د. حازم قشوع يكتب : اسرائيل تبتز الدول الكبرى وتلوح بأستخدام النووي والاردن ثابت بمواقفه اقليمياً ودولياً ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
د. حازم قشوع
 
لم تعلن اسرائيل من قبل حيازتها لسلاح نووي، إلا أن ما قالته لوزير الدفاع البريطاني والأمريكي يقول عكس ذلك، فلقد لوحت إسرائيل للولايات المتحده والمملكه المتحدة باستخدام النووي إذا لم تقوم هذه الدول بتشكيل تحالف يدافع عن اسرائيل وعن وجودها على حد تعبير غالانت وزير الدفاع الاسرائيلي ... إذا ما تعرضت لضربة من قبل إيران وتيار المحور، وهذا ما شكل ابتزاز للقوى الدولية كما للقانون الدولي بعدما راحت اسرائيل تضع خيارين أمام بيت القرار الدولي لا ثالث لهما، الاول الاستخدام النووى، والثاني ادخال حلف الناتو معها فى حرب الجنون التى يقودها نتنياهو على المنطقة بهدف الهيمنة عليها من وحى رسالة الوحي تجاهه على اعتباره ملك إسرائيل الأوحد الذي ينزل عليه الوحي والتنزيل.!؟
 
وهذا يفتح الأبواب أمامه باعتباره صهيوني غارق بالوحي، له أن ينتهك كل الأعراف وكل القوانين وأن يمارس كل أشكال العربده العسكريه والسياسيه، فيقوم باجتياح الأرض وقتل المدنيين بغير حساب و يقترف جرائم ضد البشرية ويعيث فى الأرض إفساد وفساد دون رادع يضع حد لتصرفاته او قانون يضبط سياساته، حتى أخذ يشكل حالة جعلته فوق القانون الدولي والإنساني يحرم ما يريد ويبيح لنفسه ما يصوره الرب لملك إسرائيل المزعوم !.
 
والغريب ان الشعب الاسرائيلي الذي من المفترض أن يكون متحضر ويحمل ثقافة اوروبيه وامريكيه يناصره في جنونه، بعد أن فُهم التصفيق لتنياهو فى الكونجرس بأنه شهادة تخويل تخوله الانتقال بالحرب وشرورها الى حيث يريد وحيث أراد رب نتنياهو المزعوم، كيف لا والحركات الأصولية الحاكمة التي تلتف حوله بزعامة بن غفير وسمورترش تناصره و تؤيده في سياساته وقراراته حتى لو ذهبت لإشعال حرب إقليمية وقام باغتيال شخصيات عسكريه وسياسيه كيفما يريد وحيثما شاء.
 
حتى ذهب الأمر به ليغتال ضيف بحجم إسماعيل هنية على الدوله الايرانيه فى مراسم تسليم السلطات للرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان الذى كان من اهم سياساته القيام بإنجاز مصالحة مع المحيط العربي والمجتمع الدولي، قاطعا بذلك عليه طريق الوصول ومبدد برنامج عمله  بطريقة جرمية بحادثه اغتيال هي الأسوأ التى تقوم بها دولة فى التاريخ منتهكا بذلك كل الأعراف الدبلوماسية والقيم الإنسانية مستبيحا بذلك حرمات دولة وفضاءاتها.
 
وهو ما جعل من السياسيين والمتابعين على حد سواء يراقبون المشهد العام بطرقة الحثيثة كما يقفون على كل التفاصيل والتفصيلات مع حركة تصاعد المشهد العام والتى وصلت إلى حد التلويح بالنووي مع اقتراب الانتخابات الأمريكية من موعدها كونها الجهة التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن ما يحدث من احداث فى المنطقه وهى الدولة القادرة على وقف التصعيد بوقف "اطلاق النار من غزه".
 
وهى الرسالة التى أكد عليها الوزير أيمن الصفدي اثر لقائه بطهران مع وزير الخارجية الايراني علي باقري و القيادات السياسية، سيما وان الاردن مازالت مواقفها واضحه ولا تحتمل التاويل، وهو الامر الذي اكده الملك عبدالله فى عدة مناسبات كما فى البيت الأبيض والاردن مازال متذمرا من هذه الممارسات الاسرائيلية و يرفضها جملة وتفصيلا، لكنه فى ذات السياق لا يريد أن تستبيح الدول أيا ما كانت فضاءاته الجوية حتى لا يدخل في معركة إقليمية لا يريدها كونه يجد بذلك وضع الزيت على النار، وهي أفعال لا تقوم بإطفاء الحريق بل تقوم باشعاله و تأجيجه، والذى من المفترض أن يقام باخمادها بقرار يقضي بوقف إطلاق النار بالكامل ووقف الانتهاكات العسكرية الاسرائيلية التى لن تحقق فائدة استراتيجية او حتى آنية سوى مزيد من الدمار والخراب.
 
فالسياسات العسكرية التى يرفضها الأردن كما سياسة الاغتيالات، هو ما ذهب ليؤكد عليه الرئيس بايدن مشاطرة الاردن مواقفه بعد حادثة اغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية السابق  إسماعيل هنية، وهو الأمر الذى يجب ان يكون واضحا وبائنا للجميع وعلى الجميع توخيه، فالأمن الأردني خط أحمر ولا يجوز لأحد مهما كانت دوافعه استباحت حرماته فى محاوله منه لجر الاردن لموقعه اقتتال لا يريدها كما لا تريدها المنطقة، فلقد آن الأوان لوقف سياساته التصعيد.
 
فالاردن موقفه السياسي فى واشنطن كما فى طهران واحد لا يتغير بتغير الجغرافيا ولا يتبدل بتبدل المحتوى المحيط، فهو مع السلم الإقليمي والسلام الدولي ومع تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومع عدم التجاوز، ويرفض الانتهاك على القانون و حرمات الدول، هذا هو الموقف الأردني وهذه هى سياساته ... وعلى الجميع احترامها كما يعمل الأردن على احترام الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية، ويقول كما قال دائما على اسرائيل وقف الحرب المسعورة على غزة والاعتراف بقرارات الشرعية الدولية كونه المدخل الذي يؤدي لإنهاء الازمة ويجعل من المنطقة تعود إلى حالة هدوء يمكن البناء عليها لتحقيق درجة الأمان المنشوده.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences