حلول جذرية لا وعود!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
نسيم عنيزات - فكأن دور الحكومة انحصر بإطفاء الحرائق ومعالجة آثارها فما ان تحاور جهة ما حول قضية مطلبية تعود وتصحا على ازمة أخرى في مكان اخر تؤجل الأولى وتضعها بقائمة الانتظار.
لقد تحولت العديد من الجهات لدينا إلى بؤر ساخنة ، تنذر بانفجار باي وقت دون التنبؤ بنتائجه ، الا ان الواضح انه اذا بقي الوضع على حاله فإن الحكومة لن تسلم من شظاياه وقد ندخل في دوامة جديدة.
فبعد ازمة المعلمين وطريقة المعالجة التي استنزفت ما يقارب الشهر من وقت الدولة بكل مؤسساتها وأدواتها  نعود اليوم الى التعامل مع مكونات اجتماعية أخرى تهدد وتتوعد بأن التصعيد قادم فمنهم من يتهم الحكومة بانها انقلبت على اتفاقات سابقة كموظفي وزارة الحكم المحلي : البلديات» الذين يطالبون بزيادات وعلوات يفترض أن تكون قد حسمت منذ أشهر ، نجد على الجانب الآخر موظفي وزارة التربية من سائقين وحراس يطالبون بنصيبهم من الكعكة بعد أن تم استثناؤهم من الزيادات التي شملت المعلمين.
ولا ننسى تحركات مجلس النقباء الذي سلم أيضا الحكومة توصيات لجنته الفنية حول رفع علاوة المهنة لمنتسبيه .
وهاهم المتعطلون عن العمل يعيدون كرتهم مطالبين بفرص عمل لهم مهددين بعدم العودة الا بعقود عمل بجيوبهم لان الوعود لم تعد تجد قبولا لديهم. 
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وما تعانيه الدولة من عجز في ميزانيتها فإن خيارات الحكومة للخروج من الدائرة الضيقة تزداد صعوبة.
مع انحسار الخيارات والبدائل وآلية التعامل معها وتقبلها أيضا من المحتجين ففي الوقت الذي تخوض به معركة كبيرة ومفاوضات شاقة مع صندوق النقد الدولي الذي يطالبها باشتراطات جديدة واعباء إضافية اخرى لا طاقة لها بها ولا تستطيع تحمل كلفتها ونتائجها بظل حالة الاحتقان الشعبي وتحفز الشارع المدفوع باعجاب وغيره من الثورة اللبنانية التي تتقاطع معهم بكثير من الأسباب والأهداف خاصة بعد الحلول والاجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في عدم فرض أي ضرائب جديدة وتخفيض رواتب المسؤولين الى النصف وغيرها الكثير ، ومع ذلك انخفاض العجز في الموازنة.
مع ان الحكومة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في إدارة هذا الملف الذي يدور في دائرة الوعود و الحلول الانية والوقتية والتسويف، عليها أن تدرك أن هذا لا يستقيم الان و ان تعالج هذا الملف بحذر كبير ودراسة مستفيضة وإيجاد حلول دائمة ومقنعة لان الناس لن يقبلوا بانصاف الحلول او الوعود ، وان اي خطاء قد يكلف الكثير .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences