوطني الفلسطيني، برقي يتوسل الأداء المتقدم لدى الشعوب المتطورة المتحضرة، ولهذا لم يكن صدفة أن الفرقة زارت العديد من البلدان الأوروبية، وحظيت باهتمام ملفت في بلجيكا وفرنسا، وغيرهما، ونالت الرضى والتقدير للأداء الفني، وللقضية السياسية التي تعمل من أجلها وتسويق معاناة الشعب الفلسطيني وكسب الأصدقاء الأجانب لعدالتها وتطلعاتها.
لقد أخطأت الفرقة بتقديم المشهد الأول من مسيرة طفلة لاجئة سورية، مما خلق حالة من الاستياء لدى قطاع من الحضور خرج من المسرح لأن دوافعهم مشاهدة فرقة فلسطينية قادمة من فلسطين، تقدم عرضاً فلسطينياً، وليس قصة طفلة سورية لها كل التضامن والاحترام والتقدير، ولكن المطلوب من الفرقة أن تقدم وجبة فلسطينية، وهذا ما فعلته بالمشهد الثاني المتأخر، وتم ذلك بعد أن خرج العديد من الحضور، بعد أن أنهت الفرقة المشهد الأول، ولم يعرفوا ولم ينتظروا رؤية المشهد الثاني عن أطفال غزة، ويستمعوا إلى أغاني فلسطين قدمتها الفنانة المتمكنة زينة برهوم.
ما بادرت له وغيرته جيسكا بطشون مسؤولة البرامج الثقافية بين الأردن وفرنسا، وخبراتها في التعامل مع البلدان الأوروبية، فرضت عرضاً مغايراً في مخيم الوحدات مما كان يفترض أن تفعل ذلك في العرض على مسرح مركز الحسين الثقافي، بحيث تعطى الأولوية للمشهد الفلسطيني الذي حمل عنوان «من أجل أطفال غزة» .
الاهتمام الفرنسي من قبل السفير الذي قدم كلمته بالعربية، وطاقم المعهد الفرنسي، يدلل على مدى ما تتمتع به فلسطين وشعبها وأدوات عملها من دعم وتعاطف وحضور، ولهذا يستحقون الاحترام على ما فعلوه وقدموه من رعاية واهتمام للفرقة الفلسطينية.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences